جيزيل خوري هي صاحبة إرث إعلامي أصيل، وطموحات لا متناهية. تمتاز بمستوى عال من الشجاعة والجرأة والرصانة، التي تؤهلها لتكون مرجعا أساسيا في البرامج الحوارية. فخبرتها الطويلة، وأسلوبها السلس والراقي، وثقافتها الواسعة، هي عوامل ساهمت في نجاحها المهني، اذ استضافت على مدى السنوات، عددا كبيرا من الشخصيات العربية والدولية البارزة، وشاركت معهم في كتابة التاريخ المعاصر.

خسارة زوجها ورفيق دربها سمير قصير في العام 2005، مدّتها بالقوة لاكمال المسيرة بعزم وإصرار، فبقيت "على الوعد"، رغم "الغصّة" التي لا تفارق قلبها. فالصحافي والكاتب رحل لكنه حاضر دوما في نفس جيزيل ووجدانها ويومياتها وأعمالها، وفي "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة" التي أطلقتها "مؤسسة سمير قصير الثقافية"، الهادفة الى نشر الثقافة الديموقراطية في لبنان والعالم العربي، وتشجيع المواهب الصحافية الجديدة والحرة، والعمل على نشر الوعي بضرورة النهضة الثقافية والفكر الديموقراطي العلماني.

حازت جيزيل خوري على إجازة في الاعلام المرئي والمسموع، وديبلوم في تاريخ الحضارات القديمة، وعملت في قناة الـ"LBC"، و"العربية". وهي اليوم صحافية في "BBC" ورئيسة "مؤسسة سمير قصير الثقافية".

"الاقتصاد" التقت مع خوري للحديث عن مسيرتها المهنية الطويلة ورؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم:

- من هي الاعلامية جيزيل خوري؟

اسمي جيزال قزي، وقد بقيت على اسم زوجي الأول ووالد أولادي. والدي كان محامي معروف في بيروت، وكانت لديه مساهمات عدة في الكتابة الصحافية والتاريخية. والدتي من عائلة مرموقة ومثقفة كانت تتكلم بطلاقة 4 لغات، وقد درست في الجامعة سنتين حقوق، قبل أن تسافر الى كولومبيا حيث أشقائها، وتعيش هناك لمدة 6 سنوات.

تعلمت في مدرسة مار يوسف الظهور قبل الحرب، ثم التحقت بمدرسة مار يوسف عينطورة. حصلت على ديبلوم في التاريخ من "جامعة الروح القدس – الكسليك"، وعلى إجازة في الاعلام من "الجامعة اللبنانية". تزوجت بعمر العشرين من الطبيب ايلي خوري، ثم من الصحافي والكاتب سمير قصير. وأنا اليوم أم لولدين، بنت وصبي.

- كيف تصفين مسيرتك المهنية الطويلة؟ هل كانت صعبة أم مرت بسلاسة؟

 

كل مسيرات الحياة صعبة، ولكن أشكر الله أن خياراتي في الاجمال كانت جيدة.

- ما هي برأيك مقومات نجاح المرأة اللبنانية؟

انفتاحها ونضالها اللذين حافظا على ما تبقى من هدم انساني وغيره خلال الحرب اللبنانية وبعدها. المرأة اللبنانية هي المناضلة الأولى رغم مظهرها المتقن.

- ما هي الصعوبات المهنية التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

مافيات الاعلام، ولن اقول أكثر!

- هل واجهت يوما أي تمييز في اطار العمل لمجرد لكونك امرأة؟

لا شك أن في الاعلام العربي، عندما تصبح المرأة في الاربعين من عمرها، يضعونها على الرف اذا استطاعوا ذلك. في حين أن الرجل لا يواجه هذه المشكلة. أما الاعلام الغربي، فأهم نجماته هن في العمر المخضرم مثل امانبور، ليز دوسيه، بيكي اندرسون...

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

مصداقيتي ومهنيتي.

- ما الذي تطمحين الى تحقيقه في المستقبل؟

أنا أشارك صديقتي الصحافية سحر بعاصيري في شركة لانتاج الوثائقيات، ومن أعمالنا: ياسر عرفات، كمال جنبلاط. وأتمنى أن تزدهر الشركة في أعمال اخرى وفي برامج ثقافية.

- كيف تمكنت من التنسيق بين أعمالك وحياتك الخاصة؟

أمي ساعدتني بطبيعة الحال، كما أنني بدوري أركز كثيرا على تنظيم الأمور، وحتى اليوم "ماشي الحال"!

- كيف تقيمين دور الرجل في لبنان بشكل عام وفي مسيرتك المهنية بشكل خاص؟

هنالك رجال في لبنان حريصون على حقوق المرأة أكثر من النساء، وأنا محاطة بهؤلاء منذ طفولتي؛ أي والدي، شقيقي، زوجي، أصدقائي، ابني... في حين أن المتخلفين لا مكان لديهم في عالمي.

- ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة في لبنان على صعيد الحقوق؟

قانونيا لم تحقق الكثير، وما زال المشوار طويل. اجتماعيا، وفي طبقة معينة، أعتقد أن المراة اللبنانية تمكنت من الحصول على حقوقها. لكن كما قلت، المسيرة طويلة خاصة في السياسة، حيث لا وجود لها.

ولكن أؤكد وأقول أن الوضع في لبنان لن يتحسن، قبل أن تنال المرأة كل حقوقها.

- ما هي المعوقات التي تقف في طريق تقدم المرأة اللبنانية؟

المعوقات تطال النساء والرجال، وتتمثل بالطبقة السياسية الفاسدة أو غير الكفؤة.

- هل أنت مع اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟ هل لديك أي طموح سياسي؟

أعتقد أن الكوتا ضرورية كخطوة أولى لدخول المرأة اللبنانية البرلمان ومجالس البلدية والسلطة التنفيذية. فكل التجارب العالمية بدأت بالكوتا ونجحت.

أما بالنسبة الى طموحي السياسي، فأقول حاليا "لا"، لأنني أحب حريتي. ولكن هنالك طروحات معينة يمكن أن أدخل فيها، "منشوف"!