استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر نادي الصحافة - فرن الشباك، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "الإستثمار الإقتصادي: هل بيئة لبنان مهيئة للإستثمار ؟ ما هي نقاط الضعف وما هي نقاط القوة؟ وما هي الرؤية والإستراتيجية الواقعية؟" رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين د. فؤاد زمكحل، ورئيس مؤسسة "جوستيسيا" د. بول مرقص.

في البداية قال زمكحل "من المهم أولا أن نضع المواطنين والمستمعين بالصورة الحقيقية لوضعنا، ونحن كرجال أعمال دائما إلى واقعنا كما هو وإلى أين نحن ذاهبون .. فلبنان اليوم يمر بأصعب فترات تاريخه إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا .. فأنا لا أذكر أننا مررنا في تاريخنا الحديث بمرحلة مشابهة للمرحلة الحالية، فمشاكلنا السياسية الداخلية تتفاقم بدلا من ان تتراجع .. وفي السابق كان لبنان على سلم أولويات الدول الإقليمية والعالمية، لذلك كنا نرى حلول خارجية لمشاكلنا السياسية الداخلية، ولكن اليوم لم يعد لبنان على سلم الأولويات في ظل ما تمر به المنطقة .. فهناك أربع حروب كبيرة جدا تجري حولنا، أولها سوريا ثم اليمن وليبيا والعراق .. كما أن دول كبرى تمر بمراحل سياسية صعبة غير مستقرة كمصر وتركيا .. كل هذه الأمور تنعكس بشك سلبي ومباشر على الإقتصاد اللبناني وبالتالي على الإستثمارات".

وتابع زمكحل "على الرغم من اننا مررنا بحرب كبيرة في لبنان بين العام 1975 والـ1990، إلا ان الإستثمارات في ذلك الوقت كانت كبيرة جدا، كما أن المردود على الإستثمار كان مرتفعا .. أما اليوم فنحن نمر في نفس المخاطر لأننا نعيش حرب باردة، والمردود على الإستثمار غنخفض بشكل كبير وأصبح بين 0 و 5% .. وبما ان المخاطر السيادية تتفاقم والمردود على الإستثمارات إنخفض فهذا يدفع بالمستثمرين إما لتجميد إستثماراتهم، أو لنقل إستثماراتهم إلى دول أخرى قد تكون فيها نفس المخاطر الموجودة في لبنان ولكن مردود الإستثمار أعلى بكثير .. ومنها العراق ودول إفريقية".

ولفت زمكحل إلى أن "الإستثمارات الخارجية في لبنان وصلت في عام 2011 إلى حوالي 5 مليار دولار، بينما لم تتعدى في العام 2015 الـ2.4 مليار دولار .. أي أن التراجع تخطى الـ50%".

وأكد زمكحل أن "الشركات اللبنانية ورجال الأعمال اللبنانيين هم من أنجح الشركات ورجال الأعمال فب العالم، كما ان الشركات اللبنانية في الخارج تنافس شركات عالمية كبيرة .. وهذا فخر لنا".

وأكمل "إقتصاد لبنان مرتبط بالدول المحيطة وبالعالم أجمع .. ونحن حريصون على بناء أفضل العلاقات مع الدول المحيطة ومع رجال الأعمال اللبنانيين في الخارج أيضا" .. معتبرا ان إيران سيكون لها مستقبل إقتصادي كبير ونسب النمو سترتفع كثيرا، وهذا ما دفعهم للذهاب إلى هناك على رأس وفد إقتصادي كبير .. مؤكدا أن سعيهم للدخول إلى السوق الإيراني لا يعني أنهم غير مهتمين بالدول العربية الأخرى، حيث قال "منفتحين على كل العالم، ونترك السياسة لأربابها  ... فنحن حياديين ومع الجميع".

وتطرق زمكحل أيضا إلى الدين الخاص الذي وصل إلى 55 مليار دولار .. وهذا يعني أن تأمين السيولة للشركات سيكون أكثر صعوبة، لذلك على الشركات أن تنقل قسم من المديونية إلى رأس المال، عبر فتح الباب أمام مستثمرين جدد يساهمون في رأس مال الشركة.

من جانبه قال رئيس مؤسسة "جوستيسيا" د. بول مرقص أن "الشعب اللبناني جزء من المشكلة .. فهذا البلد بقي أكثر من 10 سنوات من دون موازنة، وأمس قال وزير المالية انه سيتم تحويل الموازنة إلى مجلس الوزراء .. ولكن الناس لا تعرف بأن نصف موازنتنا تذهب كخدمة دين، والنصف الأخر يذهب لسداد الرواتب والأجور والمخصصات للوزراء والضباط والقضاة وغيرهم ... هناك وزارات تستأجر أبنية بمليارات الليرات سنويا في حين أن هناك املاك للدولة مغتصبة في بعض المناطق وهي لا تحرك ساكنا لإسترجاعها .. ونحن البلد الوحيد في العالم الذي يُسقط الضريبة بعد مرور الزمن .. والهدر في مؤسسة كمؤسسة الجمارك مثلا يصل إلى مليار دولار سنويا ... كل هذه الأمور موجودة والشعب لا يتحرك".

وأضاف "في السنة الماضية خطف التحرك الشعبي، وأقتيد إلى مكان أخر .. فأي تحرك او إعتصام يجب أن يكون علمي .. والمطالب يجب أن تكون قابلة للتحقيق، فشعارات إسقاط النظام وإقالة الحكومة ليست هي الحل، فعلى الناس أن تلعب دورها بالشكل الصحيح المنظم، وليس بالشكل العشوائي الذي لا يوصل لأي حلول".

وفي سؤال للزميلة خداج حول نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا لجذب الإستثمارات الخارجية قال مرقص أن "نقاط القوة تتمثل بحرية القطع، حرية التحويلات، الفوائد المرتفعة، الإقتصاد الليبرالي، حرية التسعير، اللغة المتعددة، الحرية الشخصة، السرية المصرفية .. وغيرها الكيثر، كل هذه الامور تجعل من لبنان جنة إستثمارية ... ولكن هذه الجنة تحتاج إلى تنظيم وقوننة، وإلى دولة قانون وقضاء".