دخل في عالم العقارات وكان أول من جلب امتيازاً أميركياً إلى لبنان في هذا القطاع. عندما تجلس لمحاورته تجد نفسك أمام شخص مثقف، وملم بعمله بأدق التفاصيل.

إنطلق من مجال المعلوماتية الإدارية في بيروت وانتقل إلى الخليج حيث عمل لفترة طويلة قبل أن يعود إلى لبنان ويفتح شركة Century 21 العقارية.

وكان لموقع "الاقتصاد" حديثٌ مطولٌ مع المدير العام لشركة "Century 21" أحمد الخطيب

- ما هي أبرز المحطات في حياتك؟

تخصصت في الجامعة اليسوعية في بيروت في مجال المعلوماتية الإدارية، وقد واجهت صعوبات كثيرة من أبرزها تأمين أقساط الجامعة، حيث كنت أعمل إلى جانب دراستي لتحقيق هذا الهدف، وأعتقد ان الإنسان الذي يعمل لتأمين دراسته الجامعية يكون أكثر وعياً من الشخص الذي يؤمّن له أهله كل متطلباته الدّراسية، ويكون على معرفة بقيمة الساعة أو الحصة الجامعية، أو المادة التي يشرحها الأستاذ. ومثلي مثل أي شاب واجه صعوبات في إيجاد وظيفة تؤمن له الحد الأدنى، أو اللائق في الحياة. عملت في شركات محلية ضمن اختصاصي بشكل جزئي في منطقة الأشرفية كي أؤمّن حاجتي المالية، خاصةً وأنني كنت أدرس في فترة انقسام بيروت بين منطقتين إبان الحرب الأهلية في ظل ظروف صعبة جداً. ومن ثم سافرت إلى الخليج، حيث عملت، وتدرجت في شركة تابعة لتلك الموجودة في بيروت، حيث بدأت بوظيفة إدارية، ثم انتقلت بعد فترة معينة واستلمت قسماً محدداً في هذه الشركة. وبعد خمس سنوات، انتقلت إلى شركة أخرى تابعة للشركة التي كنت أعمل فيها، وهي تتعاطى بالأمور العقارية في لبنان والخليج.

من هنا، انطلقت في موضوع العمل بالعقارات، وعندما عدت إلى بيروت، أتيت بامتياز أميركي في مجال العقارات، وكنت أول من قام بذلك، وهي شركة Century 21 العقارية. واجهنا الكثير من الصعاب في التحول من النظام الأميركي وإسقاطها ضمن أطر القوانين اللبنانية، لأنه لا يمكن تطبيق كل ما يطبق في أميركا على الأرض اللبنانية. بدأنا بتغيير المفاهيم في التراث (وهي محظورة ) واستطعنا كسر المخاوف في نفوس الناس. والكثير من الأشخاص قالوا إنه عوضاً عن شرائي لامتياز في مجال العقارات؛ أقوم بشراء أراضٍ وأبيعها، وهكذا دواليك، إلا أنه - إيماناً مني بالإحتراف - تأكَّدتْ نتائجه حالياً. وأنا اليوم عضو مجلس إدارة منتخب في نقابة الوسطاء والإستشاريين العقاريين، حيث إنني أشغل منصب أمين المال فيها، وكنت من مؤسسيها في سنة 2009. ووصلنا إلى مراحل حيث اكتشفنا أن السوق العقارية غير منظمة، وأن سوق الوساطة هو مهنة من لا مهنة له، وأن أي شخص يعمل في هذا المجال دون أي خبرة مسبقة. وأخذنا على عاتقنا في النقابة أن ننظم هذه المهنة ونطورها. بدأنا بجمعية ثم أصبحنا نقابة عمّالية غير ملزمة  وهناك قانون في مجلس النواب حالياً. ليس هدفنا احتكار السوق بل تنظيمها  ككل دول العالم، إذ إن هذا القطاع يستحق أن يكون له وزير في الحكومة اللبنانية، حيث إن ميزانيته تصل إلى سبعة مليارات دولار أميركي سنوياً في الاستثمار العقاري في لبنان. كما قمنا وبالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت بعد فترة معينة من المفاوضات؛ بإعطاء دروس لكل من أراد أن ينتسب إلى النقابة، حيث يحصل على العناصر الأساسية، سواء في مجال التسويق أم في القوانين العقارية.  ويستطيع الطالب من بعدها أن يفهم ماهية الإفادة العقارية، والخارطة، والإرتفاق، والتخطيط، وغيرها. وهناك إقبال كبير من خارج النقابة، كما قمنا بتخريج مئة وثلاثين شخصاً في هذا المجال. واستلمت النقابة التنسيق لهذه الدروس، إذ إنني إصبحت منسقها في الجامعة في قسم CEC أي التدريب المستمر.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

أكبر تحدٍ واجهته في لبنان هو التوظيف، حيث إن هناك نقص في الثقافة، فكلّ شخص يبحث عن وظيفة ما؛ يبحث عن الراتب الذي سيتقاضاه في آخر الشهر إضافة إلى المحفزات المخصصة له. ولا يوجد عنده استقرار وظيفي، واليوم يسعى أي إنسان للحصول على وظيفة، وبعد فترة معينة من التعب والتدريب يقوم بترك عمله ويذهب إلى شركة أخرى منافسة، حيث يقول لهم إنه أصبح يفهم في عمله وهو يبحث عن تطوير نفسه.

وهذا يعني أن استقرار الموظف في مكانه يزيد من ثقة الشركة به، ويجعله يرتفع ويتقدم، والبحث عن خمسين دولاراً أو مئة دولار إضافية في الخارج ليست من الذكاء. ومن أكبر التحديات الموجودة في قطاع العقارات هي أن الإنسان يستطيع أن يخسر كل المعلومات الموجودة في جهاز الحاسوب بمجرد أن يتم نسخها ونقلها على flash memory وتكون قد تعبت عليها لفترة سنة وأكثر.

بعض الأشخاص الإنتهازيين الذين يدخلون إلى هذا القطاع يعتقدون أنهم إذا حصلوا على هذه المعلومات وقدموها للآخرين في الخارج يظنون أنهم قد قاموا بخطوة مهمة، إلا أنه خسر ثقتي فعلياً، وسيذهب لأشخاص سيكتشفون فيما بعد أنه لم يكن سلوكه سليماً، وأن العمل الذي قام به غير أخلاقي وسيكونون حذرين منه. ومن أهم النصائح التي أوجهها لأي شاب يبحث عن وظيفة؛ هي أن يكتشف نفسه هل أنه يحب هذه المهنة، أم أنّه عمل فيها لأنها هي التي توفرت له حالياً؟ فإن كانت هذه الوظيفة مؤقتة، فلا تضيعوا وقتكم لأن الإستثمار في عامل الوقت هو أن تجلس في المنزل ولا تمارس مهنة لا تحبها أفضل من أن تعمل في مهنة لا تحبها وتتورط وتترك وظيفتك. عندما يدخل الشخص الى شركتي ويأخذ مني وقتاً في التدريب والتحضير لمدة ستة أشهر، خاصة اذا لم يكن في مجال العقارات، حتى أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم خبراء في هذا المجال فتكتشف أنه يعلم أشياء ويجهل أشياء أخرى، عندها نقوم  بالعمل على تطويره وتأهيله وإرساله للإنتساب إلى النقابة وإدخاله إلى الجامعة ليتدرب، وتعطيه راتباً، ومحفزات، وعمولة، وبعد كل هذه الأمور تجده يبحث عن عمل له بشكل مستقل. وهذا لم يكن بعمره وسيلة نجاح.

أنا أبحث عن القيم والأخلاق في الشخص قبل المهنية والحرفية. كما نواجه عقبات المفاهيم القديمة والموروثات القديمة التي نحاول دائماً تغييرها. إذا أعطاك زبون عقاراً حصريأً مثلا، فيجب فهم ما معنى العقار الحصري، وإذا أراد أن يسوّق لعقاره، فهناك بعض الشركات العقارية لا تعطيه المكتسبات القانونية، أضف إلى ذلك القضاء اللبناني حيث إنه من أسوأ الأمور التي قد يتعرض لها الإنسان هي التقاضي في المحاكم مع شخص آخر لفترة طويلة جداً بسبب تغيّب أحدهم وما إلى ذلك، ويكون الحق فيها واضحاً.

يلزمنا تحديث للقوانين، وضمان سير المحاكم بشكل صحيح وسريع للحصول على النتائج الصحيحة، ومحاسبة المخطئين يوصل إلى الإحترافية بشكل أسرع، وتستقطب مستثمرين في لبنان.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك؟

بكل تواضع أنا جريء ولا أتردد إذا قمت بأخذ القرارات، وأستشير أصحاب الإختصاص بأي مجال أقرر فيه.

- هل حققت نفسك؟

لم اصل الى الربع الاول من طموحاتي واحلامي وطالما ان الانسان لا يزال حياً ينتج وان يكون قيمة مضافة الى بيئته ومجتمعه فلا يتردد. حياتنا في بلدنا ليست فندقاً وكل ما حلت كارثة ما فيه نهاجر الى الخارج بل علينا ان نقدم الى مجتمعي وعائلتي وشركتي التي اعيش من خلالها ولكن يجب ان اكون على مسافة متقاربة من كل الناس. واحب ان اقدم مساعدات عينية للاشخاص الذين يبحثون عن التطور.

- ما هو رأيك بالسوق العقاري اللبناني اليوم؟

السوق العقارية مطمْئِنة جداً رغماً عن الركود الحاصل وهي سوق واعد، ومن لديه الرغبة والإرادة والحاجة للشراء؛ لا يتردد في ذلك، فلبنان يعيش على عنصر تفاؤل بانتخاب رئيس جمهورية، هذا لبنان، وهذه تركيبته، والمنشطات التي نحتاجها هي معنوية أكثر منها سياسية، وفي النهاية فإن المستهلك الحقيقي موجود ونحن لسنا سوق مضاربة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

تطوير شركتي والحصول على شريحة معينة من الحصة السوقية في البيع وفي عرض المشاريع وباستقدام أشخاص يؤمنون بلبنان، إضافة إلى التعليم الجامعي في القطاع العقاري.

- ما هي كلمتك للشباب اللبناني؟

أتمنى على كل شخص يسافر للعمل في جلي الصحون، أو في غسيل السيارات في الخارج أن يبحث عن عمل في لبنان، ويطور نفسه، وأن يبدأ من الحد الأدنى، ويقيّم نفسه بعد فترة سنتين ليتقدم في عمله.