أولى القطاع المصرفي والمؤسسات الخاصة والمستثمرين في لبنان خلال السنوات الأخيرة أهمية كبيرة للمؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، ودعموا المبادرات الفردية الجدية والواعدة، لأن هذا النوع من الشركات أصبح ركنا أساسيا من أركان الإقتصاد الوطني وبات يؤمن عددا لابأس به من فرص العمل، كما ساهم في الحد من هجرة اللبنانيين، وبخاصة فئة الشباب المتعلم.

إلا إن أي شركة ناشئة أو فكرة جديدة تحتاج بالإضافة الى التمويل اللازم، خبرات وخطط ورؤية واضحة لتضمن النجاح والإستمرارية، وهذا ما يملكه الشاب اللبناني طارق مبارك الذي أسس شركته الناشئة "HelloTree" التي تعمل في مجال إنشار، تطوير وتقديم الخدمات التقنية على كافة أشكالها.

ولان "HelloTree" تمكنت من إثبات نفسها في السوق المحلي في وقت قصير جدا لم يتعدى الـ4 أشهر .. كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع طارق الذي تحدث عن طبيعة عمل "HelloTree"، وأهداف الشركة المستقبلية.

- أخبرنا عن شركة "HelloTree"؟ وما هي طبيعة عملكم؟

"HelloTree" هي وكالة رقمية (Digital Agency)، تقدم كافة الخدمات التقنية للمؤسسات والأشخاص والشركات، إذ نقوم بإنشاء وتطوير المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية إضافة إلى إنشاء وإدارة صفحات التواصل الإجتماعي .. والعديد من الخدمات التكنولوجية الأخرى، كما نعمل أيضا في مجال التصميم للعلامات التجارية وشعاراتها الخاصة.

ولدينا شراكات مع مؤسسات محلية وأجنبية، منها شركة فرنسية عالمية تعمل في مجال الخدمات التكنولوجية.

- متى تأسست الشركة؟ ومن هو صاحب الفكرة؟

الشركة إنطلقت منذ حوالي 4 أشهر فقط، وأصبح لدينا أكثر من 9 عملاء (Clients) حتى الأن، كما نعمل أيضا على مشروع في دبي، وعلى ثلاثة مشاريع محلية في لبنان.

أما بالنسبة للفكرة، فهي بدأت عندما قمت بترك عملي كموظف في إحدى الشركات لأن الرواتب في لبنان قليلة، ولا تكفي لبناء مستقبل وتأسيس عائلة .. لذلك قررت بدء مشروعي الخاص الذي كنت أحلم به منذ فترة، وهو (Digital Agency) تقوم بتقديم كافة الخدمات التقنية والتكنولوجية دون إستثناء، خاصة انه في لبنان لا يوجد وكالة تقدم كل الخدمات في وقت واحد .. ومن هنا بدأ المشروع، إذ حصلت على مساعدة مالية بسيطة من والدي لشراء أجهزة الكومبيوتر وبعض المعدات .. وبدأت بالعمل من المنزل.

بعد فترة بسيطة بدأت المشاريع تكبر، فقررت بمساعدة الدكتور شربل فارس (أستاذي في الجامعة) تأسيس شركة "HelloTree"، والأن أصبح لدينا مكتب خاص بنا في بيروت.

- كم يبلغ عدد الأشخاص الذين يعملون معكم ؟

نحن 4 أشخاص في الشركة في الوقت الحالي .. ونعمل أيضا مع 4 أشخاص أخرين كـ "Freelancers" .. أي أن المجموع هو حوالي 8 أشخاص.

- ما هو هدفك من خلال شركة "HelloTree" ؟ وإى أين تطمح للوصول من خلالها؟

هدفنا من خلال شركة "HelloTree" هو الوصول لمرحلة نستطيع فيها إنشاء وتطوير أي شيء يتعلق بالتكنولوجيا.

في العالم هناك مَثََلٌ متداول يقول: "الهندي يستطيع أن يفعلها .. فلماذا أفعلها أنا" .. والمقصود هنا أنه طالما هناك جهات وشركات خارجية تقوم بتطوير وتقديم الخدمات التكنولوجية الجاهزة للمستخدمين، فلا داعي للعمل محليا على تطوير هكذا خدمات ... وأنا أريد ان اغيّر هذه الفكرة، لذلك أسعى من خلال "HelloTree" لإنشاء وتطوير كافة الخدمات التكنولوجية والتقنية الضروروية، دون حاجة لإستقدامها من الخارج.

وفي "HelloTree" نقدّم الخدمات بأسعار مدروسة ومنطقية إذا صح التعبير .. إذ أنه لا داعي لدفع 20000 دولار لتطوير موقع إلكتروني جيّد، لأنه فعليا لا يكلّف أكثر من 5000$ .

- ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية ؟ وبماذا تنصح الشباب الراغبين في تأسيس عملهم الخاص؟

لا شك انه في لبنان هناك الكثير من الصعوبات وأهمها هي أن الكل يعاني من أزمات مادية وبالتالي فإن الشركات والعملاء تتأخر في الدفع .. اضف إلى ذلك أن الإنترنت بطيء جدا وسعر الخدمة عالي مقارنة بالدول الاخرى.

ولكن الأمر المهم عند تأسيس أي عمل خاص أو شركة ناشئة هو "التخلص من الخوف" .. فلا يجب التفكير بإمكانية الفشل ... وأنا شخصيا لا أفكر مثلا بتأمين رواتب الموظفين قبل نهاية الشهر، بل أفكر في كيفية الحصول على صفقات ومشاريع جديدة وعملاء جدد، وهذا سيؤمن بالطبع رواتب الموظفين وسيرفع من أرباح الشركة.

كما أنصح الشباب الراغبين في تأسيس شركة ناشئة أو مشروع خاص، البدء في عمر صغير، وعدم الإنتظار كثيرا للإنطلاق .. وعليهم أن يتوقعوا الكثير من ضغط خلال العمل، لان المشروع الخاص سيأخذ الكثير من وقتهم وسيؤثر على حياتهم الخاصة، وبالتالي لن يستطيعوا قضاء وقت كبير مع العائلة والأصدقاء، فهذه هي ضريبة النجاح.

تجدر الإشارة إلى أن طارق هو صاحب فكرة إنشاء وتطوير تطبيق "Kholsit"، وهو تطبيق خاص بالشباب والطلاب اللبنانيين الذين يتخرجون من المهنيات، أي أولئك الذين لا يتجهون الى الإختصاصات العلمية بل الى التخصص ببعض المهن الحرة والحرفية... ويهدف تطبيق "Kholsit"  لحل مشكلة هؤلاء الشباب الذين يواجهون سوق عمل صعب جدا يسيطر عليه عدد قليل من الأشخاص القدماء في المهن الحرة والحرفيين.

ويسمح تطبيق "Kholsit" للشباب ببناء سمعة جيدة لهم في سوق العمل، حيث أنه عبارة عن دليل يساعد كل الناس التي تحتاج الى (نجّار، دهّان، سنكري، كهربائي .... ) بالبحث عن أقرب شخص إليه يعمل في هذا المجال والتواصل معه والإتفاق على موعد معين من أجل إنجاز العمل المطلوب.