لا شك بأن معظم شباب الجيل الجديد، سمعوا أو قرأوا قصة الشخصية الصينية البارزة التي حققت نجاحا إنطلاقا من إجتهاد ذاتي، ونتحدث هنا عن "جاك ما" مؤسس ورئيس شركة "علي بابا" الصينية، التي تعد أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم.

"جاك" الذي عانى كثيرا لإيجاد وظيفة بعد تخرجه من الجامعة، قرر في شهر شباط من عام 1999 تأسيس شركته الخاصة، فدعا 17 من أصدقائه إلى شقته، وتحدث معهم لمدة ساعتين عن رؤيته، وأقنعهم بالاستثمار معه في شركته المستقبلية التي أطلق عليها إسم "علي بابا"، ليضع الجميع أموالهم معه، حيث جمعوا قرابة 60 ألف دولار لتأسيس موقع "علي بابا" الإلكتروني... وتبلغ ثروة جاك اليوم ما يقارب الـ21.9 مليار دولار أميركي.

قصة هذا الرجل الصيني رغم غرابتها، إلا أنها لم تعد مستحيلة اليوم في ظل الإنتشار الكبير للتجارة الإلكترونية في العالم .. فكل شاب أو فتاة أصبح بإمكانه تأسيس عمله الخاص وإفتتاح متاجر إلكترونية متخصصة ببيع منتجات او خدمات معينة .. ومع بعض الأفكار الإبداعية قد تتوسع هذه المواقع والمتاجر لتتحول إلى تجارة منتشرة على صعيد العالم أجمع.... لذلك قرر الشاب اللبناني باسم مبدّر وشريكه علي البزري تأسيس المتجر الإلكتروني "The White Bear" في ظل الأوضاع الاقتصادية المتراجعة في لبنان، وارتفاع الأسعار، والجمود المستمر في الأجور.

ولأن مشروع مبدر والبزري هو "لبننة" لمشروع "علي اكسبرس" الذي غزا العالم وتحول إلى شركة من أكبر شركات العالم، كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع باسم الذي أكد أن الفكرة بدأت بسبب حاجتهم لمدخول إضافي، مما دفعهم للتفكير بإطلاق عملهم الخاص .. وبما أن إفتتاح متجر فعلي في لبنان يحتاج إلى مبلغ كبير من المال، لم يكن أمامهم سوى التوجه نحو التجارة الإلكترونية، حيث قاموا بأطلق الموقع الإلكتروني الخاص بالمتجر، إضافة إلى تطبيق مجاني على الأجهزة الذكية العاملة بنظامي "أندرويد" و"أي أو أس".

ولفت باسم إلى أن الموقع يبيع كل أنواع الإكسسوارات والثياب "Online"، ويقومون بخدمات التوصيل إلى المنازل، أما بالنسبة لطريقة الدفع فهي حاليا تتم عند التسليم، مشيرا إلى أنهم يعملون على إطلاق خدمة الدفع بواسطة البطاقات الإئتمانية قريبا.

وفيما يخص الصعوبات التي واجهتهم قبل إطلاق المشروع قال باسم أن تأمين الأموال لإطلاق الموقع وشراء كمية من البضائع للإنطلاق كان من أبرز الصعوبات .. معتبرا أن الخبرة التقنية التي يملكها شريكه عبد البزري، ساهمت كثيرا في وضع أسس المشروع.

أما فيما يتعلق بطرق التسويق التي يستخدمونها فقال مبدّر أنهم يعتمدون بشكل مبير على وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات الشخصية "الافتراضية"، إذ يتم إرسال العروض الجديدة عبر "واتس آب" و "فيسبوك" وغيرها من التطبيقات. ويتم عرض المقتنيات على التطبيق والموقع الخاص بـ "The White Bear".

وقال مبدّر أنهم يحاولون تطوير الموقع بشكل دائم، إذ أطلقوا مؤخرا خدمة الـ"Chat" المباشر، حيث يمكن لمستخدمي الموقع التواصل مباشرة معهم من خلال خدمة الدردشة والإستفسار عن أي شيء..  كما يعملون أيضا على تطوير عمليات التوصيل إلى المنازل حيث سيستعينون بخدمات شركة "ارامكس" للتمكن من إيصال البضائع إلى كافة المناطق اللبنانية.

وفي سؤالنا عن مصدر البضائع الموجودة في الموقع وطريقة إستيرادها، قال مبدر أن هناك أكثر من مصدر في الخارج والداخل، مؤكدا أنهم يركزون بشكل كبير على النوعية (Quality)، حتى وإن كان السعر أعلى قليلا من البضائع الشبيهة الموجودة في الأسواق ... لافتا إلى أن المصداقية هي أهم شيء في هذا النوع من العمل، لذلك يجب الحرص دائما على تأمين البضائع الجيدة والسعر المقبول.

وفيما يتعلق بمشاريعهم المستقبلية، وبالهدف من إنشاء وتطوير موقع "The White Bear"، قال مبدّر أنهم يعملون في المرحلة الأولى على إكتساب ثقة الزبائن في السوق المحلي، والإنتشار قدر الإمكان للوصول إلى كافة المناطق اللبنانية، اما المرحلة الثانية فسيتركز العمل على التوسع خارج لبنان وخصوصا في الدول المجاورة، مؤكدا أنهم لا يريدون توسيع السوق كثيرا لأن العمل سيصبح أصعب .. فموقع "علي إكسبرس" على سبيل المثال والذي يعتبر أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم تتأخر بضائعه للوصول إلى الزبون بين 40 و 60 يوما احيانا، مما يدفع الكثير من الناس للتوقف عن طلب البضائع.