توفر الأعمال الغير محكومة بدوام الكثير من المرونة والحرية أكثر من الأعمال التي تتطلب الجلوس في غرفة وارء مكتب، حيث يمكنك اختيار طبيعة العمل التي ترغب الغور فيه واختيار اليوم والمكان وحجم العمل الذي ترغب القيام به. بالاضافة الى ذلك يمكنك اتخاذ قرارات تتعلق بحياتك الفردية من غير الاكتراث الى دوام عملك.

كونك عامل بدوام حر، لا يُطلب منك الإلتزام في ثقافة الشركة الخاصة أو الإلتزام بدوام العمل الذي يضعك تحت ضغوط جسدية ونفسية. ولهذه المرونة العديد من الفوائد سوف نعرض أهمها عليك والتي ربما لم يكن لك علم بها:

1- التحكم في حجم العمل الخاص بك:

من اهم ما يمكن ان تقدّمه أعمال الدوامات الحرّة هو أنها تسمح لك بالتوقف عن العمل ما اذا شعرت بأن هناك واجباً للتوقف عنه، كما أنه لو كان لديك العديد من العملاء ولا يمكنك تلبيتهم جميعاً، يمكنك كعامل بدوام حر أن تقلّص عدد العملاء بقدر ما تسعفك صحتك للقيام بمثل حجم هذه الأعمال. تعقيباً على ذلك، وجدت دراسة من جامعة ولاية "كنساس" الاميركية أن الموظفين الذين يعملون أكثر من 50 ساعة في الأسبوع يعانون ضعف في الصحة الذهنية والجسدية. كما وجدت دراسة أخرى أجراها باحثون اوروبيون أن العمل لـ10 ساعة أو أكثر كل يوم يمكن أن يزيد من خطر مشاكل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية بنسبة 60.

2-  تقليل احتمال الاصابة بالامراض:

معظم العاملين في مجال أعمال الدوامات الحُرّة يقومون بواجباتهم المهنية في المنزل مما يجعلهم يتواصلون مع عملاءهم وزبائنهم عن بعد، هذا الوضع يريح أكثر من الاعمال المؤسساتية اي العمل بدوام ثابت التي تتطلب الاحتكاك والتواصل المباشر مع العملاء والذي يزيد من امكانية التقاط الفيروسات والجراثيم المعدية. افادت دراسة دنماركية تقول ان معظم الموظفين العاملين في غرفة واحدة يستهلكون ايام "مرضية" اكثر من الذين يعملون في مكاتب منفردة. كما ان العاملين في شركة مكاتبها غير منفصلة عن بعضها البعض معرضين بنسبة 62% لإلتقاط الامراض اكثر من غيرهم.

3- الحصول على اوقات راحة عديدة بالاضافة الى النوم الهنيء:

يعتبر النوم من احدى اهم الفوائد العظيمة للصحة. وقد أظهرت الدراسات أن اتخاذ قيلولة (15 الى 20 دقيقة) يمكن ان تقوّي التركيز وتزيد درجات الطاقة طوال اليوم، على ضوء هذا قامت بعض الشركات والجامعات بتبنّي هذه الدراسة وبناء غرف مخصصة لقيلولة الموظفين والطلاب، لكن معظم العاملين في دوامات ثابتة لا ينعمون بهذا الترف. في المقابل العاملين في أعمال دواماتها حُرّة يتحكّمون في أوقات راحتهم ونومهم.

4- يمكنك التحكم في علاقات العمل الخاص بك:

في ما يتعلّق بالتواصل مع العملاء، يتحكّم العامل في دوامات حُرَّة في أوقات التواصل مع عملاءه، حيث انه يمكنه الاطّلاع على البريد الالكتروني مرة أو اثنين في اليوم لتحديد المسار الصحيح مع عميله. هذا الامر يفيد صحة العامل بحيث وجدت دراسة من جامعة كولومبيا البريطانية أنه كلّما تجنّبت النظر الى البريد الالكتروني كلذما شعرت براحة نفسية وابعدت عنك الضغوط. يعتبر البريد الالكتروني في فضاء العمل المؤسساتي من اهم اشكال التواصل مع الجمهورين الداخلي والخارجي ولا يمكنك تجاهله، وعلى العكس في اعمال الدوامات الحرة، يمكنك وضع سياسة معينة في التعامل مع البريد الالكتروني بهدف تخفيف الضغوط التي تسهم بشكل كبير في زيادة الانتاجية.

5- ممارسة الرياضة في الوقت الامثل:

الحفاظ على جدول لممارسة الرياضة أمر صعب للموظف الذي يعمل في مؤسسات تفرض عليه دوام ثابت. العمل في دوام حرّ يمكّنك من ممارسة الرياضة والنشاطات الجسدية متى شئت. فهناك اوقات معينة للرياضة تعطي الجسم افادة اكثر من اوقات اخرى، كممارستها بعد الظهر بحيث أن الرئتين تسجيبين أكثر في هذا الوقت بالاضافة الى الاداء البدني وقوة العضلات.

6- "انت".. سيّد نفسك:

يعاني الكثير من الموظفين من التعامل مع الزبائن السيئين خاصة اذا كانوا يعملون في مؤسسات توزّع عليهم الزبائن بالإلزام، اما اذا كنت تعمل عمل حُرّ في دوام جزئي تشعر بالسيادة على نفسك حيث يمكنك تجنّب جميع الضغوط التي يتسببها العملاء من خلال رفض العمل مع عميل معين تعرف انه يسبب القلق. كما ان سيد العمل السيئ له آثار سلبية مثل : الإكتئاب ومشاكل النوم، وإرتفاع ضغط الدّم ومشاكل في الوزن . كما أن الاجهاد المزمن من قِبَل رئيس العمل يؤدي الى خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.

7- تجنب المسافات الطويلة:

معظم العاملين في اعمال دواماتها تتصّف بالجزئية والحرة لا يذهبون خارج المنزل وهذا شيء عظيم لإدارة الوقت وللحصول على صحة جيدة. حيث وجدت دراسة ان الذهاب بسيارة لمسافة 10 ميل/ساعة يمكن ان تؤدي الى ارتفاع نسبة الكوليستيرول والسكر في الدم. وهناك دراسة أخرى تفيد ان الشخص الذي يستقل حافلة لمدة 30 دقيقة لديه اقل درجة من درجات الرضا في الحياة. كما أن هذه الآثار تنطبق على راكبي الدراجات. لذلك العمل في دوام حر يقلل خروجك من المنزل الى "صفر".

الدخول في عالم اعمال الدوامات الحُرَّة امر بسيط لا يتطلّب منك رؤوس اموال عالية بل يتطلب التخطيط الجيد والمثابرة في العمل لتحقيق الاهداف المرجوة. من جهة تستطيع اعانة نفسك ومن جهة أخرة تنعم بحياتك التي يطمح أي موظف يعمل في دوام ثابت ان ينعم بها.