"بفضل دعم عائلتي، تعلّمت أهميّة اغتنام الفرص، واتخاذ القرارات، والثقة بغريزتي، والتقدم نحو الأمام". هذا ما أشارت اليه مؤسسة العلامة التجارية "nadine mneimneh"، نادين منيمنة، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول بداياتها المهنية، والصعوبات التي تواجهها، بالاضافة الى مشاريعها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة اللبنانية في السياسة والمجتمع.

- من هي نادين منيمنة؟ وكيف قررت اطلاق "nadine mneimneh"؟

أنا مصممة أزياء متخصصة في الملابس الجاهزة (ready-to-wear). بعد حصولي على إجازة في إدارة الأعمال عام 2004، من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB"، قررت الالتحاق بمعهد "ESMOD" في بيروت لدراسة تصميم الأزياء وصناعة الأقمشة.

عام 2011، أطلقت علامتي التجارية الخاصة "nadine mneimneh"، بتمويل ذاتي، وبمساعدة من مؤسسة "Starch". وذلك بعد 7 سنوات من الخبرة في مجال صناعة الأزياء، وخاصة إدارة البيع بالتجزئة، وعرض السلع، والتسويق، والتصميم، وصناعة الأنماط...

ولقد تمكنت من عرض مجموعاتي في أوروبا والشرق الأوسط، وعملت أيضا كمستشارة لتأسيس واطلاق العلامات التجارية، مع التركيز بصفة خاصة على الاتجاه الإبداعي، وتطوير المنتجات والتنفيذ.

عام 2014، كنت أحد أعضاء هيئة التدريس المؤسسين لمدرسة الموضة الحديثة التي أطلقتها "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، حيث أعطيت المحاضرات حول أنماط التصنيع. كما قمت بتدريس تقنيات الخياطة وصناعة الملابس كمتطوعة في "Creative Space Beirut"، بالإضافة إلى تنظيم ورش العمل المتعلقة بالأزياء.

- من هم زبائن "nadine mneimneh" اليوم؟

هدفي هو إيصال الحداثة والأنوثة، اذ أصمم القطع التي تهدف إلى تجاوز اتجاهات الموضة، وتساهم في تمكين المرأة.

كما أنني أصمم وأنفذ كل المجموعات بنفسي، وأستخدم مواد ذات جودة عالية. وهذه الشهادة "اليدوية"، تجذب المرأة التي لا ترتاح لارتداء الملابس المصنعة بكميات هائلة، وبظروف مشبوهة.

"nadine mneimneh" تجذب المرأة التي تسافر، والمهتمة بفن التصميم، والتي ليس لديها سلوك استهلاكي، بل تبحث عن الجودة، وتؤمن بأهمية تشجيع المصممين المحليين.

وأنا بدوري أركز على تحسين ممارساتي العملية في ما يتعلق بالاستدامة، ومواكبة روح العصر الرقمي.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى العالمية؟

تمكنت من بيع مجموعاتي في الخليج (الكويت، دبي، البحرين، والسعودية)، وفي أوروبا (ألمانيا، سويسرا، فرنسا).

وفي شباط 2014، كنت جزءا من عرض للأزياء متخصص في أعمال المصممين العالميين والذين يتمتعون بروح الاستدامة، وذلك خلال "أسبوع الموضة في لندن". وكنت المصممة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط، لكنني أتمنى أن يخوض المزيد من مصممي الأزياء، مغامرة الأزياء الأخلاقية.

- ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال في لبنان؟

التحديات الرئيسية تكمن في صعوبة الحفاظ على نمط متناسق في التصنيع، وعلى الجودة العالية للمجموعات الجاهزة للارتداء. وهذه أزمة مشتركة بين المصممين العاملين في هذا المجال في لبنان. وأنا أعمل حاليا على تغيير هذا الواقع!

اذ أهتم وأركز على إنتاج مجموعاتي بنفسي، من أجل الحفاظ على اللمسة الحرفية، لكن هذا الأمر يأخذ الكثير من وقتي. لذلك أعمل على مشروع جديد، يهدف إلى تقديم الدعم للمصممين، من أجل مساعدتهم على صنع مجموعاتهم. ولقد فاز هذا المشروع في مسابقة "Abdallah Lahoud Business Plan"، في أيلول 2015، وأنا أعمل حاليا للحصول على التمويل، بعد أن شاركت في دورة تدريبية حول إدارة الإنتاج، في نيبال.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

أنا محظوظة لأنني لم أقع يوما ضحية لهذا النوع من التمييز، لكنني شهدت على بعض السلوكيات الفوقية والمتعالية.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على النجاح في مجال عملك؟

عائلتي تشكل الدعم الأكبر بالنسبة الي، وأنا ممتنة للغاية لأن أهلي لم يفرضوا علي تخصصي الجامعي أو مهنتي. وبفضل ذلك، تعلّمت أهميّة اقتناص الفرص، واتخاذ القرارات، والثقة بغريزتي، والتقدم نحو الأمام. فأنا شخص فضولي ومثابر، وشغفي تجاه عملي يقودني.

- كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

لا أعتقد أنه يمكن الوصول إلى التوازن المثالي عندما نكون رواد أعمال. لكن هذا لا يعني، أنني حزينة، ولا أستطيع الاستمتاع بالحياة، بل على العكس، فإن العمل الناجح يجعل كل مسألة مهمة وأساسية.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المنظمات غير الحكومية المحلية، تقوم بعمل عظيم وممتاز في رفع مستوى الوعي حول المساواة بين الجنسين، ودفع التشريعات الجديدة المتعلقة بالعنف الأسري، والزواج دون السن القانونية، واعطاء المرأة جنسيتها لأولادها،... وذلك من خلال الحملات، والاحتجاجات، والتظاهرات.

لكننا بحاجة إلى المزيد من الوقت والجهد، لتغيير العقليات، وجعل حقوق المرأة أولوية. لكن هذا التغيير يبدأ أيضا على المستوى الفردي، وأنا واثقة أن رغبة النضال والقتال تزيد كل لحظة في نفس كل امرأة، وصوتها يرتفع أكثر فأكثر، يوما بعد يوم.

- هل لديك أي طموح سياسي؟ وهل تؤيدين اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟

ليس لدي طموح سياسي، لكنني أتمنى الانخراط أكثر في المجتمع المدني. وأعتقد أنه ينبغي أن تحصل المرأة على حصة في البرلمان اللبناني، ولكن علينا أولا أن نحصل على برلمان سليم، وعلى مؤسسات عاملة بشكل صحيح.

ولقد كنت سعيدة للغاية عندما رأيت حملة "بيروت مدينتي"، التي قدمت عددا متساويا من النساء والرجال المرشحين للانتخابات البلدية الأخيرة في بيروت؛ وهذه الخطوة أعطتني المزيد من الأمل في المستقبل.

- نصيحة الى المرأة.

"لا تخافي أبدا".