التعيينات الأولى هي الحاسمة، فالقرار يعتمد ويحدد بحسب ميزانية الشركة وتليها الذاتية، ولكن من الضروري أيضاً أن لا ننسى العامل الثالث والحيوي.. وهو الفرد. فمن المهم التركيز على شخصيته وأدائه في العمل، والأهم هو معرفة ما إذا كان قادراً على تحقيق النجاح لمؤسستك أم لا.

والـ​شركات​ الكبرى تـؤمن أن أهم عامل لتحقيق استثمار مستمر وثابت هو الـقوى العاملة، والعثور على الكفاءات البشرية أمر ليس سهلاً، خـاصة إذا كانت شركتك مازالت فى البداية وليس لديها رأس مال ضخم، لكن ضم كفاءات توظيفية سيفيد الشركة على المدى البعيد بالتأكيد، وسيمنحها أفكاراً متميزة تسهم فى تقدم المؤسسة وانتشارها بشكل أسرع.

إذاً كيف يمكن تحديد هذه الصفات خلال عملية التوظيف الخاصة بك؟

هنا عدد قليل من الأساسيات التي يمكنك الإعتماد عليها:

1- الهدف المناسب:  تحديد الهدف يشكل لقاحاً خلال التحديات التي تنشأ في المؤسسة، فيجب سؤال المرشحين إلى ال​وظائف​ عن سبب اهتمامهم بالشركة وعن طموحاتهم، وأهدافهم المهنية.

2- ثقافة مناسبة: تاريخ الشركة يبدأ مع أول موظف، ومن الصعب تغييره منذ لحظة تكونه. فروح الشركة تبحث مع الوقت لتجد ما هو مهم بالنسبة لك، وكيف يتم إنجاز عملك، وكيف يتفاعل الموظفون.

على سبيل المثال، وبعد التحليل والتعاون مع رجال الأعمال، فالشخص الذي لا يبين وجهة نظره ويفضل العمل كالروبوت لا يمكن أن ينسجم مع بيئة العمل ويكوّن تاريخه وثقافته.

فحدد ما تؤمن أنه من مصلحة شركتك ويساعدك في تكوينها وتعيين من هم أهل للوظيفة.

3- تقدير أهمية التغيير: في السنوات الأولى لتاريخ الشركة، تجد الفرق من شهر إلى شهر، حيث تتغير طريقة العمل بسرعة. خلال المقابلة، كن واثقاً أن لا شيء مضمون أو مثبت بحجر، فعلم أن أولئك الذين يتوجهون بالكثير من الأسئلة عن استقرار الشركة يبحثون عن الأجواء المستقرة.

إبحث عن مرشحين غير معجبين بالتغيير بل يعشقونه.

4- السرعة: الحس القوي للحالات الطارئة ضروري جداً خلال نمو الشركة. فقم بفحص ذلك عند إجرائك المقابلة مع المرشحين للوظيفة عبر إعطائهم مهمة معينة لإتمامها. وهكذا ستتعرف إلى مهارات الموظفين وإلى مدى سرعتهم.

5- مهارات تحديد الأولوية: إن الشركات ذات النمو المرتفع والمستمر تخبىء لائحة طويلة من المنافسة لتطبقها في السوق، وعلى الموظفين أن ينجزوا النقاط الأكثر أهمية أولاً، أو أنهم سيشعرون بالإرهاق المستمر أو الإحباط المستمر.

إسأل المرشحين كيف يقومون بتنظيم أسبوع عملهم وكيف يبدؤون نهارهم، وماذا يفعلون عند وجود العديد من المهام التي يجب أن تنجز في وقت معين.

6- قائد النجاح: شخص لا يقتنع بالوضع الراهن ولديه تطلعات وإنجازات لصالحه هو والفريق في اَن معاً، هو الموظف المثالي الأول. وهذا الفرد هو من سيرفع إنتاج الشركة ويحقق نجاحها ويقوم بانتشالها من العقبات، ويساعد زملاءه أيضاً، ويسعى إلى النجاح نفسه الذي يريد تحقيقه. ويعتبر هذا الأمر واحداً من الصفات القليلة التي يمكن أن نراها في الواقع، فابحث عن إنجازاته المسبقة أو مؤهلات النجاح لديه.

7- عقل استثنائي بارع: نعيش في عالمٍ تهيمن عليه البيانات بشكل متزايد، ولكن إذا كان جلّ ما تبحث عنه هو قراءة جدول من هذه البيانات، فإنك لن تصل إلى أعلى المستويات من العقل الوظيفي المدبر، بل إبحث عمّن يخلق الأفكار المثمرة.

8- الـعـلاقـات الخاصة والعامة: بكل تأكيد من سمات الموظف المثالي أن يكون ذا علاقات جيدة مع زملائه ومع عملاء الـشركة، أي يستطيع تكوين تلك العلاقات مع العملاء، ويحافظ عليها على المدى البعيد، وأيضاً يحث زملاءه لتعزيز روح العمل الجماعى وإنهاء العمل فى الميعاد المحدد.

من المهم لشركة مازالت فى بداياتها أن تستقطب موظفاً لديه القدرة على تكوين علاقات جيدة مع العملاء والمنافسين فى مجال العمل أيضاً، وذلك لخلق فرص مستقبلية تعزز من تواجد الـشركة فى الأسواق.

يمكن تمييز مهارات العلاقات العامة للمتقدم من مطالعة الصفحة الإجتماعية الخاصة به، كيفية تواصله مع الناس، ونوعية الأصدقاء الذين يعرفهم، فهذا يحدد بشكل كبير أسلوب تعامله مع الناس فى الواقع، ونوعية أصدقائه ومن أي طبقة إجتماعية، بعد ذلك تأتي المقابلة وجهاً لوجه لتحدد الصورة الواضحة لطبيعته الإجتماعية وكيفية بنائه العلاقات مع الناس بشكل نهائى أو حاسم.

9- تحمل أعباء العمل: الشركات ذات النمو المرتفع ضربت العديد من المطبات على طول الطريق. فإذا أرسلنا المرشحين في مهمة سفر لعشرة أسابيع في السنة مع حملهم حقائب، وعملهم لساعات متأخرة، هل يقدر الجميع أن يتحمل هذه الأعباء؟ إذاً عليك إيجاد من هو قادر على تحمل مشقات العمل ومواجهه الصعاب. فاسأل المرشحين ما إذا قاموا سابقاً بتحمل مثل هذه الأمور وكن واضحاً وصريحاً في توقعاتك في طبيعة العمل وساعاته لتختار الشخص الكفؤ.

10- الـشغـف بالـعـمل: مما قد يكون واضحاً في متقدم، وغير واضح فى متقدم أخر لأغلب أصحاب الأعمال، فالبدء فى مشروع جديد هو عملية صعبة، وإذا لم تختر موظفاً جيداً لديه شغف بمجال عمل الـشركة، فقد لايستطيع أن يعطيك الإهتمام الكافى بالعمل، يجب أن تختار الأشخاص ذوي الشغف بهذا العمل ويؤمنون فعلاً بأن عملهم فى هذا المجال هو فعلاً مستقبلهم.

يمكنك أن تميز المتقدم لإشغال تلك الوظيفة ما إذا كان شغوفاً بمجال العمل أم لا، عن طريق مطالعة صفحته على الشبكة الإجتماعية التى يقضي وقتاً عليها، أو عن طريق مطالعة مدونته الشخصية، ومعرفة ماذا يريدون، فهذا سيعطيك فكرة كافية عن مجال تخصصه، وعن طبيعة العمل الذى يحبه.

الــخــلاصـة: إن المشاريع باختلافها من مشروع إلى أخر، وتنوع أنشطة الشركات من شركة إلى أخرى يجعلها تختلف أيضاً فى احتياجاتها من الموظفين، لكن اختيار فريق العمل المتنوع، أو المتكامل مع بعضه على وجه الدقة لتمثيل الشركة؛ يبقى كوسيلة مثالية لتحقيق النجاح المنشود بكل تأكيد. فإذا كنت على وشك أن تبدأ بمشروع، أو نشاط إقتصادى ما، كن دائماً حاضر الذهن، واعياً، ومتابعاً لكل جديد، ضع فى اعتبارك المزايا المتعددة للمتقدم لإشغال الوظيفة، لأنها قد تفيد فى العمل أيضاً، مع التركيز على الميزة التى تريدها، وفى رأيى أنه من الأفضل دائماً أن تحاول أن تؤسس لروح العمل الجماعى بين جميع العاملين.