لطالما عُرف لبنان بمغتربيه المنتشرين حول العالم رافعين اسم بلدهم عاليا في مختلف المجالات، ولطالما إعتمد لبنان على أبنائه هؤلاء في بناء إقتصاده ودعمه بإستمرار.
 
يبرعون ويبدعون في الخارج ويعودون لإغناء وطنهم بخبراتهم العالمية.
 
مقابلتنا اليوم مع رجل لبناني درس وعمل لمدة ثمانية عشر عاماً في الخارج وعندما عزم على تأسيس شركته الخاصة لم يُفكّر إلا في وطنه ليشكّل جذوراً لاستثماراته.
 
المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "Lumen" اللبنانية نبيل نصّار.
 
كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع نصّار أطلعنا فيها على مسيرته المهنية والأكاديمية وصولاً إلى تأسيس شركته الخاصة.
 
 
 
 
 
- بداية ما هي أبرز المحطات المهنية التي مريت بها ؟
 
 
 
تلقيت دروسي في مدرسة "الجمهور"، ومن بعدها تخصصت في مجال إدارة الفنادق والضيافة في فرنسا لمدة أربعة أعوام.
 
ثمّ توظفت في فندق "Hilton" وتدرّجت بمناصبي خلال عملي فيه في كل من فرنسا ، فنزويلا، البرازيل، وبريطانيا حيث استلمت مناصب عدة فكنت تارة مساعد مدير الأغذية والمشروبات، وتارة أخرى منسّق هذا المنصب، وصولاً إلى استلامي منصب إدارة قسم الأغذية والمشروبات في الفندق.
 
بعدها بحوالي ثمانية أعوام عملت على إعداد رسالة الماجيستير في جامعة "Insead"، فسمحت لي هذه الشهادة بالدخول إلى عالم الإستشارات، ومن ثم قررت تأسيس شركتي الخاصة "Lumen" في لبنان بالتعاون مع شريكي.
 
 
 
 
 
- لماذا قررت تأسيس شركتك الخاصة عوضا عن الوظيفة المضمونة في بلد يعد أكثر أماناً من لبنان؟
 
 
 
أحببت هذه المغامرة المشوّقة، رغم أنها مخاطرة كبيرة، إلا أن شعور الرضا الذي سينتج عنها يستحق هذه المجازفة.
 
عُرِضَ عليَّ العديد من الفرص في أميركا وأوروبا، ولكن في نهاية المطاف لا بد من العودة إلى الوطن.
 فإلى جانب العودة إلى الأهل والأقارب، فإنّ العمل في الوطن يتحلّى بمساحة أكبر من الحرية والإستقلالية عن الوظيفة في الخارج فلا أحد يشعر بالغربة في بلده.
 
 
 
 
 
- ما هي المتطلبات الأساسية لتأسيس مشروع أو شركة ما؟
 
 
 
الخبرة ورأس المال من دون شكّ، ولكني أُرجّح خيار الخبرة أولاً، لأن الخبرة التي كونتها في الخارج على مدى 18 عاما هي التي دعمتني عندما عزمت على تأسيس شركتي الخاصة.
 
وهنا أود الإشارة إلى ضرورة دمج الخبرة الأكاديمية بالعملية.
 
أما على صعيد رأس المال، فعند افتتاح شركة خدمات لا يحتاج الفرد لقيمة مادية خيالية، يكفي أن تغطي أرباحه نفقاته الأولية خلال المرحلة التأسيسية للشركة.
 
ولكن على الإنسان أن يسعى إلى التقدم والتطور الدائمَيْن في عمله، فعلى سبيل المثال تألف مكتب  "Lumen" في البداية من شخصين، والآن - وبكل فخر-أصبحنا فريقا متكاملاً مكوّناً من أربعة عشر موظفاً.
 
 
 
 
 
- كيف تقيّم عمل شركتك على مدى الأعوام الماضية؟
 
 
 
أعتبر أن مؤشر تكرار الزبائن "Repeat Customers" هو البرهان الأول لجودة خدماتنا التي تدفع زبائننا للإستعانة بنا مرة أخرى.
 
كما أن أعمال "Lumen" توسّعت إقليميا لتصل إلى الخليج ، اوروبا، افريقيا وأميركا. 
 
 
 
 
 
- هل سيكون لـ"Lumen" فرعاً جديدا خارج لبنان؟
 
 
في الوقت الحالي لبنان هو المكان الأنسب لمكتبنا لكننا نطمح لإفتتاح فرع جديدٍ للشركة في الأعوام القليلة المقبلة وسيكون في إحدى الدول الخليجية، واوروبا على المدى البعيد.
 
 
 
 
 
- ما هي أبرز العراقيل التي تواجه حياتك العملية؟
 
 
 
لا شك أن العمل مع الأشخاص هو من أصعب الأمور لجهة إرضاء جميع الأذواق والآراء.
 
فالعمل على منتج معين إما سيكون ناجحاً أو فاشلا. فإذاً، المعادلة في هذه الحالة ثابتة، على عكس التعامل مع الأفراد الذي يتميّز بالإنسيابية، ومرونة التواصل معهم. وهنا لا بد من التواصل المتبادل بين الطرفين للوصول إلى النتائج والأهداف المرجوة التي يتطلع إليها كل طرف.
 
 
 
 
 
- برأيك ما هو سرّ عملية التواصل الناجحة مع الزبائن، الموظفين والأشخاص بشكل عام؟
 
 
 
على الشخص أن يتحلّى بأسلوب دبلوماسي خلال الحوار، بالإضافة إلى الإصغاء للشخص الآخر.
 
كما على الفرد أن يكون دائماً على استعداد لمساعدة الزبائن والموظفين ومساندتهم، وهذا ما يحتمّه -وبشكل لا إراديّ- الشعور بالمسؤولية الذي يتضاعف كلّما تحسنت جودة الخدمة المُقدّمة.
 
لا يمكن للشخص المسؤول أن يتجرّد من هذه القيمة الإيجابية، فتراه يطبقها دائماً على الأصعدة كافة، سواء كانت تجاه الأشخاص، الخدمات والواجبات المطلوبة منه.
 
كذلك يشكلّ الوضوح فريضة أساسية لنجاح العلاقة المتبادلة مع الموظف أوالزبون.
 
وأقصد بالوضوح هنا شقّي التواصل بين الأطراف ووضوح الأهداف المستقبلية المرجوّة.
 
 
 
 
 
- ماذا يُميّز "Lumen" من غيرها في السوق؟
 
 
 
الحكم الأول في هذه المقارنة هو الزبون!
 
لا شك أن نشاط "Lumen" تطوّر على مدى الأعوام المنصرمة، وهذا يظهر من ردود فعل زبائننا وثقتهم بنا نتيجة الخدمات المُقدمة لهم عبر مشاريع خصوصا اولئك الذين عملوا معنا سابقا.
 
لا نتعامل مع ملف أي شركة وكأنه ملف عادي فحسب، بل تتكون علاقة مشتركة بيننا وبين الزبون وكأن الزبون أصبح جزءا من عائلة "Lumen".
 
وهذا الامر دفعنا للإنتشار أعمال "Lumen" في اكثر من 12 دولة حول العالم.
 
 
 
 
- برأيك ما هي مقومات الشخص الناجح؟
 
 
 
على الشخص أن يتحلّى بروح المبادرة، وأن يسعى إلى تطوير ذاته.
 
وعلى عكس ما هو متعارف عليه، على الإنسان أن يخرج من قوقعة الحياة الراغدة والسهلة، فعليه أن ينغمس في معترك الحياة الصعبة وأن يندفع نحو التطور والتقدم.
 
بالإضافة إلى عنصر التحضير بالتوازي مع رؤية مستقبلية قابلة للتنفيذ.
 
ولكن في نهاية المطاف، لن يضيع جهد أحد سعى بكل قواه ليصل إلى أهدافه وأحلامه، العالم اليوم أصبح قرية كونية على تواصل مستمر وباستطاعة أي شخص أن يوصِل أفكاره إلى العالم، خاصة إذا كانت مبتكرة وجديدة.
 
 
 
 
 
- من خلال خبرتك المكتسبة، ما هي الرسالة التي توّد توجيهها للشباب؟
 
 
 
أنصح الشباب بأن يكتشفوا العالم وأن يعملوا في الخارج، لأن هذه التجربة تُغني سيرة الفرد، وتُضيف الكثير لثقافته ولكن أطلب منهم أن يعودوا إلى وطنهم بعد مسيرة الإستكشاف هذه.
 
الجميع يسعى اليوم للحصول على جنسية إضافية، أو فرصة عمل خارجية بمدخول خيالي ولكن إذا بقينا في أرضنا وغيّرنا أسلوب عيشنا بهدف تحسين الحياة الاجتماعية والعملية اللبنانية وتطويرها، سننعم بشبابنا بالطبع.
 
يجب أن يشهد لبنان مرحلة من التجديد في الطاقات والخبرات والكوادر الفكرية ، وإن لم نتمكن من تحقيق هذا التغيير الجذري،علينا -على الاقل -أن ندمج بين خبرات الماضي والحاضر عبر توفير البنية التحتية المناسبة للشباب لكي يتطوروا داخل بلدهم الحبيب.