يودع لبناننا شهرياً مئات من خيرة شبابه الذين يتطلعون للحصول على وظيفة أفضل.. وحياة مفعمة بالرفاه.. نقف هنا ندعو لهم بالعودة السالمة خوفاً من أن تسيطر عليهم الحياة الجديدة وتسلخهم من ضلوع وطننا إلى الأبد..

نكتب لكم هذه المقالة لنلقي الضوء على رجال أبدعوا في عملهم.. وعادوا إلى ربوع بلدهم رغم كل سنوات الغربة الطويلة.

رجل لبناني عمل في أكثر من مجال .. يعتبر أن كل المجالات المهنية تُضيف إلى خبراته.. يعشق التحدي والتجارب الجديدة... مع المدير العام  لقسم المبيعات والتسويق في شركة "RISE  Properties" زياد سلفاني.

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع سلفاني شرح لنا فيها عن محطات حياته المهنية وأبرز الصعوبات التي تخطاها ليصل إلى ما هو عليه اليوم.

-بداية، من أين انطلقت مسيرتك المهنية؟

درست الهندسة في جامعة "الألبا" لمدة عام كامل ربما لأنني تأثرت بطبيعة عمل والدي كمهندس..أحببت هذا المجال ولكنني لاحظت قدرتي على ابتكار الأفكار الجديدة وإمكانيتي على بيع السلع/ الخدمات بطريقة سلسة.. فمن عُمرِ التسع سنوات وأنا أبيع الأغراض التي اشتريها لأصدقائي بغية التسلية.. عشقت "فنّ البيع" والتحدي الذي يدخل في طيّات هذه العملية.

لذا قررت أن أتخصص في مجال البيع والتسويق "Marketing" في جامعة "NDU"  عملت على العديد من المشاريع، ومن هنا يمكنني أن أعتبر أن مسيرتي المهنية أبصرت النور.

عُيّنت كمدير شركة "فولكس فاغن" في لبنان وبقيت في هذا المنصب  لمدة أربعة  أعوام.

بعدها قررت أن أتجه إلى دبي وأمضيت حوالي العامين والنصف عملت  خلالها في شركة تبيع وتوزع مواد منتجعات صحية "Spas" لمنطقة الشرق الأوسط.

لا شك أن هذه الوظيفة كانت بعيدة كل البعد عن وظيفتي المهنية السابقة،إلا أنني  بطبيعتي اسعى دائما إلى تجربة كل المعطيات.. فتحدي قدراتي الشخصية من هواياتي.

في العام 2006 إتجهت إلى قطر، وأسسنا مشروعاً مكوّناً من 400 فيلا راقية.

*كيف استطعت تحقيق هذه النقلة النوعية مباشرة إلى عالم العقارات؟

أسعى دائما للإطلاع على  مجالات أخرى.. بالإضافة إلى خبرة العائلة  في هذا المجال.

بدأت بالشق الإستشاري بعد وضع دراسة مفصّلة للمشروع.. اُعجب أصحاب المشروع بدراستي وبطريقة عملي، فعملت معهم بعدها على مواكبة الفكرة وتطويرها مع المهندسين والمتخصصين.

وعلى الصعيد الشخصي فإنّني أنطلق من مبدأ أن أصول التّسويق تنبع من خلق المنتجات التي تباع وليس فقط بيع أي مُنتج متوفر.

مسيرتي في قطر استمرت عشر سنوات، عملت فيها على مشاريع عديدة، وحصلنا على العديد من الجوائز.

عملنا مع شركات النفط والغاز، وهم أهم عملاء السوق العقاري في العالم ... تعلمنا منهم الكثير وطورنا أعمالنا.

- لماذا قررت العودة إلى لبنان؟

رغم أني أحمل الجنسية الكندية من صغري .. وعملت على مشاريع ضخمة خارج لبنان، إلا أنني بقيت على تواصل مع السوق اللبنانية ،إلى أن تعرفت إلى شركة "RISE  Properties" وهي شركة تطوير عقاري لبنانية .

بعد اطلاعي على مشاريع RISE شعرت بالإنتماء لهذه الشركة ومشاريعها الضخمة والمميزة، كمشاريع "Kye" و "50 RISE"  التي نعمل عليها في الوقت الحالي.

مستوى المشاريع التي نعمل عليها لا يوجد له مثيل في السوق اللبنانية، فمشروع "50 RISE" مثلا سيمثّل أطول برج تجاري في لبنان واذكاها على مساحة 8000 متر مربع وبإمكان "50 RISE" ان يوفّر الكهرباء ويولّد الطاقة.كذلك يتضمن 50 متجر تجاري بالاضافة الى 250 مكتب.

كما أنّ شركتنا الوحيدة التي فكّرت في إنشاء محطات لشحن السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى بناء مواقف للدرجات الهوائية والنارية.

اضافة الى تأمين ست طبقات تحت الأرض لمواقف السيارات بهدف توفير المساحات، كما أن المواقف تتمتع  بتقنيات تكنولوجية حديثة تمكنها من التعرف إلى سيارات سكان المبنى.

بعد اطلاعي على هذه المشاريع الجديدة في السوق اللبنانية، إنضممت إلى أسرة "RISE Properties" و عيّنت مديراً عاماً  لقسم المبيعات والتسويق في الشركة.

- ما هي أهدافك التي تسعى إلى تحقيقها ضمن شركة "RISE Properties"؟

"RISE Properties" تثق بالسوق اللبنانية تماماً، كإيماني بقدرات هذا البلد وطاقاته، لذا نحن نتشارك  المسار نفسه والوجهة نفسها .

كما أن تركيزنا في "RISE Properties" ينصب على الأشخاص، نثق بلبنان، ونعمل يومياً للبحث عن أفكار جديدة يمكننا تطويرها في السوق اللبنانية.

- إنطلاقا من خبرتك المهنية ما هي النصيحة التي توجهها للرجل الذي يرغب بالإنضمام للسوق العقارية؟

عملت في السنوات العشرين الماضية على العديد من المشاريع الإستشارية لشركات عدّة، أول نصيحة يمكنني أن أقدمها لأي شخص، هي دراسة فكرة مشروعه حتى أصغر التفاصيل وادقّها.. وما الذي سيُميّز هذا المشروع من غيره في السوق؟ ما هي الإضافة التي سيقدمها المشروع الجديد للسوق، بالإضافة إلى التعرف إلى متطلبات السوق، فوضع السوق اليوم مثلا يحتّم على المطوّر أن يركّز على الشقق الصغيرة، والأسعار المدروسة.

من جهة أخرى، على الإنسان أن يتنبأ متطلبات السوق أحيانا على المديين المتوسط والبعيد، فمشروع "Kye" مثلا يعتبر مشروعاً اساسياً وضرورياً على المدى الطويل، قد لا يدرك الأشخاص قيمته الفعلية في الوقت الحالي.

- كيف استطعت التأقلم مع القطاع العقاري المحلي ونموه رغم اعتيادك على السوق الخارجية الذي يتمتع بإمكانيات وقدرات أحدث؟

يتميز اللبناني بريادته في مجال الأعمال.. إذ نشهد حالات عديدة لرجال يدخلون في السوق العقارية لاستثمار أموالهم التي حصلوا عليها من مجالات عمل أخرى.

وعلينا ألا ننسى أن مساحة لبنان الجغرافية صغيرة، وأن نسبة  المغتربين اللبنانيين مرتفعة جداُ إذا نظرنا إلى الأمر من باب الفرص المتاحة، من الأكيد أن قسماً كبيراً من المغتربين اللبنانيين سيعودون إلى وطنهم.. وإن عادت نسبة صغيرة منهم فقط، كل المشاريع العقارية الحالية لن تسد حاجاتهم.

فالرهان على لبنان ونموه على المدى الطويل هو رهان ناجح.

- برأيك ما هي صفات الرجل الناجح؟

أولاً: عليه أن يحبّ مهنته ويعطيها أقصى جهوده، كما عليه أن يبقى على إطلاع على متطلبات الأسواق المحلية والعالمية.

- هل واجهت عقبات في عملك السابق أدّت إلى انتقالك إلى المجال العقاري؟

مبدأي في الحياة يتحمور حول الأشخاص.. بمعنى آخر أنا مقتنع أن العمل الناجح ينبع من البيئة الحاضنة لهذه الاجواء الإيجابية ،وليس مجال العمل نفسه.

إن لم يكن هناك تعاون في فريق العمل الواحد، وإيمان مشترك بقدرات الجميع وطاقاتهم، لن يصل أي من هذه المجموعة إلى مبتغاه وطموحه المهني.

أنصح الاشخاص أن يطلعوا على الأجواء الإجتماعية في أي شركة يرغبون بالإنتساب إليها، وأن يلاحظوا بداية أدقّ التفاصيل،من أسلوب تعامل المدير مع الموظفين، وصولاًإلى سلوكيات تعامل الموظفين فيما بينهم، وما الى ذلك.

لأن الشخص الناجح دائما يسعى إلى إيجاد الحلول العملية .. ولكن عندما تكون مشكلته مع الاشخاص وعرقلتهم لمسيرته المهنية في الشركة، هنا إما سيضطر إلى الدخول في نزاع معهم،أو أو أن ينسحب من الشركة.

- ما هي الرسالة الأخيرة التي تود توجيهها إلى الشباب؟

لبنان بلد جميل.. كأي بلد آخر يتضمن صعوبات وعراقيل .. علينا أن نتقبَله على حاله .. إكتشفوا الفرص الجيدة المتوفرة في وطنكم، واستغلوا المعطيات الإيجابية في شخصيتكم.

آمنوا بهذا البلد لأنه يوماً ما عندما يقف "لبناننا" على قدميه .. سيؤمن بنا لأننا أعطيناه كل جهودنا وطاقاتنا.