تحت عنوان "خطة التحرك المقبلة للإتحاد العمالي العام" استضاف برنامج "الإقتصاد في أسبوع" اليوم عبر "إذاعة لبنان" من إعداد وتقديم كوثر حنبوري، رئيس الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، لافتاً الى دور هذا الإتحاد: "أولاً، على الصعيد النقابي المطلبي أي في تطوير حقوق العاملين العرب لينالوا حقوقهم الإجتماعية، وبالتالي تحقيق العدالة الإجتماعية، ثانياً تعزيز وحدة العمال العرب من خلال السعي لأن يكون تنقلهم بين البلدان العربية أسهل، وثالثاً، العمل على تطوير السوق العربية المشتركة".

ورداً على سؤال حنبوري عن الخسائر الإقتصادية الناتجة عن التحديات التي نعيشها، قال غصن: "مدى الخسائر التي تكبّدناها نتيجة العاصفة الهوجاء التي يخوضها وطننا العربي أصبح ضخماً وهذه الكلفة الإقتصادية كانت نتيجة: - الإنكماش وأثره على الناتج القومي بكافة أقطار العالم العربي، - كلفة السلاح مقابل الإنماء لا سيما لدى الدول المقتدرة تحت عنوان الدفاع عن النفس وهذا انفاق خارج نطاق الإستثمار، - الدمار في الدول التي حصلت فيها أزمات الربيع العربي كليبيا ومصر التي بالرغم من كل الدعم لا تزال تعاني اقتصادياً، - أثر تراجع أسعار النفط، - بالإضافة الى اننا ولفترة مديدة وضعنا استثماراتنا في القطاعات الريعية التي تنتج عنها الفقاعات الإقتصادية"، مشيراُ الى ان هذه الإنعكاسات كلفت الإقتصادات حوالي ألف مليار دولار "وهذا رقم كبير وموجع، خاصةً في ظل عدم وجود البدائل".

ومن ناحية ثانية، تحدث عن الوضع اللبناني المتأزم ومعاناة العمال اللبنانيين "نتيجة الإنعكاسات السلبية للحروب التي حولنا، بالإضافة الى فقدان انتظام العمل السياسي والمؤسساتي الصحيح في ظل غياب رئيس الجمهورية وعدم اجتماع المجلس النيابي الذي من المفترض ان ينظّم أمور الناس وان يقوم بتيسيرها وليس العكس، وعمل الحكومة الذي تحدث عنه رئيسها شخصياً".

وأضاف: "لا يجب ان ندّعي ان لبنان يعيش في جزيرةٍ منفصلة عن دول العالم العربي والعالم أجمع، كل الإقتصادات الى تراجع...العمل على حل هذا الوضع يكون بتعزيز حركة الإنتاج الداخلية من خلال زيادة القدرة الإستهلاكية ومعالجة مسألة الأجور في ظل هذا الوضع الذي نعيشه".

ولفت غصن الى مسألة تخفيض الأجور واصفاً الأمر بالمعيب خاصةً في ظل غياب الخدمات المعيشية الضرورة للمواطنين، مؤكداً انه ناقش الأمر مع الوزير سجعان قزي والذي كان رافضاً للموضوع.

وتابع: "تخفيض بدل العامل، الذي في حالات المرض يأخذ الإجازات على حسابه الخاص، يوقع الوزراء من جميع الأحزاب والألوان دون ان يرف لهم جفن"، مشيراً الى ان الوزير قزي سيجتمع في مطلع شهر آب بالهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي لمناقشة هذا الموضوع.

وفي سؤال لحنبوري عن كيفية مواجهة منافسة العمال الأجانب وخاصةً السوريين، رأى غصن ان الأمر هو مسؤولية القطاع الخاص "وبتقديري اننا قادرين على القيام بسياسة لمنع المنافسة كتسجيل العمال الأجانب في صندوق الضمان الإجتماعي حتى لا يبقى أجره أقل من أجر اللبناني ما يؤدي الى توظيفه بشكل أكبر"، مؤكداً ان أولويات الإتحاد العمالي العام اليوم هو خلق فرص العمل بعد ارتفاع مستوى البطالة للحد من الهجرة ومعالجة أزمة النزوح على المستوى الدولي.