لا شك في أن غرفة طرابلس ولبنان الشمالي تظهر نشاطاً كبيراً في الفترة الأخيرة، فمن بين الغرف التجارية الأخرى تبرز هي لتكون بمستوى غرفة العاصمة بيروت من حيث زيارات الوفود الإقتصادية والخطط التي تعتزم تنفيذها في الفترة المقبلة.

ومن أهم هذه المشاريع التي جرى الحديث عنها مؤخراً هو" التحضير لإنشاء شركة يشارك فيها مستثمرون من كل المناطق من اجل دعم اقتصاد بلادهم وهم بعيدون عن الحسابات الضيقة والمؤثرات السياسية لكنهم ليسوا بعيدين عن الاوضاع السياسية، وهذه الشركة ستكون بتصرف كل اللبنانيين وغير اللبنانيين"، كما يؤكد رئيس الغرفة توفيق دبوسي، الذي كان لـ"الإقتصاد" معه هذا اللقاء لمعرفة المزيد من التفاصيل:

- أعلنتم عن طلبكم من كل القطاعات ورجال الاعمال إنشاء شركة إستثمارية وأشرتم الى أنكم باشرتم بإتصالاتكم تمهيداً للإكتتاب بها، هل يمكنكم ان تطلعونا على المزيد من التفاصيل بهذا الشأن؟ وماذا عن رأي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالموضوع؟

في الواقع أننا نقف الى جانب رئيس واعضاء مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي في مناخ من الشراكة بين القطاعين العام والخاص من اجل الخروج من دائرة الروتين القاتل الذي يعاني منه هذا المرفق الإقتصادي الحيوي منذ زمن بعيد.

لعل مقاربتنا لواقع المعرض هي التي حملتنا على إتخاذ خطوات عملية في إتجاهات عدة، أولها الوقوف والإحاطة بمختلف الثغرات الكامنة في الأنظمة القانونية التي تحول دون تسهيل مهام مجلس إدارة المعرض، لا سيما أن مجلس إدارته يضم خيرة أبناء الشمال يتقدمهم الناشط في دنيا الأعمال الزميل حسام قبيطر الذي يمتلك كل المؤهلات التي تساعده على النهوض بهذا الصرح الإقتصادي الكبير. نحن كممثلين للمصالح العليا للقطاع الخاص، نرى فائدة حيوية لطرابلس ولمكانتها ولموقعها في الإقتصاد الوطني، وستتبلور على نطاق العلاقة بين غرفة طرابلس ولبنان الشمالي والمعرض صيغة ننكب من خلالها على إعداد مسودة أنظمة ومشاريع قوانين من شأنها تجديد البنية التشريعية للمعرض بحيث يكون للقطاع الخاص دوراً إستثمارياً على أرض المعرض. وما علينا إلا العمل على إتساع دور هذا المرفق ليصبح بإمكان ديناميكية القطاع الخاص ان تفعل فعلها لإخراجه من هذه الصيغة الروتينية التقليدية التي تحد من تطلعاتنا المشتركة في المساهمة بمناخ من التكامل في إستثمار المعرض وتجديد بنيته وتطويره والإصرار على إنجاح مسيرة النهوض به.

نحن ندرك مدى القدرات التي يختزنها هذا المرفق في تجديد دورة الحياة الإقتصادية والإجتماعية ليس على نطاق طرابلس ومناطق الجوار وحسب وإنما على إمتداد المساحة الوطنية الجامعة، لذلك ولكل هذه الإعتبارات طلبنا من كل القطاعات ورجال الأعمال لا سيما المستثمرين الإستعداد للإكتتاب في شركة إستثمارية لبنانية وطنية وعربية ودولية دخلت صيغتها القانونية مرحلة متقدمة وعلى أن لا يكون بالضرورة رأسمالها كبيراً.

وخلال زيارتنا لحاكم مصرف لبنان اثرنا امامه هذا الخيار والخطوات الحثيثة التي خطوناها بهذا الإتجاه فأثنى على هذا الرأي ونحن بصدد إعداد الترتيبات الملائمة لولادة هذه الشركة الاستثمارية والتي ستكون حكماً على المستوى المطلوب إقتصادياً وإجتماعياً ومن اجل تأمين فرص العمل التي يتطلبها الاقتصاد الوطني عموماً والشمالي خصوصاً.

وأوضحنا لسعادته إننا نرى فائدة قصوى في تأسيس شركة وطنية تضم فاعليات إقتصادية لبنانية من القوى الإقتصادية والإستثمارية لوضع مقومات القوة والقدرات الكبرى التي تختزنها طرابلس ولبنان الشمالي ووضعها بتصرف المساحة الوطنية الجامعة".

- تحدثت مؤخراً عن نقاط القوة التي تمتلكها طرابلس، ما هي مواطن الضعف التي يجب العمل على تحسينها بالتنمية وخاصة انكم اشرتم الى إيجاد بيئة جاذبة للإستثمار والتهيئة للمشاركة في إعادة إعمار سوريا والعراق؟

حين نتحدث عن مقومات القوة التي تمتلكها طرابلس نكون قد قاربنا  واقعها الإستراتيجي وعلى إحتضانها لمرافق ومؤسسات عامة وخاصة قاعدتها الإقتصادية الحيوية ،  بدءاً من مرفئها مروراً بمنطقتها الإقتصادية الخاصة ومعرض رشـيد كرامي الدولي والتي ترفد بمجموعها الإقتصاد الوطني بمقومات الحياة وتأمين فرص العمل وتقديم الخدمات النوعية الى دول مجاورة مثل سوريا والعراق.

بالنسبة الى مقومات القوة، فإن زيارات الشخصيات ورجال الاعمال والجمعيات والاتحادات والسفراء الاجانب باتت دليل على ان غرفة طــــرابلس أصبحت مقراً اساسياً للمشاريع التي يتم إعدادها وستطلق من لبنان الى بلدان المنطقة العربية.

أما نقاط الضعف وهي قليلة بالمقارنة مع نقاط القوة فنحن ملزمون بالعمل على تحويلها لنقاط قوة وهذه مسؤوليتنا الاساسية في التنمية والتطوير والتحديث الى جانب ايجاد البيئة الجـاذبة للاستثمار وتهيئتنا للمشاركة في اعادة اعمار سوريا والعراق ودعم اقتصادنا الوطني وتأمين فرص العمل للمرحلة المقبلة عن طريق تأمين استثمارات جديدة في كل المجالات خصوصا ان المنطقة واعدة داخلياً وخارجياً.

أما الزيارات التي تقوم بها الوفود اللبنانية والعربية والاجنبية فهي بهدف دراسة موقع طرابلس وأهميته في إطلاق ورشة النهوض بكل من سوريا والعراق بعد أن تبلغ ظروفها الإستثنائية نهايتها وان طرابلس هي المنصة الطبيعية لاعادة اعمار سوريا وبالتالي التأكيد على جهوزية شركات البناء والمقاولات التي تتطلع الى المساهمة في اعادة اعمار سوريا والوقوف على قدرات الموارد البشرية وكيفية تخزين المواد الاولية المرتبطة بقطاع البناء، وهناك بطبيعة الحال جهوزية لمشاريع قيد الإعداد من أجل هذه الغاية.

- ما هي الخدمات المتوفرة في مرفأ طرابلس وليست متوفرة في غيره من المرافىء؟

يمثل مرفأ طرابلس شريانا إقتصاديا وحيويا بالنسبة للتجارة البحرية، الرئة التي يتنفس منها الإقتصاد الوطني لا سيما من حيث التصدير. صحيح ان مرفأ طرابلس متواجد من الناحية الجغرافية في شمال لبنان ولكن خدماته تعود بالنفع على المالية العامة.

ويشهد المرفأ اليوم ورشة تجهيز لوجستية فتنعكس بطبيعة الحال إيجاباً على الخدمات النوعية والمتطورة التي يوفرها لمختلف مكونات الإقتصاد الوطني، فقد بات لديه رصيف لإستقبال الحاويات بطول 600 متر طول وعمق 15.30 وسيصل في فترة لاحقة الى عمق 17 متراً حتى أن مداه اوسع بالنسبة لحركة السفن بالمقارنة مع مرافىء اخرى وكذلك تسهيلات تميزه عن غيره من المرافىء أيضاً وهو لعب ولا يزال يلعب دوراً محورياً في حوض بلدان المتوسط لا سيما بالنسبة لمتطلبات المستثمرين أما الخدمات غير المتوفرة لدى المرافىء الأخرى ويوفرها مرفأ طرابلس فتتمثل بموقعه الإستراتيجي ومحيطه والمساحات الكبيرة الموجودة فيه والأسعار الأقل كلفة كما ان المنطقة الاقتصادية الخاصة ستتكامل مع دور مرفأ طرابلس وستكون قادرة بدورها على جذب الاستثمارات في شتى المجالات خصوصاً بالنسبة لسوريا والعراق بعد الدمار الذي حصل فيهما جراء الحرب التي نريدها ان تنتهي لتنتهي معها عذابات كل من لبنان وسوريا والعراق.

- متى سيبدأ العمل على إنشاء أكبر محطة تعمل على الطاقة الشمسية للإنتاج والتوزيع؟

حين أعلنا كغرفة تجارة وكقطاع خاص إنفتاحنا على إستخدام مصادر الطاقات البديلة بحيث ينصب الإهتمام بإقامة محطة على سطح أحد مباني معرض طرابلس الدولي لتنعم مدن إتحاد بلديات الفيحاء بإنارة شوارعها العامة بالطاقة الشمسية، أخذنا بعين الإعتبار دخول لبنان عصر الطاقة المتجددة، وتعهداته في كل من مؤتمري باريس وكوبنهاغن اللذين عقدا مؤخراً بتكثيف الطاقة البديلة حتى العام 2020.

وننوي انشاء اكبر محطة تعمل على الطاقة الشمسية تنتج بين 5 و7 ميغاوات في موقع مهم للإنتاج والتوزيع بالتعاون مع كهرباء قاديشا ومؤسسة كهرباء لبنان، وهذا مشروع مفيد بيئياً لنا جميعاً ولكي نواكب الاتجاه الدولي باستعمال الطاقات البديلة للتخفيف من نسبة الإنبعاثات الكربونية والتلوث.

وقطع مشروع غرفة طرابلس ولبنان الشمالي شوطاً متقدماً في توفير الإنارة العامة من حيث إعداد دراسة الجدوى الإقتصادية وكذلك الدراسة التقنية المتعلقة بمستلزمات إقامة المحطة، وسيتم الإعلان عن بدء العمل حينما يتم إستكما تلك الخطوات بتعاون كامل بين القطاعين العام والخاص اي الغرفة والمعرض والوزارات المختصة .