أليس إده​ هي سيدة أعمال لبنانية من أصل أميركي، نجحت مع زوجها، السياسي ورجل الأعمال روجيه إده، في تأسيس وادارة مشاريع سياحية عدة، ساهمت في جعل مدينة جبيل، نقطة أساسية على خارطة السياحة في لبنان، وأهمها مشروع "Eddé Sands"، الذي يعتبر ثمرة سنوات طويلة من المعرفة والخبرة والسفر.

هي تؤمن بالصناعة اللبنانية، لذلك تحمل جميع المنتجات المعروضة في متجر "Alice Eddé"، المتواجد في قلب سوق جبيل القديم، ختم "صنع في لبنان"، لأنه يشكل الدليل على الجودة العالية، بحسب قولها.

إبداعها يتخطى تصميم الحقائب، والاكسسوارات الخاصة بالحدائق والمنازل، والعطورات، فهي امرأة متفانية ومثابرة وراقية، وصاحبة رؤية واسعة، اذ ساهمت في إنجاح "Eddé Sands"، ولطالما اهتمت شخصيا بكافة التفاصيل المتعلقة به.

تحديث السيدة اده مع "الاقتصاد" عن مسيرتها المهنية الطويلة، وطموحاتها المستقبلية، كما تطرقت الى موضوع المرأة اللبنانية في السياسة والمجتمع.

- من هي أليس إده؟

ولدت في مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري الأميركية، وتخرجت من جامعة "DolmetscherSchule" في زيورخ، سويسرا. عملت في مؤسسة "Fondazione Giorgio Cini"، ومهرجان الأفلام في إيطاليا، وفي المقر الرئيسي لشركة "Time Life Books" في أمستردام، هولندا، و"Touristconsult" في بازل، سويسرا.

عام 1973، وخلال زيارتي الى لبنان، تعرفت على زوجي روجيه إده، ومن هنا بدأت شراكتنا الزوجية والمهنية، التي امتدت من لبنان إلى القاهرة، وباريس، وزيوريخ، وواشنطن،...

بدأت عام 2004 في تطوير مفهوم "EddéYard "، واستلمت منصب الرئيس التنفيذي للمنتجع السياحي "Eddé Sands"، المتواجد على الشاطئ الرملي الأثري لمدينة جبيل.

أما هدفي الأساسي، فهو تحويل الأسواق القديمة في جبيل إلى وجهة سياحية في الليل والنهار، لاستضافة الأحداث المتعلقة بالثقافة، والحرف، والأزياء والموضة، والترفية، وذلك بالاعتماد حصرا على المواهب المحلية اللبنانية، بالاضافة الى التفاعل مع النجوم العالميين في صناعة الأزياء.

ولا بد من الاشارة الى أنني تمكنت من السفر والعيش في زوايا عالم الفخامة والفن، لذلك فإن شبكة علاقاتي هي بلا حدود. لكنني أسعى الى التقدم بشكل متواضع ومعتدل، لكي لا أفقد السيطرة على أي مشروع، بسبب غياب الحرفيين المهرة أو الفنانين الموهوبين.

- هل تعرضت يوما الى التمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

وجودي كامرأة هو بمثابة ميزة، لأن المرأة تهيمن على عالم الموضة. وفي لبنان -  بلدي لبنان - المرأة هي الملكة، وبالتالي فإن موضوع "كراهية النساء" غير موجود أبدا في عالم أليس إده، وفي كل الأماكن التي تحمل توقيع "إده".

- زوجك رجل الأعمال روجيه إده هو شخص منخرط في الحياة السياسية اللبنانية، هل يشجعك هذا الأمر على الدخول الى المعترك السياسي في لبنان؟

ليس لدي أي طموحات سياسية في لبنان، لأن سياسته الطائفية تعزز قيام الدولة المركزية، المتواجدة في ظل نظام وحشي من "الفيدرالية والفصائل الطائفية"، التي تضفي الشرعية على الفساد، على جميع مستويات السلطة.

لكن لا بد من الاشارة الى أنني أتفق مع طموحات زوجي السياسية، فهو مؤسس ورئيس "حزب السلام". كما أساهم مع النساء الناشطات في الحزب، في تعزيز ثقافة السلام، وأؤيد بشدة التسوية التاريخية التي اقترحها روجيه إده، لإلغاء الطائفية من خلال تفعيل التبادل اللامركزي بين المحافظات. وحينها سنعزّز المواطنية لدى الشعب اللبناني، وستتوقف الحرب الأهلية الجارية، ولن تكون بمثابة سيف "Damoclès "، الذي يهدد وجود دولة لبنان الكبير، الذي لم يشعر بالأمان منذ تأسيسه.

من ناحية أخرى، اذا أردت في يوم من الأيام، الحصول على منصب سياسي، فأختار مجلس الشيوخ الأميركي، حيث أبواب النجاح مفتوحة أمامي، خاصة في الحزب الجمهوري.

- هل تؤيدين اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟

أنا أرفض الحصص تحت أي ذريعة، اذ يجب أن تتمتع المرأة اللبنانية بالحقوق ذاتها والاحترام ذاته، مثل الرجل تماما؛ لا أكثر ولا أقل.

كما يجب أن تتمكن من إعطاء الجنسية اللبنانية لأولادها؛ اذ أن هذا التمييز متخلّف، وغير عادل بحق الأطفال المولودين والمقيمين في لبنان.

 

- ما هي نصيحة أليس إده الى المرأة اللبنانية؟

أقول للمرأة اللبنانية "أنت الأفضل، وإرادتك تكفي!". من ناحية أخرى، يجب أن يرتبط التعليم مع هدف طموح.

وعلى المرأة أن تتذكر دوما أن أولويتها لعائلتها، ولتعليم أولادها، لكن يجب أن تكون على استعداد تام لتحقيق كافة طموحاتها، وذلك بعد أن يكبر الأولاد، لأن هذا هو عمر الطاقة بالنسبة اليها، وإذا لم يتم استثمار هذه الطاقة الصاعدة، سوف تشيخ وتموت باكرا!