ربيع دمج

لا يزال الغموض يلف قضية مقتل الطفلة سيلين ياسر ركان، وفي كل جلسة إستماع جديدة داخل محكمة الجنايات في بيروت تظهر وقائع ومعلومات جديدة، بعضها مبهم لا يخلو من العقد.

بعد مرور سنة ونصف على وفاة الطفلة لا يزال التحقيق مستمراً، وفي كل جلسة يتم تأجيلها إلى الجلسة المقبلة لعدم كفاية الآدلة، وهذه المرة تم تعيين جلسة إستماع جديدة في شهر كانون الأول المقبل.

في جلسة أمس (12 تموز)  التي كانت أطول جلسات الإستماع  إمتدت نحو 4 ساعات متواصلة، الجديد في القضية كان حضور الوالدة سحر نحلة  التي بدا عليها الإعياء الشديد  إثر تناولها لحبوب مهدّأة كما تخبر كل من يسالها في المحكمة.

ويعتبر حضور الوالدة العامل الرئيسي في القضية، ففي جلسات سابقة طلبت الخادمة الأثيوبية "بوزاي" حضور الزوجة  سحر لتروي كل ما لديها امامها، وفعلاً تم إستحضار الزوجة التي تعيش منذ فترة طويلة في كندا.

وفي هذه الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة "داتا الإتصالات" وبعد مراجعة جميع الإتصالات الواردة والصادرة من وإلى "بوزاي" توصّلت المحكمة إلى أن إفادة العاملة الأثيوبية السابقة حول تلقيها آخر إتصال من الزوج ياسر غير دقيقة وبحسب الداتا فإن أنه لم يتصل بهاتف منزله طيلة اليوم، بل إن "بوزاي" هي من اتصلت به عند الساعة الواحدة ظهراً مبلغةً إياه بما حدث لطفلته.

أما النقطة الثانية والتي لم تأت لصالح "بوزاي" فهي تكمن في موضوع إرسال ياسر ركان لها حينما كانت موقوفة في مخفر برج البراجنة شابة لبنانية تعاطت المخدرات، لكي تبلغها بما يجب عليها أن تقوله خلال الاستجواب.

و بحسب المعطيات الموجودة بين أيدي القاضية هيلانة اسكندر تُثبت أنه  بعد التدقيق والتحقيق يتبيّن أنه في الفترة التي أوقفت فيها بوزاي داخل المخفر لم يكن هناك أي موقوفة لبنانية، بل موقوفتان من الجنسية البنغلادشية وان الموقوفتان  كانتا بتهمة ممارسة الدعارة وليس لهام أي علاقة بتعاطي المخدرات .

وعلى الرغم من المعطيات الجديدة التي تملكها الجنايات والتي لا تصبّ في صالح بوزاي، إلا أن الأخيرة لا تزال مصرّة على أنها لم تقتل الطفلة، مؤكدة في أكثر من مرة أن ياسر كان يراودها عن نفسه وحاول أكثر من مرة التحرش بها جنسياً. وهنا قاطعها ياسر ساخراً من كلامها بالقول " أنا بدي إطّلع فيكي".

  الجلسة الحامية لم تخلو من خروج المحامية حسناء عبد الرضا عن طوعها ( وكانت في  في الجلسة السابقة  قد تعرّضت مع المرشدة الإجتماعية البريطانية للإهانة من قبل ذوي سيلين)، وإنفعال عبد الرضا جاء عقب رواية بوزاي حين قالت انها " وجدت صورة لطفلة راكان من زوجته الثانية فوق جثة سيلين" ، فردّ الوالد بالقول  "شو هالخرافات هيدي" هنا لم تتحمل عبد الرضا الإهانات التي تنهال تباعاً على موكلتها  فوقع تلاسن بينها وبين ياسر.

وكما في كل جلسة كان ياسر حريصاً على جلب "الأي باد" الخاص به والذي يدّعي بأنه يجمع عليه جميع الدلائل التي تثبت بان بوزاي هي القاتلة.  وفي هذه الجلسة حمل الوالد جهازه أيضاً وإقترب صوب القاضية إسكندر ليقول لها " لم أشكّ في البداية  بأنها هي من قتلت إبنتي،  لكنني اليوم تأكدت بعد مراجعتي لأشرطة الفيديو الخاصة  بكاميرات المراقبة داخل المنزل".

المشهد ذاته الذي تكرر في الجلسات السابقة تكرر أيضاً في هذه الجلسة، وبعد طلب إسكندر من بوزاي مشاهدة المقاطع الموجودة، عادت الخيرة لتؤكد بأنها لم تقتل الطفلة وان قطعة القماش المبللة التي تظهر في الفيديو كانت تحاول التأكد إن كانت سيلين لا تزال على قيد الحياة، واستعانت بالقماش لرش الماء على وجهها ومساعدتها على استعادة وعيها.

وبرز في الجلسة الجديدة ظهور شهود الحق العام وهما الطبيب منذر الزين الذي لم يحضر في الجلسة السابقة وبسببه تم تاجيلها، وبحسب شهادته فهو يتفق مع ياسر ركان في كلامه وانه كان موجود معه بالمنزل يوم وقوع الجريمة، أما النقطة الإيجابية التي جاءت هذه المرة لصالح "بوزاي" فكانت شهادة المؤهل الأول علي شحادة الذي كان حاضراً أيضاً يوم الحادثة في منزل ياسر في منطقة الجناح، وبحسب شهادته بعد قسمه اليمين أنه "حين كان حاضراً داخل منزل ياسر لحظة وقوع الجريمة لم تعترف بوزاي  بانها هي من قتلت الطفلة"،  على عكس ما أكد الوالد مراراً وتكراراً بانها إعترفت بفعلتها، وتابع الشاهد شحادة قائلاًً " لم نتحدث معها إطلاقاً كان تفكيرنا آنذاك كيفية إخراجها من المنزل بعدما تهجّم عليها أفراد من العائلة وحاولوا ضربها".

وبناءً على المعطيات المعقّدة وعدم الوصول لطرف الخيط قررت  الرئيسة هيلانة إسكندر رفع الجلسة حتى تاريخ 7 كانون الأول،  وطلب إستحضار ناطور المبنى المصري علي طوباشي حيث تقطن  العائلة ،  إلى جانب الطبيبين اللذين عاينا الطفلة يوم فارقت الحياة، في نيسان الـ2015،   ماريان الحاج وأحمد المقداد للاستماع لإفاداتهم.