في الوقت الذي تتراجع فيه كل المؤشرات الإقتصادية، وفي الوقت الذي تعاني فيه كل القطاعات اللبنانية من أسوأ مرحلة في تاريخ لبنان الحديث، وحده مرفأ بيروت سار بعكس التيار ليسجل وعلى مدى خمس سنوات أرقاماً قياسية ولامست عائداته المئة مليون دولار في الأشهر الخمسةالأولى من العام 2016.

وفي هذا الوقت الذي يحقق فيه المرفأ أعلى الأرقام، يحذر البعض من إمكان استنفاد الطاقة الإستيعابية للمرفأ خلال سنتين أو ثلاث سنوات بعدما تم استخدام 80% منها، داعين إلى الإسراع في إيجاد مشروع جديد لتوسعة المرفأ لتفادي عودة أزمة الإزدحام وتحسباً للزيادة الكبيرة التي ستطرأ على حركته مع استتباب الأوضاع في البلد، وكذلك مع انطلاق عملية إعادة إعمار سوريا.

وللإطلاع على المزيد من التفاصيل حول أوضاع المرفأ والمزيد من الأرقام كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيس الغرفة الدولية للمرفأ إيلي زخور:

- كيف تقيم حركة مرفأ بيروت لهذا العام؟

في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، أظهرت الإحصاءات ارتفاع عدد البواخر التي رست في المرفأ بنسبة 25.7% الى 885 باخرة مقابل 704 بواخر في الفترة نفسها من العام 2015.

وبالنسبة للبضائع فقد ارتفع الشحن العام بنسبة 14.6% إلى ثلاثة ملايين وست مئة وخمسة وستين الف طن (3665000) مقابل ثلاثة ملايين ومئة وتسعة وثمانين ألف طن(3189000)، يتوزّع هذا الوزن الإجمالي على الشكل التالي:

1- البضائع المستوردة للإستهلاك المحلي: ثلاثة ملايين وست مئة ألف طن (3260000) بارتفاع قدره أربع مئة وثمانية وثلاثين ألف طن (16%)

2- البضائع اللبنانية المصدّرة:ثلاث مئة وستة وتسعون ألف طن (396000)بتحسن قدره إثنان وعشرون ألف طن (8%)

وأظهرت الأرقام الصادرة عن المرفأ، إرتفاع عدد البواخر التي رست داخل المرفأ في أيار الماضي بنسبة 33،8% الى مئة وستٍ وثمانين باخرة مقارنة مع مئة وتسع وثلاثين باخرة في أيار 2016، كما ارتفع الشحن العام بنسبة 5،9% إلىسبع مئة وأربعة وسبعين ألف طن (774000)مقابل سبع مئة وخمسة وثلاثين ألف طن (735000)في أيار 2015.

أما الحاويات، فارتفع عددها حتى أيار من العام الجاري بنسبة 6.8% إلى أربع مئة وواحد وثمانينالفا وخمسين( 451050)حاوية،مقابلأربع مئة وخمسين ألفاً وخمس مئة وأربع وأربعين (450544) حاوية، فيما ارتفعت عائدات المرفأ حتى أيار من العام 2016 بنسبة 4،6% الى نحو تسعة وتسعينمليون دولار.

وبالنسبة لعدد السيارات، فقد ارتفع عددها حتى أيار من العام 2016 بنسبة 13،5% إلىخمسة وأربعين ألفاً ومئتين وخمس وعشرين (45225) سيارة، مقابلتسعة وثلاثين ألفاً وثمان مئة وإثنين وأربعين (84239 ) سيارة حتى أيار من العام 2015، فيما لم يسجل عبور أي مسافر عبر مرفأ بيروت حتى آذار من العام 2016.

أما على صعيد شهري، فقد ارتفع عدد السيارات المستوردة عبر المرفأ بنسبة 16.8% في أيار إلى عشرة آلاف ومئة وخمس وسبعين(10175) سيارة، مقابل ثمانية آلاف وسبع مئة وتسع (7809) سيارات في الشهر نفسه، في حين لم يسجل خلال هذا الشهر عبور أي مسافر عبر مرفأ بيروت.

أما عدد الحاويات الذي تم تداوله، فسجل انخفاضا نسبته 2.5% إلىمئة وألف ومئة وثلاث عشرة (101113) حاوية، مقابلمئة وثلاثة آلاف وثلاث مئة وتسع وخمسين (103359) حاوية سجلها المرفأ في أيار 2015، كما انخفضت عائدات المرفأ خلال هذا الشهر بنسبة 4.9% الى نحوواحد وعشرين مليون دولار فاصلة إثنين (21.2 مليون)، مقابل نحوإثنين وعشرين مليون فاصلة ثلاثة ( 22،3 مليون) في أيار 2015.

- ما العوامل التي أسهمت في هذا الإرتفاع؟

العامل الأول هو ارتفاع الإستهلاك المحلي نتيجة الزيادة السكانية بعد الحرب السورية ودخول النازحين، الأمر الذي استدعى إرتفاع حجم الإستيراد خاصةً المواد الغذائية.

أما الصادرات فقد ارتفعت بسبب إقفال المعابر البرية، ما أدى إلى استخدام المرفأ في كافة عمليات التصدير.

الحاويات اليوم تؤدّي دوراً كبيراً في عملية التصدير من لبنان إلى الدول العربية، لأن وجودها استقطب شركات الملاحة العالمية لتعمل مع مرفأ بيروت، ما سمح للمصدّر اللبناني - إن كان من القطاع الزراعي أو الصناعي - ان يشحن بضائعه بواسطة الحاويات، الأمر الذي أدى إلى إنقاذ هذه القطاعات من كارثة كانت محتّمة.

- تحدثتم عن مشكلة ازدحام سيعاني منها المرفأ خلال عامين أو ثلاثة، هل هناك خطة معينة ستتبعونها لتفادي هذه المشكلة؟

بعد الحرب السورية وفرض عقوبات دولية على سوريا، بدأ التاجر اللبناني بالسعي لتأمين احتياجات السوق اللبنانية والسوق السورية، ما أدى الى ارتفاع عدد الحاويات وحجم البضائع، لذا من المطلوب توسعة مرفأ بيروت.

كان هناك مشروع للتوسيع وذلكبردم الحوض الرابع، لكنه لم ينجح لأسباب عديدة، لذا يجب أن نلجأ إلى حل بديل. فالقدرة الإستيعابية الحالية لمرفأ بيروت تتراوح بين مليون وأربع مئة ألف حاوية(1400000) ومليون وخمس مئة ألف(1500000)حاوية سنوياً، وإذا استمرت نسبة النمو على هذا النحو أي بين 8 و10%، فإننا سنشهد أزمة في السنوات القليلة القادمة وستتراجع خدمات مرفأ بيروت.

ولا بد من الإشارة إلى أنه ستشهد سوريا حلاً لأزمتها عاجلاً أم آجلاً،وبعده تأتي ورشة الإعمار الكبيرة، والمرافئ السورية لن تكون قادرة على استيعاب كل البضائع التي تحتاجها هذه الورشة فستستعين بالمرافئ المجاورة، أي مرافئ بيروت وطرابلس.

- ما هي توقعاتك المستقبلية للنصف الثاني من العام 2016؟

الأرقام في ارتفاع وتصاعد دائم. وهذا العام شهد المرفأ ارتفاعاً في عدد الحاويات وليس فقط بحجم البضائع.