شعارها في الحياة "عندما نتحلى بالإرادة، سنجد دوما الوسيلة". انها مؤسسة العلامة التجارية "Maggie Baroud"، ماغي بارود، التي التقت مع "الاقتصاد" للحديث عن انطلاقتها المهنية في عالم صناعة الاكسسوارات منذ حوالي 16 عاما، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة في لبنان اليوم.

حازت بارود على اجازة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، "AUB"، وبدأت رحلة الابداع في تصميم وتنفيذ الاكسسوارات لأصدقائها، ولكن سرعان ما لاحظ الناس موهبتها، وقدروا قطعها الفنية المصنوعة يدويا، فتوسعت هوايتها حتى أصبحت مصنفة في خانة الأعمال التجارية، وافتتحت مشغلا ومتجرا في منطقة الكسليك في جونيه.

واليوم تنتشر مجموعاتها من الأساور، والقلادات، والخواتم، والأقراط، والأحزمة، في كافة المناطق اللبنانية، بالاضافة الى بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وأفريقيا، ودول الخليج. كما شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، واختارت الاكسسوارات لأهم البرامج التلفزيونية في لبنان مثل "Miss Lebanon"، "Arab Idole"، "The Voice"، و"Arabs got Talent".

- أين كانت البداية ومتى؟

بدأت بالعمل منذ حوالي 21 عاما، وانطلقت من شيء صغير، اذ كنت جالسة في المنزل، فقررت صنع سوار وارتديته بنفسي. وأينما كنت أذهب، كان هذا السوار يلاقي اعجاب الجميع، وطلبت مني صديقتي أن أصنع لها مثله، وبدأت بعدها الطلبيات بالتوافد، حتى وصل السوار المصنوع من الدبوس الانكليزي الى الكوت دازور.

كنت أتسلى في المنزل ولم أفكر يوما بالعمل، اذ تخصصت في ادارة الأعمال، لكنني لطالما أحببت تصميم وتنفيذ القطع يدويا، ووجدت نفسي في هذا المجال. كما أنني من محبي الاكسسوارات الغريبة والمميزة.

وبالتالي قدمت شيئا من لا شيء، وحصلت على شهرتي من الأحاديث والأصداء الايجابية، بسبب غياب الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي في تلك الفترة. لكنني أعتقد أن السبب الأول لنجاحي هو أنني لا أكرر نفسي، وأعمد دوما الى التجديد؛ فلكل يوم مزاج، وكل مزاج يولد تصميما جديدا يختلف عن التصاميم الأخرى.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

أنا أسافر كثيرا، لكن في الماضي، وخلال فترة ازدهار السياحة في لبنان، كان السياح يقصدون مشغلي في الكسليك، انما اليوم وفي ظل غياب السياحة أشارك في العديد من المعارض في السعودية، وقطر، والاردن، ولندن، وباريس،...

ولكن بعد سنوات من الخبرة، وجدت أن القدرة الشرائية لدى المرأة الشرقية غير موجودة في المرأة الأوروبية مثلا، وحتى لا تجوز المقارنة بسبب الفرق الشاسع.

ولا بد من الاشارة الى أن عملي هو نوع من المزيج بين المراة الشرقية والمرأة الأوروبية، وبالتالي لا أقدم التصاميم التقليدية.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال؟

كنت أعاني كثيرا من مشكلة المنافسة في البداية، وكانت تدفعني أحيانا الى البكاء في حال رأيت أن أحد ما قلد تصاميمي، لكنني نضجت في مجال الأعمال، ووجدت أن هناك عدد كبير جدا من النساء اللواتي يصممن الاكسسوارات والمجوهرات، ويستطيع الجميع أن يقلد نماذج غيره في دقائق. لكن الفرق أنني أركز كثيرا على الأحجار المستخدمة في التصاميم اذ أستوردها كلها من الخارج، من هونغ كونغ، وباريس وتركيا.

لكنني أؤكد أن المنافسة قوية للغاية، انما أنا لا أخاف من غيري، لأنه عندما سيبدأ بتقليدي، سأكون قد انتقلت الى فكرة جديدة، لذلك أعتبر اليوم أن المنافسة تعطيني دفعة ايجابية الى الأمام. فأنا أهتم كثيرا باللمسات الأخيرة، ولدي سمعة ممتازة في المنطقة، وعلي المثابرة من أجل المحافظة عليها والاستمرار. كما أنني أسعى الى ارضاء كل الأذواق وكل الفئات العمرية، وأحاول دوما أن أكون صادقة مع نفسي لكي أصدق مع زبائني. بالاضافة الى أنني أحب كل قطعة وأبيع من كل قلبي، لأني مقتنعة بتصاميمي.

- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في تصميم الاكسسوارات في لبنان؟

هناك صعوبة في الحصول على المواد الأولية، اذ أضطر دوما للسفر الى خارج لبنان وشحنها.

كما أن الوضع القائم في البلاد حاليا يؤثر كثيرا على نسبة المبيعات، اذ في الماضي لم أكن أسافر الى الخارج، ولكن اليوم، ولضمان استمرارية الأ

عمال، أضطر للسفر لعرض تصاميمي في الخارج.

ولا بد من الاشارة الى أنني أتحدى ذاتي دوما، وأنا مؤمنة بمنتجاتي، وبالتالي أعتبر أنني وصلت الى المستوى العالمي الذي أضعه لنفسي، لذلك أنظر الى غيري بهدف تحسين نفسي وليس تضعيف قدراتي.

- ما هي برأيك الصفات التي أسهمت في نجاحك المهني؟

أنا شخص اجتماعي، وأعتقد أنني نجحت بسبب طريقتي في استقبال الناس، اذ أرحب بكل زبون وأشكره لأنه اشترى مني وآمن بتصاميمي، كما أراعي ظروف كل بلد وطقوسه وعاداته وتقاليده.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

عندما بدأت بالعمل منذ 21 عاما، كان حلمي أن أصبح معروفة على صعيد لبنان، وهذا الأمر تخطيته بسرعة كبيرة. وبعد فترة أردت الانتشار على صعيد الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة، وأشكر الله لأنني حققت هذه الأهداف. لذلك أتمنى اليوم أن يمدني الله دوما بالصحة والقوة، لكي أتمكن من الاستمرار في العطاء.

فعملي يعطيني النشاط والحيوية، والاستقلالية النفسية. وبالتالي أسعى للحفاظ على ثقة الناس بي وبتصاميمي.

ولا بد من القول أن الفرق بين المصممين الجدد وبيني، هو أنهم يتمكنون من الوصول بسرعة أكبر بسبب الاعلام الاجتماعي ووسائل التواصل، لكنني وصلت بمصداقية عملي فقط.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك العائلية؟

زوجي لا مثيل له في كل العالم، اذ شجعني الى أقصى الحدود ولطالما وقف الى جانبي، لذلك أرتاح وأشعر بالأمان الى جانبه، لأنه شخص متفهم ومنفتح ويساعدني معنويا.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة اللبنانية لا تفتقد شيئا من حقوقها، بل لديها الحرية الكاملة، وبرأيي أكثر من أوروبا أحيانا. وبالتالي فإن القوانين الغائبة لا تحرم المرأة من حقوقها، لأنها تعيش بطريقة مترفة، وليست محرومة من شيء.

لكن نسبة التعلم تؤثر حتما على أوضاع المرأة، انما يمكن التأكيد أنها تقدمت، وأصبحت عنصرا منتجا في المجتمع وسوق العمل.

- ما هي نصيحة ماغي بارود الى المرأة؟

كل امرأة تتمتع بمهارة تستطيع أن تقدمها للمجتمع، لذلك لا يجب أن تبقى في منزلها وتضيع الوقت. فالنجاح في العمل يعطي روحا وحيوية من الداخل، اذ أشعر اليوم أنني من الثامنة عشر من عمري، وذلك بسبب العمل الذي أقوم به والذي يعطيني النشاط. فأنا لا أتكاسل أبدا، وقلبي مليء دوما بروح التجدد.