يتركز العمال حتى الآن في قطاع مضطرب، مع إشارة ضئيلة لانتشاره. منجم بلاتين و بعده منجم آخر، وتنتشر فوضى العمل في جنوب إفريقيا.

وبالأمس حذر تيرينس جودليس، الرئيس التنفيذي في "إيمبالا"، ثاني أكبر شركة تنقيب عن ​البلاتين​ في العالم، من "مخاطرة كبيرة تواجه هذه الصناعة".

جاء هذا التحذير فقط بعد يوم من مطالبة العمال في شركتي تنقيب عن البلاتين أخريين أيضا برواتب أعلى وسدهم للمداخل المؤدية لعدة حفر تحت الأرض، مما حفز وجود حالات من القلق بشأن حدوث فوضى صناعية كاملة في جنوب إفريقيا، واحدة من أهم منتجي السلعة في العالم.

وتعتبر الدولة موطنا ليس فقط للبلاتين، ولكن للعشرات من المعادن الأخرى.

وعلى الرغم من ذلك، يشير المسؤولون التنفيذيون والمحللون والمصرفيون في الصناعة إلى أن حالة الاضطراب باقية في قطاع البلاتين المضطرب، مع إشارة ضئيلة حتى الآن لإمكانية انتشارها لتشمل سلعا أخرى مثل الذهب وخام الحديد، حيث تكون علاقات العمل أفضل.

وقد بدأت أعمال العنف - التي خلفت على الأقل 44 قتيلا وأكثر من 70 جريحا - منذ أسبوعين عندما طالبت مجموعة من مشغلي التنقيب في لونمين، المدرجة في لندن، بزيادات في الأجور وسط معركة من أجل فرض النفوذ بين النقابات المتنافسة.

وقد ارتفعت أسعار البلاتين لارتفاع يعادل أربعة أشهر ويقدر بـ 155849 لكل أوقية، مما أدى إلى توسيع نطاق التحسن ليصل إلى 10 في المائة في الأسبوع، بينما تم إيقاف خمس ناتج العالم تقريبا احتراما للضحايا.

وحذر بيتر أتارد مونتالتو، المحلل في مؤسسة "نومورا"، من أن الأزمة في لونمين كانت "فقط غيضا من فيض". وأضاف أنه إذا رضخت الشركة المنقبة ولبت الطلبات، "ستزداد الطلبات من قبل العاملين الآخرين بعد ذلك في جميع أنحاء قطاع التعدين وليس فقط في الجزء الخاص بالبلاتين". وتتشارك مجموعة من المسؤولين التنفيذيين الآخرين في هذا القلق.

ولكن، أسعار بعض المعادن الأخرى، التي تعتبر إفريقيا الجنوبية منتجا مهما لها، تبقى غير متأثرة إلى حد بعيد. وقالت غرفة مناجم إفريقيا الجنوبية إن 95 في المائة من مناجم الدولة كانت تعمل بشكل طبيعي.

ويبقي الدور الذي تلعبه الدولة في الموارد الطبيعية كل شخص منفعلا. وتسيطر إفريقيا الجنوبية على أكبر الاحتياطيات لأكثر من 12 معدنا، بما فيها البلاتين، والماجنسيوم، والكروميوم، والذهب، وسليكات الألومنيوم. وإضافة لكل هذا، تحتفظ الدولة بودائع ضخمة من سلع مثل الفاناديوم، والزركونيوم، والتيتانيوم، والأنتيمون، والنيكل، واليورانيوم، والفحم الحراري، وخام الحديد.

ويقول المحللون إنه مع ذلك تختلف صناعة البلاتين عن باقي قطاع التعدين، مما يفسر عدم انتشار الاضطراب حتى الآن. أولا، يعتبر البلاتين بشكل خاص كثيف العمالة وخطرا، مع وجود منقبين يعملون في ظروف صعبة في مجموعة من أعمق المناجم. و يشير إيفان جلاسينبرج، الرئيس التنفيذي للشركة المتاجرة في السلع، جلينكرو، في جنوب إفريقيا إلى أن قطاعات تعدين أخرى، مثل الفحم، تكون "أكثر ميكانيكية". وأيضا يتم استخراج خامي الحديد والفحم بشكل أساسي من مناجم تشبه الحفرة المفتوحة وتعتبر أكثر أمانا.

ثانيا، تجرى المفاوضات بشأن الأجور في قطاع البلاتين في إفريقيا الجنوبية إلى حد بعيد شركة فشركة، بدلا من أن تكون تحت مظلة رابطة صناعية. ويعطي هذا قوة إضافية للنقابات، وقد يتسبب في إضرابات عنيفة.

ثالثا، قامت "رابطة عمال المناجم و اتحاد الإعمار" - وهي منافس "الاتحاد القومي لعمال المناجم" الجهة التقليدية الحاصلة على تأييد الأغلبية - المناضلة بعمل طرق داخلية بين العمال غير المتأثرين في قطاع البلاتين مما حفز وجود مطالب أكثر. وقال نيك هولاند، الرئيس التنفيذي "جولد فيلدس" إن "حفر في الصخر في منجم "لومين"، لم يقم حتى الآن بعمل تقدم كبير في الأعضاء الفائزين بمناجم الذهب الخاصة بها.

ويقول السيد هولاند: "واحدة من الفوائد في صناعة الذهب...هي أن لدينا مساومة مركزية".

وأخيرا، يميل العاملون في قطاعات أخرى، مثل الذهب أو سبائك الحديد والكروم، للعيش في الموقع، في وجود رعاية طبية و سكن توفره لهم شركات التعدين. وعلى النقيض، في قطاع البلاتين، يتم إحضار العاملين دائما بالأتوبيسات من القرى، حيث تكون ظروف الحياة غير مستقرة تماما.

وفي النهاية، يوافق المسؤولون التنفيذيون على أن هذه الاختلافات قد تعني القليل. وقد يؤدي المزيد من العنف حتى الآن إلى تأثير الدومينو، ويصيب كل مناجم إفريقيا الجنوبية.