بفضل شغفها والتزامها، أسست ستيفاني أبي جوده بوغوسيان، العلامة التجارية الخاصة بها لتصميم الملابس الداخلية "Lala Rose"، في بيروت عام 2003. وبعد دراسات طويلة ومعمقة في تصميم الأزياء في "ESMOD" في فرنسا، وتاريخ الفن في "مدرسة اللوفر" في باريس، أطلقت إبداعاتها الخاصة، المليئة بالحب والأنوثة.

ومنذ حوالي 14 سنة والى حد اليوم، استمرت العلامة التجارية في النمو والتوسع، حتى باتت "Lala Rose" متواجدة على الخريطة الدولية للأزياء الأنثوية والملابس الداخلية الأنيقة، والديناميكية، والحسية والمعاصرة.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع بوغوسيان للحديث عن مسيرتها المهنية بين لبنان وباريس، والصعوبات التي واجهتها، بالاضافة الى نظرتها الى واقع المرأة اللبنانية اليوم.

- أين كانت البداية ومتى؟

بعد أن أنهيت تخصصي الجامعي في الهندسة الداخلية، سافرت الى باريس حيث تعلمت مبادئ وأسس الموضة والأزياء. وقررت بعدها تصميم وتنفيذ مجموعة من الملابس الداخلية، التي تحتوي على القطع الخاصة بالمنزل، وأخرى قابلة للارتداء في الخارج، مثل القمصان المخرّمة (dentelle).

سافرت حينها لمدة 10 أيام بهدف رسم المجموعة، وفور عودتي تمت دعوتي الى زفاف في المغرب، وأثناء تواجدي هناك، كانوا ينادونني "Lela Stephanie" أي "أميرة ستيفاني"، لذلك عندما توجهت الى باريس قررت أن أطلق على علامتي التجارية اسم "Lala Rose". وبالتالي سجلت الشركة وبدأت بالعمل، ووقعت أول عقد عمل مع "Galeries Lafayette"، بالاضافة الى العديد المتاجر الكبيرة في العالم، مثل لندن، وهونغ كونغ، ونيويورك، وكندا، ولبنان. ولا تزال العلامة التجارية مستمرة بنجاح منذ 14 سنة.

- من هم زبائن "Lala Rose" اليوم؟

أنا لا أبيع للجميع، بل أحاول الحفاظ على مستوى عالٍ من الزبائن مثل "Harvey Nichols"، و"Galeries Lafayette"، أي المتاجر الراقية. اذ رفضت بعض الزبائن لكي تبقى العلامة التجارية راقية. لكن لدينا قطع في المتجر، مصنوعة من القطن، ذات أسعار مقبولة ومعقولة. كما أنني أصنع لشركات وعلامات تجارية أخرى في معملي الخاص.

- كيف تواجهين المنافسة؟

لا توجد منافسة كبيرة في المجال، لأنني الوحيدة التي أقدم الملابس الداخلية الفاخرة في لبنان. أما في الخارج، فالنوعية التي أقدمها والتصاميم التي أنفذها، مميزة وفريدة من نوعها. كما هناك فرقا واضحا في الأسعار، لأن كل المصممين في أوروبا والعالم، أسعارهم مرتفعة كثيرا.

لهذا السبب أنا سعيدة جدا اليوم لأن "Lala Rose" تطورت، وذلك بعد أن شهدت على تراجع لحوالي ثلاث سنوات، بسبب انجابي للأولاد، وانشغالي في المنزل. لكنني عملت كثيرا على تنمية أعمالي، وكنت أحيانا أعمل لمدة 17 ساعة يوميا، ولا أزال الى حد اليوم. وأنا أشكر الله لأن علامتي التجارية أصبحت معروفة في الأسواق، وقوتها تكمن في تخصيص تصاميم محددة لكل شخص، اذ نعمل مثلا مع العروس والمرأة الحامل، والأميرات العربيات... وبالتالي لدي العديد من الزبائن الكبار، والأشخاص ذات الميزانيات العادية.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال؟

هناك العديد من الصعوبات التي تواجهني، اذ يجب ملاحقة ومتابعة الأعمال من الألف الى الياء. كما علينا أن نضع الكثير من القوة والطاقة، ونتأكد من كل خطوة نقوم بها، لكي نصل الى الرقي المطلوب؛ وبالتالي يجب التركيز على تقديم قطعة فاخرة، ومرتبة، وفي متناول الجميع.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

واجهت هذا النوع من التمييز في لبنان والشرق الأوسط بشكل عام، اذ تطغى أحيانا الأحكام المسبقة حول المرأة، ويظنّ البعض أنها ضعيفة، ولا تستطيع مواجهة الناس.

لكنني أتمتع بالكثير من الادارة للتقدم في العمل، كما لدي شغف قوي تجاه ما أقوم به، وبالتالي لا مجال للاستسلام، ولا يوجد ما هو مستحيل بالنسبة لي.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

أنا مختلفة عن الآخرين، ولا أسعى أبدا الى تقليد تصاميم أخرى، اذ أستلهم من كل الأمور الموجودة من حولي، وحتى الصغيرة منها.

كما أن منتجات "Lala Rose" تتميز من حيث النوعية، والاختلاف في التصاميم، والأسعار بالمقارنة مع المصممين الآخرين ذات المستوى ذاته.

- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟

أسعى الى توسيع معملي، ووضع المزيد من القوة في التوزيع والتسويق، لأن أولادي كبروا، وبالتالي أريد العودة الى الأسواق الكبيرة مثل سوق الولايات المتحدة وأوروبا.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وعائلتك؟

التنسيق صعب للغاية، فأنا أستيقظ من الساعة الخامسة صباحا، ولا أنام قبل أن ينام أولادي. كما أنني أركز على أدق التفاصيل في منزلي وعملي، وأعطي الطاقة الكافية للجهتين، دون تخصيص أي وقت للراحة.

لكنني أبحث حاليا عن بعض المساعدة في الأمور الادارية في العمل، لكي أتمكن من التركيز أكثر على مهامي في التصميم، وبالتالي القيام بما أحبه.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

لا شك في أن المرأة تقدمت، وبات لديها اليوم دورا أساسيا في البلدان العربية وخاصة في لبنان. كما أنها أصبحت متطورة أكثر، وتستطيع التقدم والتعلم من المنزل، من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والكتب.

أرى في محيطنا العديد من النساء اللواتي يتقدمن ويحصلن على أدوار فعالة في المجتمع.

- نصيحة الى المرأة.

أقول للمرأة: "لا تستسلمي مهما اشتدت الصعاب"، فعندما تحب أمرا ما عليها الذهاب حتى النهاية.