في فترة الإنتخابات البلدية يطرح المواطن على نفسه العديد من الأسئلة التي تراوده: "لماذا سأختار هذه اللائحة وليس تلك؟" و"كيف سأتأكد من صوابية اختياري؟" والعديد من الأسئلة الأخرى حول الموضوع نفسه، لذلك أجرت الإقتصاد هذا الحوار مع المحامي بالاستئناف، المستشار المعتمد لدى عدة هيئات دولية، د. ​شربل عون عون​:

- هل وجود البلديات في لبنان يعود الى زمن طويل؟

أن وجود البلديات في لبنان يعود إلى القرن التاسع عشر، وتشكلت أول بلدية في دير القمر عام 1864 في حين أن بلدية بيروت تم تشكيلها عام 1867.

في السنوات اللاحقة بدأ تشكيل البلديات في مدن عدة في لبنان ولم يتم إجراء أي إنتخابات بلدية بعد عام 1963 وتم تجديد ولايات المجالس البلدية حتى عام 1998 أثناء الحرب الأهلية.

- كيف يمكن برأيكم يمكن تطوير العلاقة بين البلدية وأبناء البلدة؟ وما هو سبب فشل بعض البلديات؟

إن المشاركة في إتخاذ القرارات بين المجلس البلدي وأبناء البلدة من شأنه أن يؤدي إلى إنجاح البلديات لأن إبن البلدة، من جهة، يريد بلدية صالحة تهتم ببلدته وتعزز فيها المشاريع الإنمائية، وكذلك البلدة من جهة أخرى، هدفها إتخاذ قرارات يحترمها المواطنون. لذلك، بدءاً من الهدف الموحّد والمصلحة المشتركة بين الطرفين، لا بدّ من إجراء التشاور والتحاور بينهما بشكل دائم ومستمرّ في سبيل إنجاح البلدية.

إن غياب الثقة بين أبناء البلدة والبلدية يؤدي إلى عدم تجاوب المواطنين مع القرارات البلدية أيضا؛ لذلك، إن مسألة التشاور هي مسألة ضرورية يعتبر من خلالها المواطن نفسه شريكاً في القرار وليس طرفاً ضعيفاً يجب عليه تنفيذه فقط دون إبداء رأيه.

نأخذ، على سبيل المثال، بعض الدول الأوروبية حيث يكون للقاصرين، دون الثامنة عشر من العمر، دور في بعض المجالس البلدية، وذلك بغية إشراكهم في القرارات البلدية من جهة، وحثّهم على احترام وتطبيق تلك القرارات من جهة أخرى.

هذا الأمر يؤدي إلى تعزيز الثقة بين البلدة وأبنائها ويدفعهم إلى الإلتزام وتطبيق القرارات البلدية أكثر فأكثر.

إن غياب الثقافة القانونية في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى عدم إحترام القرارات البلدية، لذلك ندعو، من جهة، المواطنين إلى تعزيز ثقافتهم القانونية والإطلاع على قانون البلديات على الأقل لمعرفة ما هي حقوقهم وما هي واجباتهم في المقابل. ومن جهة أخرى، يتوجب على البلديات إعداد محاضرات أو ندوات سنوية أقلّه، لإعلام أبناء البلدة عن المشاريع التي أنجزتها ولأخذ آرائهم بالمشاريع المستقبلية المنوي إنجازها.

- هل يمكن لرئيس البلدية أو لأحد أعضاء المجلس البلدي أن يكون له أي مصلحة خاصة من خلال العلاقات والمشاريع التي تقوم بها البلدية؟

بحسب المادة 43 من قانون البلديات لا يجوز أن يشترك في المناقشة والإقتراع والتصويت أي عضو في المجلس البلدي يكون له مصلحة خاصة في ذلك.

لكن للأسف هذا الأمر لا يتم تطبيقه عملياً في لبنان دون ذكر أية أسماء، إننا نعلم بأن عدد كبير من أعضاء المجالس البلدية ورؤساء البلديات لديهم المصالح الخاصة في عدد كبير من المشاريع التي يقومون بها.

- هل يمكن ملاحقة رئيس البلدية أو أعضاء المجلس البلدي قانوناً؟

بحسب الفصل السادس من قانون البلديات، إن رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي هم عرضة للملاحقات التأديبية والجزائية عند الإقتضاء.

- إلى أي مدى تلعب شخصيّة رئيس البلدية وكفاءته دوراً في إنجاح البلدية؟

بالطبع، إن كفاءة رئيس البلدية والأعضاء دور مهم في إنجاح البلدية، إذ لا يمكن إنتخاب شخص لا يكون ناجحاً في عمله المهني لأنه ليس باستطاعته أن يدير مهام البلدية وإنشغالاتها. من هنا أهميّة إعتماد الكفاءة عند انتخاب المرشّحين.

يمكن للبلدية أيضاً أن تنشئ لجان متخصصة في عدة مجالات حيث تكون مؤلفة من أصحاب المعارف والإختصاص من البلدة نفسها الذين يبدون رأيهم في كافة المشاريع التي تدخل في إختصاصهم.