بدأت معظم دول حوض المتوسط إستعداداتها لموسم الصيف، حيث تعتمد معظمها وبشكل كبير على القطاع السياحي الذي يشكل جزءا كبيرا من ناتجها القومي.

فدول كتركيا واليونان ومصر وإيطاليا وقبرص ... وغيرها الكثير، بدأت تتلقى حجوزات مسبقة من الراغبين في قضاء عطلاتهم خارج بلادهم، وتقدم هذه الدول كافة التسهيلات أمام السياح كتأشيرة الدخول المجانية، والعروض المميزة التي تشمل الإقامة والطعام والتنقلات وتذكرة السفر بأسعارٍ مغرية في معظم الأحيان.

فحتى اللبنانيين الراغبين في السفر هذا الصيف بدأوا بالحجز منذ الأن الى دول كتركيا ومصر واليونان، وهذا ما يطرح العديد من الأسئلة... فأين لبنان من هذه التحضيرات؟ وكيف سيكون موسم الصيف المقبل؟ هل يوجد سلة "عروض متكاملة" الى لبنان كالتي تقدمها الدول الأخرى؟ وهل الأسعار المقدمة للراغبين بالمجيء الى بيروت، قادرة على منافسة مدن مثل إسطنبول وشرم الشيخ وأثينا ... ؟؟ وما هو دور الدولة اللبنانية في مساعدة إتحاد النقابات السياحية لإعادة الحركة الى سابق عهدها؟

كل هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها رئيس "نقابة اصحاب المطاعم" وعضو إتحاد النقابات السياحية  طوني رامي في هذه المقابلة مع "الإقتصاد".

- بداية ما هي تحضيراتكم كقطاع مطاعم خصوصا وإتحاد النقابات السياحية عموما للموسم السياحي المقبل؟ وهل بدأتم بتحضير سلة عروض متكاملة (Packages) للراغبين بالقدوم الى لبنان خلال عطلة الصيف؟

أريد الحديث بداية عن موضوع السياحة اللبنانية المتزايدة الى الخارج الـ"OutGoing"... فنحن حقيقة متخوفين من هذه الحركة المتزايدة بإستمرار، إذ لمسنا ذلك بشكل كبير خلال عطلة عيد الفصح حيث قصد آلاف اللبنانيين مدينة شرم الشيخ المصرية التي تقدم بأسعار متدنية جدا ومغرية (5 أيام بفندق 5 نجوم بالإضافة الى سلة متكاملة بسعر 700 دولار).

لذلك متخوفين من هذا الأمر خصوصا أن الوضع الأمني في كل من تركيا ومصر ليس جيدا مما دفع الأسعار للإنخفاض بشكل كبير وجذب أعداد لابأس بها من اللبنانيين.

في نفس الوقت هناك  "OutGoing" أيضا من لبنان الى مدينة برشلونة الإسبانية والجزر اليونانية.

لذلك فإن بين كل من اليونان وتركيا وشرم الشيخ وأسبانيا، نحن بحاجة ماسة للبحث عن أسواق بديلة للسياح الخليجيين .. وعلينا أن نسعى لإستقطاب سياح من كل العالم، وهذا يحتاج الى تعاون بين النقابات السياحية كافة ودعم أيضا من الدولة للبنانية من خلال وزارة السياحة لتحقيقه.

ونحن حاولنا منذ فترة إستقطاب السياح الأردنيين الذين خسرهم لبنان جراء إقفال الحدود البرية مع سوريا، وحاولنا الحصول على تذاكر سفر مدعومة، ولكن للأسف الهواء في لبنان مقفل، وطيران الـ"Easyjet" غير متوفر... ورغم محاولاتنا الكثير من خلال إتحاد النقابات السياحية الذي يضم نقابة الفنادق ونقابة مكاتب السياحة والسفر والمؤسسات السياحية البحرية .. لم ننجح في الحصول على هواء لإستقدام الـ"Easyjet"، ونحن بحاجة الى دعم من الحكومة اللبنانية لنتمكن من إستقدام شركات طيران رخيصة.

- إذا أردنا الحديث عن أسعار الـ"Packages" الى لبنان ... كم تبلغ كلفة قضاء 5 أيام تقريبا في بيروت؟ وهل الأسعار الموجودة قادرة على منافسة الدول المجاورة؟

إذا أردنا الحديث عن أسعار الفنادق والمطاعم في لبنان فهي ممتازة، وأقل من الأسعار الموجودة في تركيا ومصر، ولكن المشكلة هي في تذاكر السفر، حيث لا يوجد كما ذكرنا شركات طيران تقدم تذكرة رخيصة الثمن الى لبنان.

فأسعار التذاكر الى لبنان مقارنة مع سعر التذكرة الى تركيا ومصر مرتفع جدا، ونحن نتوقع أن تشكل قبرص هذا العام منافسة كبيرة أيضا للبنان خصوصا أن الأسعار التي تقدمها مدروسة ومناسبة بشكل كبير.

- هل تقومون كنقابة المطاعم بمبادرات لتشجيع الحركة الداخلية على أقل تقدير؟

نحن كنقابة نسعى دائما لتحفيز الحركة من خلال عدة خطوات.. وكان آخرها توقيع إتفاقية مع شركة "MKElectronics"  الوكيل المعتمد لشركة  "Beinsports"يتم بموجبها اعطاء باقات Beins الرياضية الخاصة ببطولة كأس اوروبا لكرة القدم  للمطاعم والمقاهي باسعار مخفضة ... وهذه المبادرة ستساعد على زيادة الحركة في المقاهي خلال بطولة أوروبا لكرة القدم التي تبدأ في حزيران وتستمر لشهر كامل.

كما يساعد هذا الإتفاق المقاهي على تقديم أسعار مدروسة ومناسبة للجميع خصوصا أن السوق اليوم يشهد منافسة كبيرة، ورفع الأسعار لا يناسب أحد.

- كيف تقيم أداء القطاع ككل خلال العام 2015 والربع الأول من 2016؟ وكم سيؤثر تزامن شهر رمضان المبارك مع بداية موسم الصيف على الحركة برأيك؟

مع بداية العام 2015 كان أداء القطاع ممتازا نسبة للأوضاع الداخلية والمحيطة، ولكن أزمة النفايات التي عصفت بالبلد أثرت كثيرا على الحركة في قطاع المطاعم حيث إنخفضت أكثر من 50%.

والأن مع بداية فصل الصيف بدأ الحديث في بعض وسائل الإعلام عن عودة متوقعة للنفايات الى شوارع بيروت، لذلك نتمنى عدم الإستهتار بهذا الموضوع وننبه السياسيين لإتخاذ كافة الخطوات اللازمة، لان ملف النفايات أثر على القطاع السياحي أكثر بكثير مما أثر الموضوع الأمني.

اما بالنسبة لشهر رمضان، فنحن إعتدنا في السنوات الثلاث الماضية على الأمر حيث تزامن هذا الشهر الفضيل مع قدوم موسم الصيف، وعلينا أن نتأقلم مع الموضوع وننتظر بدء عطلة الصيف.

- ما هي توقعاتكم لموسم الصيف المقبل؟

سمعنا من السفير السعودي مؤخرا بأن هناك دعوات ومحاولات لقدوم الرعايا العرب الى لبنان من جديد، نتمنى أن يكون هذا الكلام حقيقي وفعلي، لأننا في لبنان لا نحتاج فقط الى عدد سياح معين.. بل نحتاج الى نوعية سياح معينة تمتلك قدرة شرائية جيدة... كما أن مدة الإقامة هي عامل مهم في رفع مداخيل القطاع السياحي.

نأمل أن يكون هذا الصيف جيد رغم كل الصعوبات التي نواجهها.