أظهرت أسهم فيسبوك التي خضعت لضغط بيع شديد، علامات على الاستقرار أمس (الأول) بعد أن انخفض السهم إلى أقل من نصف سعره عند الاكتتاب العام الأولي.

وجاءت التقلبات في تداول أسهم الشبكة الاجتماعية في وقت يدور فيه نقاش بين المستثمرين في وول ستريت حول ما إذا كانت أسهم الشركة قد وصلت إلى القاع. وعند ظهور أسهم الشركة لأول مرة في السوق في أيار (مايو) الماضي كانت معروضة بـ 38 دولارا للسهم، لكنها لامست أمس (الأول) 18.75 دولار.

وقال يوري لاندسمان، رئيس شركة ​بلاتينيوم بارتنرز​: ''بالنسبة لأولئك الذين يحبون هذا القطاع ويحبون الشركة، التي لديها في نهاية الأمر مليار مستخدم فربما كان من الجيد أن عمليات البيع في الأسبوع الماضي أوجدت فرصة للشراء''. لكن المستثمرين المتشائمين استمروا في بيع السهم على المكشوف بكميات كبيرة، وهي تداولات استفادت من انخفاض سعر السهم.

وظلت المراكز المكشوفة تسجل زيادة مستمرة منذ الطرح العام الأولي لأسهم فيسبوك حتى لامست مستوى قياسيا في الأسبوع.

وشهد الثلاثاء الماضي انتهاء أولى حالات الحظر ما أتاح لمستثمري ما قبل الاكتتاب العام ضخ 271 مليونا من أسهم الشركة في السوق. وستنتهي حالات حظر أخرى في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وفي أيار (مايو) من العام المقبل وستطلق جميعها 1.64 مليار سهم، وفقا للنشرة التوضيحية الخاصة بالاكتتاب العام في أسهم فيسبوك.

وقال بيتر بوكيير، محلل الأسهم لدى بنك ساكسو: ''إن أسهم فيسبوك ليست لضعاف القلوب، لأن الفترة من الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة بالغة الأهمية''.

ووصل الاهتمام ببيع أسهم فيسبوك على المكشوف أمس الأول مستوى قريبا أعلى مستوى على الإطلاق مع استلاف المستثمرين نحو 83 في المائة من 80.4 مليون سهم هي الأسهم المتاحة للتسليف، وفقا لشركة ماركيت للتزويد بالبيانات. وهذا يعني أن 4.6 في المائة من أسهم الشركة المتاحة للتداول العام صارت في يد مستثمرين يراهنون على مزيد من الانخفاض في سعر سهم فيسبوك.

كذلك استمر تزايد تكلفة استلاف الأسهم، ما جعل من التداول على المكشوف عملية باهظة التكلفة.

وقال سيمون كولفين، من شركة ماركيت: ''مرة أخرى يتم استلاف أكثر من نصف الأسهم في برنامج التسليف''. وأضاف: ''بشكل عام الناس يدفعون تكلفة أكبر لاستلاف الأسهم، بسبب العرض والطلب في السوق''.

وقال أوليفر بورش، الذي يدير محفظة مالية في شركة جاري جولدبرج للخدمات المالية: ''إذا كنت لا تملك هذا السهم السندات، فلا يوجد سبب الاندفاع إلى شرائه. فالسعر يقترب من القيمة الحقيقية، لكنني ما زلت لا أراها صفقة رابحة''. وتابع: ''بما أنني قلت ذلك، إذا كان لديك مركز مكشوف في فيسبوك، فربما رغبت في التحوط''. وانخفضت أسهم فيسبوك رغما عن النجاح الذي حققته اكتتابات عامة أخرى في مجال التكنولوجيا هذا العام. فقد حققت الاكتتابات الأخرى البالغة 22 اكتتابا في القطاع نفسه خلال عام 2012 مكاسب بلغ متوسطها حتى نهاية الأسبوع الماضي 25 في المائة، وفقا لبيانات مركز أبحاث إس آند بي كابيتال.