العديد من الأفراد يعيشون حياة مهنية روتينية، يستيقظون صباحاً للذهاب إلى العمل من دون أية دوافع أو حوافز سوى استمرار حياتهم على الحال التي هي عليه، قد يكون هذا الأمر غير معيب، الا ان هؤلاء الأشخاص لن يصلوا الى مناصب تنفيذية في العادة، بينما يصل أقرانهم قبل سن الـ 30. 
 
بدوره، قام موقع "كوارتز" بنشر 10 نصائح يعرفها اولئك الذين ينهضون صباحاً من فراشهم بكل نشاط قبل الذهاب للعمل، ويؤثرون على آلاف من الأفراد عن طريق ما يدركوه هم ولا يدركه غيرهم.
 
واليكم هنا 10 نصائح مهنية قد تخفى عن الكثيرين:
 
التعليم الحقيقي يبدأ بعد الجامعة
 
تكشف العديد من الدراسات الى ان ما يتعلّمه الشخص في المدارس والجامعات لا يحمل قيمة كبيرة -كما هو متصوّر- في الحياة العملية.
 
فالناجحون قد يقرأون كتاباً على الأقل في الأسبوع، ويستمعون للإذاعات، ويحضرون المؤتمرات، ويطّلعون دائماً على الأبحاث الجديدة، فضلاً عن تحدّثهم مع 
 
أشخاص آخرين لهم إسهامات كبيرة، ليتمكنوا عن طريق ذلك من الربط بين النقاط. أما توسعة المدارك فإنها تضمن للفرد النظر للعالم من خلال زاوية مختلفة عن تلك التي ينظر بها الآخرون.
 
المستحيل ليس الا وهم
 
ما يراه الشخصُ واقعياً يعتبره كذلك بناء على الخبرات السابقة التي واجهته، فبعض الأمور ربما تبدو مستحيلة اذا لم ير هذا الشخصُ أن تحقيقها ممكناً من قبل.
 
كما يعتبر بعض أبناء الطبقات التي لم تتوافر لديهم إمكانيات للتعليم، أن دخولهم في مجال مهنة الطب أمرٌ بعيد المنال، ليس لسبب سوى أنهم لم يتسن لهم عيش تجربة مع قريب أصبح طبيباً.
 
وفي الحياة العديد من الامور التي قد يأخذها شخص ما بالتسليم، بينما يراها شخص آخر على أنها أمر خارق للعادة أو غير واقعي. والتصرف السليم هنا في أن يطّلع الشخص على نماذج أفضل في مجال عمله، أو أن يقرأ كتبا للمتميزين بهذا المجال، أو يستمع الى مقابلاتهم، فضلاتً عن أن يدرس ما فعلوه للوصول إلى ما هم عليه، وفي النهاية المستحيل سيصبح واقعياً.
 
الفائز الحقيقي يدخل من باب ثالث
 
في العادة يكون لكل الأماكن باب أول مخصص للدخول، يصطف خارجهُ نحو 99% من الناس آملين في الدخول، فضلاً عن وجود باب ثان مخصص لرجال الاعمال والأثرياء حتى لا ينتظروا في الصف، وهنا يكون للخبير مهمة في البحث عن باب ثالث يشكّل مدخلًا يتيح للشخص إظهار تميزه، بأن يتّبع طريقة غير تقليدية للوصول إلى مبتغاه، بمعنى أنه لا بد أن يكون هناك طريق لمن يريد أن يتميّز.
 
ويذكر أن الشخص لا يحصل على فرص غير تقليدية إلا باتخاذ خطوات مغايرة عن تلك التي يسلكها الغير. والشخص إذا أراد الحصول على وظيفة أحلامه، فلن يكفيه تقديم سيرته الذاتية عبر الإنترنت، بل ينبغي أن يلاحظ القواعد غير المعلنة حوله، وأن يعطي الناس ما يريدونه قبل أن يُطلَب منه.
 
الشعور بعدم الملاءمة شيئ جيد
 
اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى ان الآسيويين يُبلون بلاءً حسنًا على الصعيد الاقتصادي، فالهنود الأميركيون يكسبون 90 ألف دولار سنوياً، مقارنة بالمتوسط الأميركي البالغ 50 ألف دولار.
 
ويشير التقرير الذي أعجدته الصحيفة الى ان تلك الجماعات يعتقد أنها تعمل بشكل أفضل من غيرها وذلك يعود لأسباب ثقافية، كما تشترك مع بعضها في صفات ثلاث، هي: عُقدة الفوقية، والشعور ببعض عدم الأمان، والسيطرة على الانفعالات. والاعتقاد بأن الشخص يمكنه الوصول إلى ما يريده تقريباً، والانضباط، والشعور بعدم الأمان، من الممكن أن يكون معادلة صحيحة لمجال مهني ناجح ومؤثر.
 
متطلبات الوظيفة قابلة للتفاوض
 
في الحياة العديد من الأمور التي يعتقد الكثيرون أنها غير قابلة للتفاوض، الا انها في الواقع يمكن التفاوض بشأنها الى حد كبير، مثل بعض السلع التي نظنُّ قبل شرائها أن سعرها ثابت، لكن بعد أن نقوم بعرض سعر أقل أو طلب تخفيض الثمن، نتفاجأ بموافقة البائع.
 
تقدّم شخصٌ لوظيفة تتطلب خبرة من 3 إلى 5 سنوات، دون أن يمتلك هذه الخبرة، وبدلًا من إرسال سيرة ذاتية والانتظار، عمد الى البحث عن الشركات التي يمكنها تكوين شراكة مع الشركة التي تقدّم لها، وقدّم تلك الشركات لمدير قطاع التوظيف، وتمكن من الحصول على الوظيفة.
 
لذا، وبعيداً عن الوظائف الأكاديمية، كالطب والقانون، فإن متطلبات العمالة قد تكون قابلة للتفاوض الى حد كبير. وينبغي على الفرد إثبات قدرته على تحقيق قيمة اضافية للشركة، والاستعداد لكسر القواعد الروتينية قليلاً، فربما يحقق الهدف.
 
المهارات التي تتيح الفوز بالوظيفة لا تضمن التقدم فيها
 
إن المهارات الأساسية للشخص والتي تخوله الفوز بالوظيفة "كاختبار القدرة على استخدام الكومبيوتر أو تصميم المنتجات" لا تضمن له التقدم الوظيفي في مجال عمله، إذ أن المهارات الأساسية تصبح ثانوية مع مرور الوقت، ويكون المحك في التقدم هو تفاعل الفرد مع الناس.
 
كما أن المرء يحتاج لمعرفة كيفية إضافة قيمة خارج دوره الوظيفي، واكتشاف احتياجات الشركة ومنحها إياها حتى وإن لم يطلب المسؤولون ذلك منه.
 
اختيار المهنة المحببة وعدم القلق بشأن المال
 
تشير معظم الدراسات الى ان متوسط الأجور غير هام إذا ما كان الشخص يسعى للتميّز في عمله، فالكاتب مثلاً قد لا يربح من كافة أعماله، لكن بعضها قد يحجز له مكاناً رفيعاً، وهو ما يضمن له أجراً أعلى.
 
وكما في كل المجالات، فإن الذي يسعى بجد وجهد نحو النجاح سيمتلك مالًا أكثر، ولا عجب في أن أفضل المبرمجين تعاقدت معهم "غوغل"، وهم اليوم يربحون أكثر من أقرانهم الذين فضّلوا الربح من خلال تعليم دروس التشفير الإلكترونية.
 
وينبغي على الشخص أن يختار المجال الذي يستمتع بالعمل فيه ويحبه، ويبذل أقصى جهده، وأن يكون على يقين بأن كل شيء آخر سيأتي له لاحقًا.
 
الخبرة الصحيحة أهم من الراتب الأعلى
 
اشار أحد مديري صناديق التحوّط الى انه في حال كان للشخص أن يختار بين راتب أعلى في موقع وظيفي آخر بعيداً عن مدير ناصح له، فعليه أن يختار البقاء مع المدير الجيّد. كما عليه أن يحافظ على مديره الذي يقدّم له الاستشارات إلا إذا شعر بأن خبرته تزداد بقوة، لأن النصح هو الذي سيجلب له المال على المدى الطويل.
 
وتجدر الاشارة الى ان صغار الموظفين يفتقرون الى الصبر، ويفضلون الراتب المرتفع العاجل "كالقبول مثلاً بوظيفة في شركة مشهورة لنيل اعجاب أصدقائهم وعائلاتهم"، بدلًا من التركيز على الأهداف طويلة الأجل.
 
اختيار الرئيس أهم من اختيار الشركة
 
يرى الكثيرون أنهم في حال حصلوا على وظيفة مهمة في شركة مثل "فيسبوك" مثلاً، فإن الأفضل لهم أن يركنوا إليها مدى الحياة، الا ان الصواب يكمن في العثور على ناصح أمين، وهو الأهم.
 
فحين يكون الشخص مُحاطاً بمجموعة من الناجحين في مجال عمله، فإنه يُعَدُّ واحداً من صميم دائرتهم الداخلية، فيشعر بشرعية في وجوده بينهم، وتسنح له فرص لم تكن متوافرة من قبل.
 
كما أنه من خلال الاختلاط مع الزملاء القدامى بالعمل، سيتجنب الأخطاء التي كلفتهم سنوات من الجهد الضائع. وإذا أحاط الفرد نفسه بأشخاص مناسبين، ستتاح له مزيد من الفرص التي قد لا توفرها له الشركة.
 
الانكشاف جيد
 
من الجيد بعد أن يقوم الشخص بأي إنجاز مهني، أن يكتب عنها إلكترونياً، فهذا الامر قد يساعد غيره في اكتشاف العديد من الخبايا. كما أن هذا الانكشاف يبني عند المرء مصداقية، وكلما زادت رقعة متابعيه، ازدادت ثقة الناس في حديثه وخبرته.