خلال فترة الطفولة، كانت شيرين المصري كأي فتاة أخرى، تخشى الوزن الزائد، لكن زيارتها الى أخصائي التغذية غيرت حياتها، وساعدتها على اختيار مهنتها المستقبلية، فتخصصت في علوم التغذية في "جامعة بيروت العربية"، "BAU". ومنذ اليوم الأول، أدركت أنها في المكان الصحيح، وسعت الى خدمة هدفها النهائي: أن تكون أفضل أخصائية تغذية.

حازت المصري على جائزة "جمال عبد الناصر للتميز العلمي"، وجائزة "Business Idea Award" المقدمة من "Business Entrepreneurship Center"، وهي اليوم تعمل على نيل شهادة ماجستير "Food Identity" الأوروبية.

"الاقتصاد" التقت مع أخصائية التغذية شيرين المصري للحديث عن مسيرتها المهنية، وتطلعاتها المستقبلية، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية بالمقارنة مع النساء في أوروبا حيث تعيش حاليا.

- ما هي شهادة ماجستير "Food Identity" الأوروبية؟ وكيف تمكنت من الاستفادة من هذه التجربة؟

من هذه خلال الشهادة تمكنت، خلال سنة واحدة، من زيارة عدد من الجامعات في 5 دول أوروبية، هي فرنسا، اسبانيا، ايطاليا، بريطانيا، ورومانيا. وكنت أنتقل مع مجموعتي الى بلد جديد كل 3 أو 4 أشهر. وأنا أعمل حاليا على تقديم رسالة الماجستير، وأقوم ببحث علمي حول فاكهة الإجاص، وكيفية تأخير تحولها الى اللون البني بعد التقطيع. وهذا الاكتشاف سوف يساعد كثيرا في القطاع الصناعي.

- هل تفكرين بالعودة الى لبنان في المستقبل القريب؟

أطمح حاليا للحصول على شهادة الدكتوراه في علوم التغذية، وفي النهاية أنا أتابع دراستي من أجل افادة بلدي، اذ أسعى الى تطوير قطاع التغذية في لبنان. كما أن جامعتي تنتظرني لاستكمال مسيرتي التي بدأتها فيها.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

لقد اخترت العمل في هذا المجال منذ أن كنت صغيرة، لأن التغذية هي ما أحب. وفي كل يوم يمر، أشعر أكثر أن هذا هدفي وشغفي في الحياة. وعندما نعطي من قلبنا، سننجح حتما.

وأعتقد أيضا أنه علينا أن نعتني بأنفسنا جسديا وعقليا وفكريا لكي نعيش حياة صحية وسعيدة وناجحة. كما أسعى دوما الى تحسين نوعية الحياة، والدفاع عن حقي بالعيش في بيئة نظيفة، والحفاظ على نمط حياة صحي.

- كيف تمكنت من التنسيق بين حياتك الخاصة وعملك؟

عندما كنت في لبنان، بدأ اسمي بالانتشار في الفترة الأخيرة، لكنني لطالما عمدت الى التنسيق وتحقيق التوازن بين كافة جوانب حياتي، فأنا أعطي الوقت الكافي لنفسي، ولعملي وتلاميذي ومرضاي. وهناك بعض المرضى الذين لا أزال أتابعهم الى حد اليوم، اذ يجب أن نعطي من أنفسنا في هذا المجال، والعمل على الجزء النفسي من العلاج، وتأمين الدعم الكامل للمرضى؛ والسر هو العمل بشغف.

- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقلية؟

أشعر دوما أنني أريد العمل الى أقصى الحدود من أجل تنمية معرفتي وخبرتي، وحتى خلال تواجدي في فرنسا، وفي ظل المنافسة الكبيرة الموجودة، أحاول اثبات نفسي. وفي المستقبل أطمح الى تحقيق الانجازات التي تساعد المجتمع ككل.

أما رؤيتي للمستقبل فبسيطة: أن أكون أفضل أخصائية تغذية، وأعمل على تعزيز نوعية الحياة، ومساعدة المرضى الذين يعانون من ظروف صحية خاصة.

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم؟

أنا متأكدة من أن المرأة اللبنانية هي مثال للشخص المميز، اذ تعرفت على نساء من بلدان وثقافات عدة، وما يختلف في أوروبا هو أن المرأة تتمتع بحضور أكبر في المجتمع، وبدعم أوسع، كما تتمكن من التطور في عملها مثل الرجل، لكنها للأسف تلغي أحيانا حياتها الاجتماعية في سبيل مسيرتها المهنية، وبالتالي تنسى أحيانا أنها امرأة. في حين أن المرأة اللبنانية تستطيع التركيز على كافة جوانب حياتها في الوقت ذاته؛ فهي امرأة عاملة، وزوجة، وأم، وابنة، وصديقة... وبالتالي تهتم بنفسها وبكل محيطها، وهذا الأمر مميز وجميل، لأنها تتمتع برونق خاص، وصدى مميز في الخارج. فهي معروفة بأنها شخص قوي، وتستطيع اثبات أنفسهم أينما وجدت.

- نصيحة الى المرأة.

المرأة لو تولد فقط للزواج والانجاب، وهذا ليس هدفها الوحيد في الحياة، علما أنه يشكل جزءا أساسيا. لكنني أنصحها أن تحقق أحلامها، وكل ما تطمح اليه لكي لا تندم في المستقبل. فالعائلة هي مقدسة، ولكن على المرأة أن تحقق ما تريده، وتتزوج في وقت لاحق.