يشهد العصر الرقمي الحالي تطوراً مذهلاً في المجالات كافة، وذلك بيرجع الى التطور التكنولوجي المتلاحق، الذي يساهم في إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل العالمية المستعصية. وفي هذا السياق كشف موقع "سي ان ان موني" عن 5 ابتكارات واعدة من شأنها إحداث تغييرات درامية في العالم.
 
1. تحويل ثاني أكسيد الكربون الى مواد نافعة:
 
يمثل ثاني أكسيد الكربون 76% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، إذ أنه ينتج من عمليات التنفس والزراعة والمواصلات والتصنيع وغيرها من الأنشطة البشرية، كما يعتبر المتهم الرئيسي وراء ظاهرة الاحترار العالمي وما يترتب عليها من تداعيات مناخية وصحية خطيرة.
 
من هنا جاءت فكرة الباحثة الحاصلة على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة "برينستون" إيميلي كول، حيث أسست شركة "Liquid Light" التي تطمح الى تطوير تكنولوجيا تحول ثاني أكسيد الكربون لمواد نافعة، حيث تقوم بتجميع الغاز من مصدره الأصلي مثل المصانع ومولدات الطاقة وخلطه بالماء في وجود عامل حفاز وموصل للكهرباء، فيتحول إلى "الميثانول" الذي يمكن استخدامه كوقود أو مذيب صناعي أو مادة أولية تدخل في تصنيع العديد من المنتجات النافعة كالبلاستيك والسجاد ومستحضرات التجميل.
 
2. علاج للسرطان بأعراض جانبية محدودة:
 
يجري الباحث في جامعة "لندن كوليدج" فيجاي تشوداساما أبحاثاً منذ 5 أعوام في سبيل اكتشاف علاجات بديلة للأورام، ومن المتوقع أن ينجح في تطوير علاجات تغني عن اللجوء للعلاج الكيماوي تماماً خلال 5 الى 10 سنوات وآثاره الجانبية الحادة.
    
ومن المعروف أن العلاج الكيماوي يسبب أعراضاً جانبية شديدة بجسم المريض لأنه لا يستهدف الخلايا السرطانية وحدها، بل يقتل الأنسجة السليمة إلى جانب الأنسجة السرطانية دون تمييز بينها، مما يتسبب بتداعيات صحية أخرى.
       
ويعتمد البحث المذكور على استخدام الأجسام المضادة لحمل العلاج مباشرة إلى الخلية السرطانية دون مس الخلايا السليمة، وبهذه الطريقة أيضاً يمكن استخدام أنواع أكثر قوة من العقاقير دون الخوف من درجة سميتها لأنها ستستهدف جزءا محددا في هذه الحالة ولن تمتد آثارها لبقية أنحاء الجسم.
     
3. تشغيل الأجهزة التكنولوجية بدون بطاريات:
 
يعمل الأستاذ المساعد في جامعة "واشنطن" شيام جولاكوتا على تطوير تقنية حديثة تتيح تشغيل الأجهزة والاتصال بالإنترنت دون الحاجة لاستخدام بطاريات، وبحسب الفكرة المقترحة فإن الأجهزة ستقوم بالتقاط إشارات التلفاز و"الواي فاي" للاتصال بالإنترنت مباشرة.
 
كما تساهم التقنية التي يعمل عليها شيام بالحفاظ على البيئة، وذلك لأن أجهزة الاتصال تستهلك طاقة أقل في هذه الحالة. وقد أسس "جولاكوتا" شركة متخصصة في الأمور المرتبطة بالبحث مثل عمر البطاريات وقوة الاتصال.
 
4. تطوير مواد نانوية شديدة القوة:
 
النانو هي وحدة قياس متناهية الصغر تساوي 1 على مليار من أي وحدة قياس، فمثلاً يساوي "النانومتر" 1 على مليار من المتر و"النانو ثانية" هو 1 على مليار من الثانية، وهكذا. وقد تمكن باحثون من ايجاد خواص المواد الكيماوية والمادية والبيولوجية وهي بحجم "النانو" تختلف تماماً عن خصائصها في حجمها التقليدي في صورة "الذرة" أو "الجزيء" أو غيرها من أحجام المادة المختلفة.
 
وتطمح جوليا غرير التي عملت في مجال هندسة "النانو" لسنوات إلى استخدام هذه التقنية بهدف التحكم في خصائص المواد المختلفة أثناء عملية التصنيع، وذلك من اجل تصنيع منتجات أكثر قوة وأقل سمكاً مثل أوراق غير قابلة للتمزق وسترات حرارية رفيعة للغاية وتوربينات رياح خفيفة الوزن.
 
وما يزال فريقها يواجه بعض الصعوبات إلا أنه يعمل على حلها، وفي حالة نجاح البحث فسيُحدث طفرة واسعة في طريقة تصنيع الكثير من المنتجات بدءًا من المعدات العسكرية وحتى المنتجات الاستهلاكية.
 
5. آلات لديها القدرة على التفكير:
 
التحق الباحث كوك لي في مشروع "غوغل برين" منذ 4 سنوات، حيث يركز المشروع على جزء متخصص من عالم "الذكاء الاصطناعي" وهو التعلم العميق، أو تعليم الآلات كيف تفكر وتميز تلقائياً بين المعطيات المختلفة. فمثلاً يمكن من خلال هذه التقنية تعليم الحاسوب كيفية التفرقة بين صورتي الكلب والقطة.
 
ويرى لي أن أبحاثه بصفة خاصة ومجال "التعلم العميق" بصفة عامة سيساعد في حل كثير من المشكلات المستعصية في المجالات المختلفة كالتعليم والرعاية الصحية والتغيرات المناخية.
 
تجدر الاشارة الى ان "غوغل" استخدمت بالفعل عدداً من التقنيات التي أفرزها مشروع "غوغل برين" لتطوير خدماتها مثل خدمة تمييز الصوت في نظام "آندرويد" وتحسين نتائج البحث عن الصور وغيرها من الخدمات.