"معهد باسل فليحان" احتفل بيوم المرأة العالمي بحضور نسائي لبناني وعالمي

"كل يوم هو عيد المرأة"، بهذه العبارة استهلت د. ايفون عبد الباقي، مستشارة رئيس جمهورية الاكوادور للشوؤن الدولية، وسفيرة النوايا الحسنة من قبل "اليونكسو"، كلمتها خلال المؤتمر الذي نظمه "معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي"، الثلثاء 8 آذار 2016، للاحتفال بيوم المرأة العالمي.

وأشارت الى أن المرأة يجب أن تتمتع بصفات القيادة والايجابية والفرح، كما عليها أن تجد دوما الحلول للمشاكل القائمة. فوجود المرأة  ليس مجرد واجب على المجتمع تأديته، بل إنه أمر أساسي وبديهي في كل مناصب التغيير في البلاد، وذلك لأنها قادرة على حلّ الأمور العالقة، من خلال رؤيتها الواسعة، وكفاءاتها العالية.

وقالت د. الباقي "هدفي اليوم هو العمل على احلال السلام في المنطقة، فأنا لست شخصا نسويّا 100%، بل أنا شخص انساني، أي أهتم بالانسان بالدرجة الأولى بغض النظر عن جنسه، أو لونه، أو دينه".

وحول مشاركة المرأة في الحياة السياسية في لبنان، أوضحت أن الناس اعتادوا على رؤية السياسيين الرجال، وبالتالي فإن وجود المرأة بات ثانويا بالنسبة الى البعض، اذ تربوا على أساس أن الرجل هو القائد، وهو من يهتم بالشؤون السياسية، ويتسلم الأمور المتعلقة بالتغيير. لكن المرأة بدأت مؤخرا تهتم أكثر بهذه المناصب، ونرى اليوم عددا كبيرا من النساء اللواتي يسعين للدخول والعمل في الحقل السياسي.

أما بالنسبة الى موضوع تمكين المرأة، فلفتت د. عبد الباقي الى أن دور الأهل مهم جدا في تربية الفتيات منذ الصغر على المثابرة لتحقيق أحلامهن وأهدافهن. اذ من خلال التنشئة المبكرة تتعلم المرأة أن تطمح للوصول الى أفضل المراكز، وبالتالي احداث فرق.

وتابعت "المرأة اللبنانية ناشطة الى أقصى الحدود في العمل الاجتماعي، وحققت انجازات كبيرة على مر السنوات، كما ساهمت من خلال هذه المشاريع الاجتماعية في المحافظة على بلدنا لبنان، لكن عليها العمل أكثر بهدف الوصول الى تغيير الأمور الأساسية الأخرى".

كما شددت على ضرورة أن تحافظ المرأة على نفسها ولا تتغير أبدا، شكلا أو مضمونا، لأن كل واحدة منا مميزة على طريقتها الخاصة، وبالتالي لا يجب أن تغير أي شيء في مظهرها أو شخصيتها.

وقالت "أنا لم أخطط يوما للدخول الى المعترك السياسي، لكن حلمي لطالما كات تحقيق السلام في الشرق الأوسط؛ فالحرب الأهلية اللبنانية غيرت حياتي، لأنني رأيت الناس يموتون، والأمهات يبكين على أولادهن دون التمكن من القيام بأي خطوة من أجل وقف ما يحدث. كما أن ترشحي الى رئاسة الجمهورية في الاكوادور غيّر حياتي أيضا، وعائلتي دعمنتي الى أقصى الحدود وشجعنتي على القيام بهذه الخطوة، التي لا أستطيع تحقيقها في لبنان بسبب النظام الطائفي القائم".

من ناحيتها أوضحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، المنسق الخاص بلبنان، سيغريد كاغ، أن المرأة تشارك في 30% من الحياة السياسية في السودان والجزائر، في حين أن مشاركتها في لبنان لا تتعدى نسبة الـ4%، وهذا الأمر مؤسف للغاية، لذلك يجب تشجيع النساء على الانخراط في المجال السياسي أكثر.

وقالت "لا أقبل أبدا بالاجابة عن سؤال: كيف تمكنت من تحقيق التوازن بين عملي وعائلتي وأولادي؟، لأنه يكبر فجوة عدم المساواة بين الجنسين، وبالتالي يجب أن يسأل الرجل أيضا في هذه الحالة، لأنني أعتبر أن المرأة والرجل يستاويان في كافة جوانب الحياة، لذلك لا يجب أبدا التفريق بينهما".

كما لفتت كاغ أن الفشل هو جزء من حياة كل انسان، فبدون الأخطاء لا يمكن أن نتعلم أو ننجح في ما بعد. وختمت متوجهة الى المرأة اللبنانية بالقول: "اخرجي الى العالم، وثابري على النجاح".

وكانت مديرة "معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي"، لمياء المبيض بساط، قد ألقت كلمة الترحيب، قبل بدء الجلسة الأولى بعنوان "نساء رائدات، شهادات من العالم"، والتي شاركت فيها د. عبد الباقي، والسفيرة كاغ.

والجلسة الثانية كانت بمثابة طاولة مستديرة مع نساء رائدات، بعنوان "المرأة في موقع القيادة شريكة في مسيرة بناء وتحديث الدولة"، بمشاركة رئيسة القسم الحقوقي في مركز المعلوماتية القانونية في الجامعة اللبنانية جنان خوري، ومدير عام التعاونيات ورئيس اللجنة الادارية لمكتب تنفيذ المشروع الأخضر بالوكالة غلوريا أبو زيد، ورئيس مصلحة متابعة تنفيذ القرارات في مجلس الوزراء نزيهة الأمين.

كما تحدثت في نهاية المؤتمر مدير عام مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية لينا درغام، عن اطلاق الشبكة اللبنانية للحوكمة المختلطة المنبثقة عن شبكة الحوكمة المختلطة في بلدان المتوسط.