يواجه الإنسان في حياته المهنية العديد من المعوقات التي تزيد من الضغوط النفسية لديه، فتؤثر على أدائه في العمل، ومن جملة ذلك المديرين المتعنتين والزملاء المحبطين، وربما يكون تجاهل تلك الضغوط في كثير من الأحيان هو الوسيلة الأفضل للتعامل معها. لكن بعض المواقف التي يصعب على الموظف أن يتجاهلها. حيث أنها تتطلب من الموظف تصرفاً مباشراً.
 
ولهذا، فقد قام موقع "هفنغتون بوست" برصد 6 من الأفكار والمواقف التي لا ينبغي على الشخص أن يقبلها في عمله، تحت أي ظرف من الظروف.
 
1. الإهانة: يؤثر بعض الموظفين الصمت عندما يتعرضون للقهر من جانب رؤسائهم في العمل، اعتقاداً منهم بعدم جدوى شكواهم، بل ويظنون أن السعي لطلب المساعدة الخارجية سيسبب لهم المزيد من الأذى والضرر، وربما يظلون على هذا الوضع لعدة أعوام يتعرضون خلالها للظلم والاضطهاد دون اتخاذ أي موقف إيجابي لتغييره، فيعانون أقسى أنواع الضغط النفسي.
 
أما التصرف الصحيح: فهو عدم استسلام الموظف لأي من محاولات إهانته أو اضطهاده من قبل أي شخص مهما بلغت درجته الوظيفية، بل يجب عليه السعي للحصول على المساعدة الخارجية على الفور والاستعانة بآراء وإرشادات الخبراء ودعم القيادات الأخرى بالمؤسسة.
 
2. التخلي عن احترام الذات: بعض القيادات تشعر بالإجبار لإدارة الفريق بحسب أسلوب معين لا يتلاءم مع توجهاتهم وأفكارهم، فعلى سبيل المثال لا يكون لهم الحق في تقديم التدريب المطلوب لتطوير أداء الموظف وتحسين أدائه، وتُقابل اقتراحاتهم دائماً بالرفض أو التجاهل، ومع الوقت يزداد شعورهم بالغربة عن الثقافة العامة للشركة ويتحول إلى شعور بالغربة عن النفس مما يفقدهم احترام الذات.
 
أما التصرف الصحيح، فأحياناً يكون الدافع لتقبل هذا الوضع هو جهل الشخص بقيمته ومواهبه وقدرته على إحداث تغييرات استثنائية، وهو يحتاج إلى قدر أكبر من تقدير الذات بعدم الخضوع للضغوط والإصرار على إدارة شؤون العمل المنوط بها بحسب ما يؤمن به، وإن أخفق بذلك في وظيفته الحالية فسيكون عليه البحث عن فرصة أكثر ملاءمة لشخصيته مهما بلغ شقاء المهمة.
 
3. خفض معايير الصدق: تعد معايير الصدق بمثابة المبادئ والقيم الأساسية التي توجه سلوكيات الإنسان، وهي مفهوم ضخم يشمل تحت مظلته العديد من القيم مثل الأمانة والطيبة والثقة والحكمة والولاء والشفافية والموضوعية والصراحة وتقبل الآخر والتعاطف مع مشاكله، والأشخاص الذين يحظون بمعايير محددة وقوية من الصدق تمتاز سلوكياتهم بالأمانة والتكامل والتميز.
 
وقد شهد عصرنا الحديث تخلي الكثيرين عن الالتزام بتلك المعايير دون وعي منهم، وعندما يستفيقون يجدون أنفسهم ابتعدوا كثيراً عن قيمهم الأساسية من أجل التقدم في العمل أو الاستمرار في وظيفة يكرهونها. والكثيرون يعتقدون اليوم أنه من الطبيعي التخلي عن بعض القيم في سبيل الاستمرار بالوظيفة التي لا تناسب ميولهم، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً، فالأشخاص الذين يتمتعون بإحساس عال من الصدق سينجحون في النهاية في العثور على المجال الذي يناسبهم وسيحققون به نجاحاً بارعاً.
 
أما التصرف الصحيح، فهو أن يحدد الشخص أهم قيم لديه ويقدّرها، ويعمل بها في أي وظيفة يقوم بها، كما يُنصح بالابتعاد عن الأعمال والأشخاص الذين لا يشاركونه هذه القيم. 
 
4. تجاهل الهدف من الحياة: يرى الخبراء، أن أكثر الموظفين تعاسة هم هؤلاء الذين لم يكتشفوا مواهبهم الحقيقية وهدفهم الأسمى في الحياة، فإذا لم يكتشف الإنسان الاهتمامات التي تثير حماسه وسعادته فمن المستبعد أن يتمكن من بناء مستقبل مهني متميز وممتع دون تحديد هدفه وإمكاناته الاستثنائية.
 
والتصرف الصحيح هو تخيل الشخص الإنجازات والقيم التي يرغب بالحديث عنها أمام أسرته وأصدقائه ومجتمعه عندما يصبح في التسعين من عمره. وأن يفكر في الممارسات اليومية التي لا يمكنه الاستغناء عنها مهما كانت الظروف كالقراءة مثلاً أو الكتابة أو اكتشاف الأفكار أو مساعدة الآخرين، فهذا كله يساعده على اكتشاف اهتماماته الأسمى في الحياة والتي تمهد بناء حياة مهنية وشخصية غنية ومفعمة بالحيوية والمتعة والقيمة.
 
5. التضحية من أجل المال بكل شيء: تم تأليف الكثير من الكتب وكتابة ملايين المقالات حول علاقة الإنسان بالمال، وكيفية إحداث توازن صحيٍّ بين الحياة والعمل، ومع ذلك يفشل الكثيرون في إحداث هذا النوع من التوازن.
 
يضحي عدد كبير من الموظفين ببعض حقوقه الإنسانية من اجل العمل والترقي، واحياناً لا يكون هذا اللهاث من أجل توفير احتياجات الحياة الأساسية، وإنما لأن هؤلاء تحولوا إلى ما يشبه العبيد لرغبتهم في إبهار الآخرين وتعزيز شعورهم بالأهمية من خلال المال.
 
هؤلاء الأشخاص ينسون الهدف الأساسي من وجودهم الحياة، وأنه يتعدى امتلاك الأشياء وإبهار الآخرين أو دفع الفواتير، ومع أنه لا ينكر أحد أهمية السعي في سبيل الوفاء بالالتزامات المالية، الا انه ليس معنى هذا أن يفقد الشخص روحه الإنسانية في خضم انشغاله بذلك.
 
أما التصرف الصحيح هنا، فهو أن يستفيق الموظف قبل أن يضحي بحياته الإنسانية من أجل المال، ومن الممكن أن يتعرف على هذه الحالة بوضوح عندما يصل إليها، وهي حالة شديدة الالم والإحباط، ولا يمكن للشخص أن يغفلها كما لا يقدر على معالجتها بالمال.
 
6. إهمال الصحة ونوعية الحياة: موظفون كثر يتميزون بقدرتهم على الإنجاز فضلاً عن تمتعهم بالطموح والبراعة ، لكنهم في الوقت نفسه يعانون بالجانبل الآخر من الإحباط والإرهاق واستنزاف الطاقة، وذلك بسبب تجاهلهم لحالتهم النفسية والصحية ، في سبيل سعيهم لتحقيق الطموحات الوظيفية، وعلى الشخص إذا وصل لحد الوهن والشعور بالإعياء واستنفاد قواه بسبب إيقاع العمل، أن يدرك حاجته إلى التغيير الفوري في أسلوب حياته.
 
أما التصرف الصحيح في هذه الحالة، فهو أن يكون الشخص أكثر رحمة على نفسه وشفقة على ذاته، فلا يكلف نفسه ما هو أكبر من طاقتها، كما ينبغي أن يضع راحته الشخصية على رأس أولوياته دون أن يهملها، كما يحب أن يوفي نفسه حقها، ويحاول أن يفي بحقوق عائلته كذلك، فضلاً عن عمله وادارته.