اشارت المديرة السابقة لقسم ابتكار المنتجات في "بيبسيكو" مينا منشارامني، في مهمة لتعريف السوق الأميركية بسلعة "صلصة تفاح صحية" لشركة فرنسية، وأصبح المنتج يباع في مغلفات قابلة للعصر يوزع في أميركا الشمالية تحت اسم "غوغو سكويز" حيث كان يتم توزيعه بشكل محدود وكانت العوائد السنوية لا تتجاوز 6 ملايين دولار.

الى ان الوضع تغير وصار منتشراً على رفوف المحلات والمتاجر، بحيث أصبح يحقق 70 مليونا كعوائد سنوية و100 مليون دولار من أرباح مبيعات التجزئة. إذن، كيف تمكنت منشارامني من تنمية حجم منتجها بهذا الشكل الهائل خلال عامين فقط؟ إليكم كيف نجحت في هذا:

وضع طموحات سقفها السماء:

وأدركت منشارامني أن هناك سوق قوية لهذه المنتجات، حيث اعتمدت في رسم هذا التصور على تنامي الطلب على الوجبات الخفيفة الصحية والسريعة، فمنتج "غوغو سكويز" بنهاية المطاف مكون من فاكهة خالصة ويسهل تناوله في أي مكان وزمان، وكل هذه العوامل شجعتها على وضع طموح كبير. فقد كان المنتج يباع في بعض المتاجر، لكن عملية التوزيع لم تكن تتم بالشكل المطلوب، ما قادها إلى وضع خطة سريعة تقتضي بتوسيع النطاق، أي استهداف سلسلة متاجر كبرى مثل "تارغيت" و "وول مارت"، والتفكير في نقاط توزيع جديدة مثل المطارات ومحال البقالة ومتنزهات الألعاب، وذلك بهدف تسهيل وصول المنتج إلى المستهلك.

التخطيط والاستثمار المبكر:

قالت منشارامني بخصوص هذا الأمر: "قمت بتشجيع المستثمرين على الاستثمار في مرحلة مبكرة، وأردت خلق فريق عمل بأقصى سرعة لنتمكن من تلبية الطلبات المستقبلية بدون مواجهة أية عقبات".

وتجدر الاشارة الى ان شركتها بدأت مع انطلاقتها عام 2010 بموظفين اثنين، وكان الفريق يعمل في مكتب يتقاسمه مع شركة أخرى. ثم قامت في 2011 بتوظيف 6 مندوبي مبيعات و8 استشاريي تسويق وانتقلت إلى مكتب جديد في نيويورك.

وقد بات اليوم يعمل لدى منشارامني 30 موظفاً في أقسام المبيعات والتسويق والتزويد والتمويل، كما أن لديها 90 عاملا أيضا، بالإضافة إلى أن شركتها ستنتقل إلى مكتب أكبر.

تحري الحكمة عند التوظيف:

الوتيرة السريعة عند التوظيف هو أمر غاية في الخطورة. تقول منشارامني بهذا الصدد: "عليك اختيار الأشخاص المناسبين ومن ثم التفكير في تنميتهم".

ونلاحظ هنا أنها كانت مضطرة للعمل بسرعة، لكن بدون اندفاع، فهي تشرف على عملية التوظيف شخصيا، حيث تقابل كل مرشح للوظيفة مرتين أو 3 وتقضي معه وقتاً طويلاً لمحاولة اكتشاف مهاراته المطلوبة وطبيعة شغفه نحو العمل. وتضيف: "أعلم أن هذه العملية تستهلك وقتا كثيرا، لكنها أهم شيء علي القيام به".

الاقتصاد في النفقات:

بالرغم من نجاح منشارامني في إقناع المستثمرين بالاستثمار في مرحلة مبكرة وسريعة، لكنها حافظت على انضباطها في الإنفاق. تقول هنا: "لا يجوز التصرف باندفاع وطيش، علينا الانتباه إلى كل تفاصيل نفقاتنا، وإلا فاقت مصاريفنا نسبة الأرباح".

وسنذكر هذا المثال، لقد التزمت شركتها بتحديد ميزانية تسويق متقشفة، بحيث أطلقت حملات ترويجية مدروسة التكاليف كما أنها استهدفت مواقع التواصل الاجتماعي وكسبت 115 ألف معجب وغيرها من الأساليب.

الخروج من نطاق المكتب:

لم ترد المديرة السابقة لقسم ابتكار المنتجات في "بيبسيكو" مينا منشارامني، وضع خطط لتنمية شركتها أبدا. وتقول بشأن هذا الموضوع: "علينا المحافظة على تواصلنا مع زبائننا وتجارنا بطريقة ودودة للغاية، فأنا لا أريد أن تفصلني أية حواجز عنهم". أما الخطوات الفعلية بهذا الصدد فهي كالتالي: فالشركة تواظب وتهتم بتلقي مكالمات الزبائن سواء أكانت متعلقة بشكاوى أو شكر ومديح، كما أن طاقمها يراقب شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، ويقيم مناسبات خاصة لإتاحة الفرصة أمام الزبائن لتجربة عينات من المنتجات الجديدة بغية سماع آرائهم وانتقاداتهم مباشرة وعلى أرض الواقع.

الحفاظ على التركيز:

ترى منشارامني أن التحدي الذي يمثل أمامها الآن هو مواصلة تنمية شركتها من دون أن يشتت انتباهها ظهور منافسين جدد في السوق أو الدخول في مضامير خارجة عن نطاق تخصص الشركة. ونلاحظ بأنهم بدؤوا يؤسسون لعلاقات عمل مع خطوط طيران "جيت بلو" ومتاجر "سيفين إليفن" وغيرها.

وتختتم منشارامني بالقول: "أتمنى أن تنضم شركتنا خلال عامين أو 3 إلى العلامات التجارية التي تحقق أرباحا تصل من 300 إلى 500 مليون دولار." وتضيف: "يمكننا أن نكبر أكثر إذا التزمنا بمجال عملنا الذي نبرع فيه".