زاد مؤخراً الحديث كثيراً حول دقة عمل ميزات الأمان والتشفير الموجودة داخل تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، والتي يستعملها المستخدمون حول العالم بشكل يومي ومتواصل، كما تدور العديد من النقاشات حول أي من هذه التطبيقات يمكن للشركات الداعمة لها أن تقرأ رسائل المستخدمين واي منها لا يمكنها ذلك.
 
هذه المسألة تأخذ حيزاً كبيراً من بال أولئك الذين يطمحون الى دخول المعتركات السياسية أو الرئاسية، ومن ذلك مدير "مكتب التحقيقيات الفدرالي - FBI" جيمس كومي، الذي وجه عدد من الانتقادات العلنية الى شركات التقنية الحديثة بشأن ممارسات التشفير الخاصة بهم.
 
وتجدر الاشارة الى ان تطبيق المراسلة "واتساب" المملوك حالياً لشبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي كان قد تم حظره بشكل مؤقت في البرازيل الاسبوع الماضي، وذلك لأن الشركة لم تقم بتسليم بيانات مستخدم لديها الى السلطات، كما ادعت أنها لا تملك أي معلومات عنه. وهذا الحظر المؤقت للتطبيق في البرازيل أدى الى حصول تطبيق "تيليغرام" المنافس له على نحو 5.7 مليون مستخدم جديد من البرازيل في يوم واحد.
 
وأغلب تطبيقات المراسلة هذه تقوكم الشركات القائمة عليها بتشفير الرسائل التي يتم إرسالها بين جهاز المستخدم وخوادم الشركة، وبالرغم من ذلك، فإن الشركة تبقى قادرة على قراءة هذه الرسائل إذا ما لزم الأمر..
 
وهنا تكون المشكلة لدى هذه الشركات التي تدعم ميزات تشفير الرسائل الخاصة لمستخدميها ضمن تطبيقاتها من نوع "end-to-end"، الامر الذي يشير الى انها غير قابلة للقراءة الا على جهاز المرسل والمتلقي فقط، ما يعني ان شركات المراسلة أيضاً لا يمكنها قراءة الرسائل.
 
وتقدم معظم الشركات اليوم ومنها "آبل"، هذا المستوى من الأمان أو ما يشابهه، وذلك في سبيل إرضاء مستخدمي أجهزتها أو تطبيقاتها، الذين يبحثون عن خصوصية تامة، بينما لا تحب سلطات إنفاذ القانون هذا الأمر اطلاقا، لانه يشكل الى حد ما تهديداً خطيراً، من وجهة نظرهم.
 
وفي هذا التقرير، سنعمل على تقديم المعلومات المتوافرة والمنشورة حول الشركات التي يمكنها قراءة الرسائل الخاصة للمستخدمين، وتلك التي لا يمكنها ذلك، بحسب ما تصرح به الشركات وتقنيات التشفير التي تقوم باستخدامها.
 
التطبيقات التي ليس بإمكانها قراءة رسائل المستخدمين:
 
تطبيق "iMessages" للمراسلة: هذا التطبيق التابع لشركة "آبل" يعمل على تشفير الرسائل بحسب تشفير "end-to-end"، ما يعني أنه غير قادر على قراءة تلك الرسائل إلا من خلال هواتف المستخدمين فقط، ولا يمكن لشركة "آبل" قراءة الرسائل.
 
وتجدر الإشارة هنا إلى ان بإمكان "آبل" قراءة رسائل المستخدم في حال قام بعمل نسخة احتياطية من رسائله ووضعها على "اي كلاود" مثلاً، وقد تجبر شركة "آبل" وقتها على تسليم هذه الرسائل الى السطات في حال تم تقديم أمر قضائي مناسب.
 
تطبيق "واتساب" للتراسل الفوري: قامت "واتساب" بالاعلان عن إصدار تشفير "end-to-end" لجميع مستخدميه تقريباً، إلا انه لم يعلن عن ذلك بشكل رسمي حتى الآن.
 
كما تدعي الشركة انها لا تخزّن أي من الرسائل على خوادمها، الامر الذي يشير الى ان من غير الممكن تسليم هذه الرسائل الى سلطات إنفاذ القانون، مما يسبب مشاكل عدة للتطبيق في البرازيل وغيرها من الدول.
 
تطبيق "تيليغرام" للتراسل الفوري: الرسائل على "تيليغرام" يمكن أن تكون خاصة بشكل كامل في حال أراد ذلك المستخدم، إذ أن الشركة تقدم تشفير "end-to-end" في حال قام المستخدم بتفعيل ميزة المحادثات السرية، وبالتالي لا يمكن للشركة قراءة هذه الرسائل. وتقول الشركة انه يتم تخزين الرسائل العادية على خوادمها لكنها مع ذلك لا تقوم بالإطلاع عليها أبداً.
 
تطبيق "سيغنال" للمراسلة: يستخدم هذا التطبيق المملوك لشركة "أوبن ويسبر سيستمز" تشفيراً من نوع "end-to-end"، وتصرح الشركة بذلك بشكل واضح عبر موقعها على الانترنت، كما تضيف بأنه من غير الممكن الوصول إلى محتويات هذه الرسائل المرسلة من قبل المستخدمين.
 
التطبيقات التي بإمكانها قراءة رسائل المستخدمين:
 
"Kik" للتراسل الفوري: هذا التطبيق لا يوفر لرسائله تشفيراً من نوع "end-to-end"، ما يثبت أن بإمكان الشركة القائمة عليه قراءة تلك الرسائل نظرياً.
 
وقد أعلنت الشركة انها تحذف رسائل المستخدم من خوادمها فور انتهائها من تسليمها إلى جهاز المستلم، وان الفترة الزمنية التي يمكنها قراءة رسائل المستخدم فيها قصيرة جداً، وتشير الى انها غير قادرة على تسليم تلك الرسائل الى سلطات إنفاذ القانون.
 
"فيسبوك مسنجر" و"نستاغرام: تعمل شركة "فيسبوك" على تشفير الرسائل المرسلة في الطريق بين جهاز المستخدم وخوادم الشركة، ويتم تخزين تلك الرسائل لديها، وذلك فيما يتعلق بتطبيقي "فيسبوك مسنجر" و"إنستاغرام"، ما يعني ان "فيسبوك" قادرة على تسليم كل رسائل مستخدميها الخاصة الى سلطات إنفاذ القانون.
 
"هانغ آوتس" للمراسلة: تقوم شركة "غوغل" القائمة على التطبيق بتشفير الرسائل المرسلة في الطريق بين "هانغ آوتس" وخوادمها، كما بإمكنها قرائتهافي حال لزم الأمر. وتستعمل الشركة التشفير فيما يخص الرسائل الموجودة على خوادمها لمنع الآخرين من اصطياد أو قراءة تلك الرسائل، لكنها تملك مفتاح فك تشفير تلك الرسائل، ما يعني ان بإمكانها تسليم كل الرسائل الى السطات في حال اقتضى القانون.
 
تطبيق "سناب شات": هذا التطبيق يعمل بشكل مشابه لقوانين شركة "غوغل"، إذ أن رسائله تبقى مشفرة طالما أنها موجودة على خوادم "سناب شات"، وتملك الشركة مفتاح فك تشفير تلك الرسائل في حال لزم الأمر.
 
وتدعي الشركة أنها تقوم بحذف الرسائل في أقرب وقت بعد أن يقوم المتلقي بفتح تلك الرسائل، كما تدعي ان الرسائل التي يتم تسليمها عادة لا يمكن استردادها من خوادم "سناب شات" من قبل أي شخص لأي سبب من الأسباب، لكن يتم الاحتفاظ بالرسائل الغير مفتوحة على خوادم الشركة لمدة 30 يوماً قبل أن يتم حذفها نهائياً، ما يعني ان "سناب شات" قد تضطر إلى تسليم الرسائل الخاصة في حال كان ذلك الامر مطلوباً منها بموجب القانون.
 
شبكة "تويتر" للتدوين المصغر: لا تعمل الشركة على تشفير الرسائل الخاصة في تطبيقها عبر تشفير "end-to-end"، ما يعني ان بإمكان الشركة تسليم تلك الرسائل الخاصة الى سلطات إنفاذ القانون اذا ما لزم الامر، وتم تقديم طلب لذلك.
 
تطبيق "سكايب": لا يقدم "سكايب" المملوك لشركة "مايكروسوفت" ميزة تشفير "end-to-end" للرسائل الفورية، كما تخزّن الشركة الرسائل التي تتلقاها على خوادم "سكايب" لوقت قليل، مما يعني ان بإمكانها تسليم هذه الرسائل الخاصة الى السلطات في حال تم طلب ذلك بموجب القانون.