ذكر تقرير صادر عن إحدى المواقع الإقتصادية العالمية يضم أسماء أبرز خمس مدراء من العرق الأسمر، إستطاعوا خلال مسيرتهم المهنية في مجال عالم التقنيات وإدارة الأعمال من تغيير وجه "وادي سيليكون" الشهير، وتعتبر هذه المنطقة أصبحت مشهورة بسبب وجود العدد الكبير من مطوري ومنتجي دائرة تكاملية، وحالياً تضم جميع أعمال التقنية العالية في المنطقة، حيث أصبح اسم المنطقة مرادفاً لمصطلح التقنية العالية.

ستايسي براون فيلبوت (مديرة العمليات في تاسك رابيت) :

تبلغ من العمر40 سنة، نشأت في ولاية ديترويت، تقول إنها "تصادف يومياً أشخاصاً من ذوي المهارات العالية لكنهم لم يتكمنوا من العثور على فرص عمل جادة".

إخترتها مؤخراً مجلة "فوربيس" كواحدة من بين 40 شخصية في عالم التقنيات، والذين لم تتجاوز أعمارهم سن الـ40، وقد أمضت 9 سنوات من حياتها العملية في شركة "غوغل"، كما أنها شغلت منصب إداري مهم في شركة "إتش بي"، ولها الفضل في تأسيس شبكة خاصة بذوي العرق الأسمر على موقع غوغل، وجاء دورها لتعزيز اللاعنصرية وثقافة التنوع في الشركة. وهي حاصلة على شهادة دراسات العالية في التقنيات من جامعة "ستانفورد".

تعتبر فيلبوت أن عملها كمديرة التنفيذية لشركة "تاسك رابيت" هو بمثابة ثورة في العمل اليومي، إذ تساعد الشركة في خلق فرص عمل لأشخاص يجدون الصعوبة في ذلك ولديهم مهارات كبيرة.

فضّلت حياتها العملية عن حياتها الزوجية، حين إختارت السفر إلى الهند لإدارة تسويق موقع "غوغل" في هذا البلد، وترى انها وجدت بعض الصعوبات في خلق توازن بين حياتها العملية والخاصة، مؤكدة ان مع إختياراها السفر إلى الهند فضّلت بذلك عملها عن حياتها العائلية.

تستشهد فيلبوت بقول مأثور لمارتين لوثر كينغ وفحواه أن "قوة الإنسان الحقيقي تكمن في تحديه للظروف والمصاعب".

وتتوجه إلى الجيل الجديد بنصيحة مفاداها أن عليهم التعلّم من الأجيال السابقة، فكل مرحلة هي تتمة للأخرى، وعلى الجيل الصاعد إضافة خبرات وتجارب جديدة على خبرات سابقة، لأن الحياة العملية بمثابة ملعب كبير.

مورغان ديبون مؤسسة موقع "بلافيتي.كوم" (balivity.com):

تبلغ من العمر 26 سنة، خلال دراستها في جامعة "سانت لويس" في واشنطن، لاحظت ذلك التجمع الكبير لطلاب من أصحاب البشرة السمراء، في جامعة اكثريتها من العرق الأبيض، على طاولة واحدة منعزلين عن الآخرين يتحدثون في مواضيع وامور مختلفة.

هذا الوضع إستدعى ديبون وزملائها (من العرق الأسمر) لتأسيس موقع متخصص بهذه الشريحة التي لا تزال تواجه بعض العنصرية في أميركا، وفي العام 2014 أسست مع شريكها هارون صمويل موقع "بلافيتي" المتخصص بعلم التكنولوجية والتطور العلمي ويسلط الموقع أخبار شباب من هذا العرق، لديهم مهارات ودراسات في مجال التطور التقني. حيث كانت تخصص ساعات طويلة جدا في إدارة الموقع وتغطية الأخبار، وتبدأ عملها منذ ساعات الفجر الأولى حتى وقت متاخر من الليل.

بدات ديبون اولى خطواتها المهنية وهي لا تزال طالبة في الصفوف المتوسطة حين كانت في سن الـ 14 سنة، حيث كانت تبيع قطع من الحلوى تصنعها بنصفها من مسحوق العصير المختلط بالسكر وتجمده ليصبح صلباً وتبيعه لزملائها بـ25 سنتاً.

تفتخر ديبون بوالدها، الذي كان اول مشجع لها واول من دعمها عبر ترداده أمامها بالقول إن "الشخص الناجح في هذه الحياة هو من يستطيع من خلال دولاراً واحداً ان يحول ربحه إلى دولار ونصف".

وتلفت ديبون خلال حديثها في هذا التقرير إلى أن محتوى المواضيع والأبحاث العلمية العميقة التي يطلقها موقعها، يساهم في تسريع تطوره وجعله الاكثر شعبية في أميركا، وهذا الأمر يتطلب فريق تقني وعلمي ضخم يعمل ليلاً نهاراً، وقد عملنا في بدايات منصتنا الإلكترونية على إطلاق حملة للقاح السحايا والتي لاقت نجاحاً وفائدة على أولئك الاطفال المصابين بهذا المرض القاتل.

كورتني زيغلر مؤسس شركة “ترانس "h4q" :

زيغلر، قبل أن يتحول إلى عالم البزنس والتقنيات، كان فناناً يكتب ويلحن الأغنيات، ولد في ولاية "اوكلاند" الأميركية، يعتبر من المدافعين الشرسين الأوائل عن حقوق المثليين والمتحولين جنسياً، ومن اجل هذه الغاية أوجد زيغلر شركة تهتم بالتطوير التكنولوجي يعمل فيها عدد كبير من المتحولين جنسياً، معتبرا انه يقدم نموذجا مختلفا عن الشركات الأخرى التي تحارب هذه الشريحة من الناس.

ويرى أنه إستطاع من خلال موقعه "h4q" بخلق نوع من المساواة بين هؤلاء وبين الآخرين، كاسراً الجدار العازل الذي كان يحدّ من طاقات المتحولين لا سيما في مجال البرمجة والهندسة الإلكترونية، وهو منذ بدء تأسيس الشركة في العام 2013 حتى اليوم، أوجد فرص عمل لـ600 شخص متحول يعملون في هذه المجالات.

ويشير زيغلر ان خدمة موقعه المدفوعة، هي لتمويل جمعيات إنسانية ودعمها، وليس لجني الأرباح الكبيرة وتوزيعها علينا، فغايتنا في هذا الموقع إنسانية بحتة.

حصل "زيغلر" على جائزة دكتوراه فخرية من معهد  الدراسات الأفريقية الأميركية في جامعة "نورث وسترن"، كما أخرج فيلماً وثائقياً يدور عن حياة متحولات جنسياً من العرق الأسود، والمصاعب التي واجهتهن كونهن من العرق الأسمر أساساً، وثانيا بإعتبارهن شاذات عن المجمتع. كما أسس مجلة "المحامي" وهي متخصصة في الدفاع عن حقوق المدنية لتلك الشريحة، وحصل على المرتبة 29 ضمن أفضل 40 شخصية الأكثر نفوذاً في أميركا وهو تحت سن الأربعين.

شونتيل بولسون المؤسسة المشاركة شركة رأس المال الاستثماري:

عقب تخرجها من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، قامت بولسون (31 عاماً) بتطوير المنتجات لشركة "بروكتر أند غامبل"، كان عملها تطوعي بدايةً، وأتى في سياق التدريب المهني بعد تخرجها من المعهد المذكور، لتصقيل خبرتها.

عادت لتتابع تحصيلها العلمي، فنالت شهادة ماجستير في علوم التربية من جامعة ستانفورد.

هي واحدة من بين 3 نساء ورجل شركاء أصليين في هذه المؤسسة، وهذا الأمر غير عادي في شركة من الشركات المتواجدة في "وادي سيليكون"، وبحسب دراسة لمركز "أرثير إم" فإن 6% من النساء يشغلن مناصب شريكات مستثمرات في المؤسسات الكبيرة.

وفي نصيحة توجهت بها إلى المهتمين بالعمل في مجال التكنولوجي والإستثماري تقول "على الشباب المهتمين لهذا المجال الخضوع لدورات مكثفة ومستمرة فيما خص علم التقنيات، ومتابعة كل المستجدات في هذا المجال وقراءة الكتب وعدم الإكتفاء بما يتعلمونه في الجامعات فقط".

وتضيف " الخبرة العملية بعد التخرج ضرورية جدا، ولو كان العمل مجاني لان الخبرة في حقل العمل تزيد الخبارات وتعزز مقدرة الشخص على التطور وخلق فرص زيادة له".

وترى بولسون أن شركتها ساهمت بشكل كبير في تطوير تطبيق "نيبورد" (nearpod)، الذي ساعد المدرسين على خلق طريقة سهلة في تحضير الدروس، وهذه الطريقة توزعت على عدد هائل من المدرسين في أنجاء العالم، كما قامت شركتها بإستحداث منصّة تساعد الآلاف من 12 مدرسة مهمة في أميركا على خلق التواصل وتبسيط العلاقات الأسرية (بين الاولاد وذويهم).

ماكسين ويليامز : الرئيسة العالمية للتنوع العرقي في "فايسبوك":

تقود ويليامز جهود "فايسبوك" لتحسين التنوع العرقي بين البشر، كما انها تساهم بنشر الوعي بين الشركات لتحفيزها على تشجيع هذا التنوع.

ولدت ويليامز في " ترينيداد وتوباغو"، ودرست في جامعة "ييل ويليامز" كما نالت شهادة في القانون من جامعة أكسفورد في إنكلترا.

تعتقد ويليامز أن الإنسان يخلق دون أن يكون له  أي علاقات أوتواصل مع محيطه الخارجي، لكن الخبرة والإحتكاك تنمي هذا التواصل وتطوره، وإن لا فرق بين شخص وآخر في تطوير نفسه، سوى الإرادة التي تميزنا عن بعضنا، وتقول "قد لا نملك شيئاً للنطلق، ولكن حتماً لدينا الادوات الربانية التي كرسها لنا كي نستخدمها في طريقها الصحيح وكي نتطور ونصل إلى أهدافنا".

تعتبر أن دورها في "فايسبوك" كان صعباً كونه يتطلب الحذر في التعاطي مع مختلف الشرائح البيئية والعرقية، خاصة ان هدف "فايس بوك"هو تعزيز العلاقات الإنسانية بين البشر، وهذا الأمر حساس نوعاً ما ويتطلب الدراية والقدرة على إقناع الناس وكسر حواجز التفرقة بينهم.