على الرغم من الأوضاع الإقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة التي يشهدها لبنان منذ عام 2011، نشهد في السنوات الأخيرة توجها حقيقيا من قبل بعض المؤسسات والشركات الخاصة إضافة الى مصرف لبنان.. لتشجيع ودعم والشركات الناشئة والصغيرة، والإستثمار بشكل أكبر في إقتصاد المعرفة.

وتقوم العديد من المؤسسات والحاضنات التكنولوجية بتنظيم مسابقات سنوية لأصحاب المشاريع والمؤسسات الصغيرة والناشئة بهدف دعمهم وزيادة قدراتهم وخبراتهم في سوق العمل ... ولا شك أن مسابقة "Brilliant Lebanese Awards"  التي ينظمها "البنك اللبناني للتجارة" (BLC Bank) هي أحد أبرز المسابقات التي تُنظم في لبنان، وكانت النسخة الرابعة من المسابقة التي نظمت العام الماضي هي الأبرز حيث تأهل الى المرحلة النهائية 11 شركة لبنانية بارزة... ومن بين تلك الشركات، شركة "BioOil" التي تعمل في مجال معالجة وإستغلال الزيوت النباتية المستعملة وتحويلها الى وقود حيوي يستخدم للشاحنات والمولدات الكهربائية، بدلا من رميه في الطبيعة وتأثيره على البيئة وعلى المياه الجوفية.

وللحديث أكثر عن "BioOil" الشركة اللبنانية الناشئة، وعن طبيعة عملها ومشاريعها الستقبلية.. كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع صاحب الشركة سليم شقرا.

- ما هي شركة "BioOil"؟ وما هي طبيعة عملكم؟

"BioOil" هي شركة بدأت العمل في العام 2003، حيث كانت طبيعة عملنا في البداية تقتصر على جمع الزيوت النباتية المستعملة من المطاعم والمنازل، وبيعها لمعامل الشمع محليا ولمعامل أخرى تستخرج منها مادة الغليسيرين، بدلا من رميها في البحر او الطبيعة والتأثير على المياه الجوفية.

وخلال سنوات من العمل بدات الشركة تتوسع لتشمل كافة المناطق اللبنانية، حيث كنا نقوم بتجميع الزيوت في نقطة واحد ولكن اليوم نحن لدينا أكثر من نقطة.

واليوم نقوم بتصدير كميات الزيت التي نتعامل معها ونعالجها الى عدد من الدول الأوروبية التي تستخدمها كوقود حيوي لتشغيل الشاحنات والمولدات الكهربائية.

- هل تقومون بأي معالجة للزيت قبل بيعه أو تسليمه للمعامل؟

نحن نقوم بعملية "فلترة" للزيت لإستخراج الرواسب منه والمياه، ثم نقوم بتجميعه في براميل أو أكياس بلاستيكية مخصصة لذلك ثم نشحنه الى الخارج حيث يقومون هناك بتحويلة الى "Biodiesel" أو "الوقود الحيوي"، وهو عبارة عن وقود يستخدم للسيارات والمولدات.

ولكن في لبنان لا يستخدم أحد "الوقود الحيوي" لأن وقود الديزل موجود وسعره أقل من سعر صفيحة "الوقود الحيوي" أو حتى صفيحة الزيت، خصوصا بعد إنخفاض أسعار المحروقات عالميا.

- من هو صاحب الفكرة ؟

في البداية بدأت العمل بمفردي حيث كنت أجمع الزيوت من المطاعم والمنازل، وبيعها لصديق العائلة الذي يمتلك معملا لتصنيع الصابون.. عندها كنت في المدرسة، ولكن بعد وصولي الى الجامعة أجريت بحوثاً متعلقة بالطاقة البديلة، وعلمت أن هناك إستخداماً للزيت النباتي المستعمل في بعض الدول، فأحببت الفكرة وسافرت الى الخارج أكثر من مرة وتمكنت من الحصول على عقود مع عدة شركات لتزويدها بالزيت المستعمل، وهذا ما ساهم توسيع الشركة بشكل أكبر.

- أين هو موقع الشركة؟

المعمل الخاص بالشركة موجود في مدينة جبيل، ولكننا نملك مراكز تجميع عديدة في النبطية، البقاع، بيروت، عمشيت، وطرابلس.

- كم تبلغ كميات الزيت التي تتعاملون معها شهريا؟

حاليا نجمع حوالي 400 طن من الزيت شهريا.

- كم يبلغ عدد فرص العمل التي ساهمت في خلقها "BioOil"؟

إستطعنا في "BioOil" تشكيل فريق عمل كبير، حيث بدأت الشركة بشخص واحد ووصلت الأن الى أكثر من 35 موظف ثابت.

- وصلت شركتك الى المرحلة النهائية في مسابقة "Brilliant Lebanese Award" التي جرت العام الماضي... كيف تصف هذه التجربة؟

مسابقة "Brilliant Lebanese Award" كانت بمثابة فرصة لعرض شركتنا بشكل أكبر، كما ان اللجنه كانت دقيقة جدا بملاحظاتها لجهة تطوير وتحسين أداء الشركات المشاركة وتطورها.. فهم يعرفون نقاط الضعف والقوة في كل شركة.

بإختصار كانت تجربة جيدة جدا خصوصا لناحية إنتشار إسم الشركة بشكل أكبر.

- ما هي أهم مشاريعك المستقبلية؟ وهل تفكرون بالتوسع خارج لبنان؟

أعمل حاليا على مشروع جديد، حيث أقوم بإستخراج مادة الشحم من الزيت النباتي المستعمل... وأخطط للمشاركة من خلال هذا المشروع بعد سنتين في "Brilliant Lebanese Award"، ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت خصوصا أن المشروع مازال قيد الدراسة ولم يدخل مرحلة التنفيذ.

أما بالنسبة للعمل خارج لبنان فإن "BioOil" كانت تعمل في سوريا أيضا قبل بداية الأحداث، وكذلك في الأردن..  لكن إقفال الحدود أوقف أعمالنا في الخارج.

ولا شك أن هناك مشاريع للتوسع، ولكن تركيزنا الأن ينصب على السوق اللبناني بهدف جمع أكبر كمية ممكنة، خصوصا أن هناك كميات كبيرة موجودة لم نستطع التعامل معها بعد.