تحت عنوان "تأثير رفع العقوبات عن إيران على الإقتصاد اللبناني وأسعار المشتقات النفطية" استضاف برنامج "المجلة الإقتصادية"، عبر الهاتف، الخبير الإقتصادي د.غازي وزني، كما تخلل الحلقة مداخلة من رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان ​مارون شماس​.

في البداية، أشار وزني الى ان عودة إيران الى سوق النفط وزيادة انتاجها اليومي أدى الى انخفاض سعر النفط العالمي "ولهذا الأمر أثر ايجابي على الدول المستوردة لهذه المادة وسلبي على الدول المصدرة لها"، مضيفاً ان عودة ايران تعني عودة التبادل التجاري بينها وبين الدول الأخرى كالولايات المتحدة وأوروبا، كما ستعود الإستثمارات العالمية الى إيران".

وعن تأثير هذه العودة على لبنان، قال وزني: "سيستفيد لبنان من انخفاض اسعار النفط عالمياً فستتراجع الفاتورة النفطية، كما سيستفيد على صعيد عجز مؤسسة كهرباء لبنان الذي وصل في العام 2015 الى 900 مليون دولار. بالإضافة الى عودة التبادل التجاري بين لبنان وإيران، خاصة أن هناك اتفاقيات موقعة في العام 2010 يمكن للبنان الإستفادة منها في مجال استيراد النفط او تحسين قطاع الطاقة والبنية التحتية"، لافتاً أيضاً الى تراجع تحويلات اللبنانيين العاملين في الدول المصدرة للنفط، كدول الخليج، حيث تراجعت الى 7.5 مليار دولار في العام 2015 (60% منها من دول الخليج).

وعن ميزانيات الدول الخليجية ومدى استمرارية اعتمادها على النفط قال: "في العام 2016 بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي تسجل هذه الميزانيات عجز يبلغ تقريباً 13% من حجم إقتصادها، ومع دخول ايران الى الأسواق النفطية سيرتفع هذا العجز بأكثر من ذلك. من هنا على دول مجلس التعاون ان تتخذ اجراءات عديدة منها فرض الضرائب لتزيد ايراداتها وعلى صعيد النفقات، ان تخفض الدعم الذي تقدمه للمازوت والبنزين، بالإضافة الى العمل على تنويع مصادر الدخل".

ومن جهته شماس، أوضح انه "في حال لم يتم الإتفاق بين دول "أوبك" سينخفض سعر النفط الى أقل من 29 دولار وذلك بسبب الفائض الذي وصل الى ما بين 1.5 و 2 مليون برميل اليوم، الأمر الذي يشكل ضغطاً أكبر على الأسواق العالمية"، مشيراً الى انه هناك توقعات بوصول برميل النفط الى 25 دولار. السعر الحالي ليس اقتصادياً بل هو نتيجة الضغوطات."

وأضاف: "في لبنان سعر الصفيحة هو 20 ألف، 7 آلاف منها ضرائب و14 ألف هو التكلفة الفعلية لوصول البنزين الى المستهلك...اذا انخفض السعر العالمي اكثر سينخفض سعر الصفيحة أيضاً بالتأكيد".

وعن السقف المتوقع لسعر الصفيحة، قال: "لا يمكننا الجزم لكن الهبوط العالمي سيليه هبوط للأسعار في لبنان، وستنخفض فاتورة كهرباء لبنان لانخفاض اسعار الفيول".

وأكد شماس ان الحديث عن تثبيت أسعار البنزين "علمتُ به من الصحف فقط ولم يجرِ الحديث عنه مع الوزارات المعنية اي المالية والطاقة".

وفي سياقٍ آخر، أوضح شماس ان دول الخليج وضعت ميزانيتها على أساس 60 دولار كسعر برميل النفط، لذا اليوم بدأوا يشعرون بخطورة الوضع "وهناك حكمة ومنطق سيعودان للسيطرة على الموضوع لترتفع الأسعار من جديد".