"الصعوبات المهنية كثيرة، لكن التحدي يكمن في التغلب عليها من خلال الصبر والنضوج في العمل". هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "joumanadagher"، جمانة داغر، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تناول انطلاقتها المهنية في لبنان، والصعوبات التي تواجهها، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية في سوق العمل.

- كيف قررت اطلاق علامتك التجارية؟

عندما كنت طفلة، عشت لفترة من الزمن في بلدان وأماكن عدة. وأينما ذهبت، كنت محاطة دوما بالرسوم المتحركة. هذه الذكريات ألهمتني على خلق أمور تعيد الي الطفولة، وبالتالي تضفي جوا من الخيال والراحة والمتعة؛ لهذا السبب أطلقت علامتي التجارية الخاصة.

- من هي جمانة داغر؟

ولدت في بيروت، ثم انتقلت للعيش في مدينة الرياض السعودية، كما سافر إلى مختلف البلدان الأوروبية خلال الحرب اللبنانية. وفي العام 1995، عدت مع عائلتي إلى لبنان، وتخرجت من مدرسة "الليسيه" الفرنسية سنة 1997. أما عام 2002، فحصلت على اجازة في تصميم الرسوم الغرافيكية من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU". وعملت بعدها على تطوير مهاراتي في الرسم المحترف، من خلال تجربتي العملية في شركات الاعلانات، وتصميم المواقع الالكترونية. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في ورشة عمل في مدينة البندقية حول الرسوم التوضيحية، أثناء إقامتي في إيطاليا.

- أين كان الانطلاقة الفعلية لمسيرتك المهنية ومتى؟

بدأت منذ 3 سنوات في لبنان، وارتكزت مجموعتي الأولى على الرسوم الكاريكاتيرية، التي كنت أطبعها على الأقمشة الخاصة، بغية تنفيذ أكياس القماش

(beanbags)، والوسائد كتجربة مبدئية.

ثم طورت مهاراتي في الرسوم التوضيحية، وأطلقت خطا خاصا برسوماتي وطباعاتي. وبالتالي أصبحت العلامة التجارية تشمل أيضا الحقائب، والأكياس، وحقائب البحر، وغيرها من المنتجات...

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

بدأت من مدخراتي الخاصة، وأطلقت أعمالي بمبلغ قليل جدا. لكن بعد فترة باتت العلامة التجارية تمول ذاتها.

- من هم زبائن جمانة داغر اليوم؟ وكيف تواجهين المنافسة الموجودة في السوق؟

في البداية، زبائني كانوا أشخاص أتفاعل معهم في حياتي اليومية، ويرغبون في التميز والحصول على هوية مختلفة وجديدة لديكورات منازلهم، أو أسلوب أزيائهم. ولقد تعاملت مع مهندسين معماريين، ونساء، وأطفال، ومهندسين داخليين،...

وفهمت في وقت لاحق، أنه فقط من خلال الحصول على العملاء الجدد، نستطيع تطوير وتسيير الأعمال نحو الأمام.

أما بالنسبة الى موضوع المنافسة، فأعتقد أن مفهوم "النسخ واللصق" هو منافسي الوحيد في السوق. من جهة أخرى، هناك العديد من المنتجات الخاصة بديكورات المنازل، لكن علامتي تتميز بالمواد المستخدمة، والتي تختلف تماما عن أي منتج آخر. بالاضافة الى بصمتي الخاصة، ومبدأ التخصيص (customization)، الذي أتعامل من خلاله مع كل زبون يقصدني.

- هل تمكنت من ايصال منتجاتك الى خارج الحدود اللبنانية؟

تمكنت مؤخرا من ايصال منتجاتي الى متجر "O’de Rose" في دبي، و"Pop Up Store" في السنغال.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال مسيرتك المهنية؟

الصعوبات كثيرة، لكن التحدي يكمن في التغلب عليها من خلال الصبر والنضوج في العمل.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

3 كلمات فقط: العزم، الخيال، والتفاني.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

الإبداع هو عملية لتحقيق التقدم الذاتي، فكلما عملنا أكثر، نجد أنفسنا نسير إلى مستوى آخر في الخطط المستقبلية والعمل الخلاق. لذلك أتمنى أن أتمكن من التوسع أكثر في أعمالي وتعلم المزيد من التقنيات.

- كيف تمكنت من التنسيق بين مسيرتك المهنية وحياتك الخاصة؟

أنا أم لطفلين، لذلك أبدأ يومي في وقت مبكر جدا، لكي أتواجد عند الرابعة بعد الظهر في المنزل، أي عندما يعود الأولاد من المدرسة. وعندها أكرس وقتي لهم فقط. فعندما تكون المرأة أم، تصبح متعددة الوظائف!

- ما هي المعوقات التي تقف في طريق تقدم النساء في لبنان؟

أنا لا أؤمن بوجود العقبات، فعندما نريد نستطيع! (quand on veut on peut). لذلك فإن الصعوبات التي تواجهنا، هي بحد ذاتها التحدي والأدرينالين الذي يدفعنا الى النجاح.

- ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة اللبنانية على صعيد الحقوق؟

أثبتت المرأة أنها قادرة على التميز والتفوق في كافة القطاعات، وبالتالي استلام أي منصب أو وظيفة. فنسبة 60% من طلاب الجامعات هم من النساء، و72% من الطلبة المتفوقين في العام 2011 هم أيضا من النساء. كما أن المرأة هي اليوم الدافع الرئيسي للنمو الاقتصادي في العالم.

- كيف تقيمين دور الرجل في مسيرتك المهنية؟

أنا لا أفرق بين رجل وامرأة، لذلك أقول أن دور الرجال يتساوى حتما مع دور النساء.

- هل لديك طموح سياسي؟

أنا لا أعرف ما هي السياسة، وفي لبنان لا يمكن حتى أن نفهم تعريفها! لذلك أركز فقط على فني وأعمالي الابداعية.

- نصيحة الى المرأة.

"أمني بنفسك وبقدراتك. فكل واحدة منا تحمل موهبة خاصة ومميزة!".