كشفت مؤسسة "CB Insights" للاستشارات السوقية عن تقرير حول إجراء دراسة لأبرز أسباب الفشل في الشركات الناشئة والجديدة.

واشارت المؤسسة الى ان الدراسة شملت 135 شركة ناشئة وقعت ضحية الفشل قبل أن تتمكن من تحقيق النجاح المرجو.

وقد حصرت "CB Insights" في دراستها الأسباب التي أدت الى هذه الإخفاقات، ثم أعدت بذلك قائمة تكشف فيها عن أبرز الأسباب المؤدية لفشل الشركات وأكثرها ضرراً على الشركات الناشئة منها.

كما لفت التقرير الى أن احتمالات نجاح الشركات المولودة حديثاً ترتفع كثيراً عندما يدرك مؤسسوها أخطاءهم التي وقعوا فيها، فيعترفون بها، ويسعون سريعاً في إصلاحها، مما يخوّلهم تفادي الوقوع فيها مجدداً.

وأبرز أسباب فشل الشركات الناشئة بحسب دراسة مؤسسة "CB Insights" هي:

1. الغرور 85%:

والفرق كبير بين الثقة بالنفس والغرور، إذ أن جميع رجال الأعمال الناجحين بلا استثناء لديهم ثقة زائدة بالنفس، وهذا يتضح من اتخاذهم خطوات جريئة لتأسيس أنشطتهم منذ البداية. إلا أن هذه الثقة قد تتحول إلى غرور، حين يرى الشخص أنه يمتلك العبقرية والأفكار الجديدة وما يغنيه عن رصد تحركات ومزاج السوق بالمجال الذي يعمل به، ويتسبب ذلك في فشل النشاط بنسبة 85% على النحو التالي:

- فشل استقراء تشبع السوق بالمنتج: 47%.

- عرض المنتج في توقيت خاطئ: 13%.

ـ الإخفاق في رصد النشاط الذي يحتاجه السوق: 17%.

ـ عدم السعي لطلب المشورة من المتخصصين: 8%.

والحل يكمن بالتحكم في ثقة النفس، بحيث يتقبل الشخص الانتقادات الموجهة إليه ويتعلم منها لكن دون تقديم تبريرات من جانبه.

2. قصر النظر 55%:

عدم التخطيط الجيد قبل تأسيس الشركة يهدد بفشلها في النهاية، فـ "الفشل في التخطيط ما هو إلا تخطيط للفشل"، والشركات الناشئة لا يمكنها أن تتحمل الصدمات الناجمة عن الجهل بالأمور، فهذا يهددها بالإخفاق بنسبة 55% لعدة أسباب:

ـ استنفاذ السيولة النقدية: 29%.

ـ الإخفاق في تحديد التكاليف والأسعار: 18%.

ـ خسارة اهتمام المستثمرين والممولين: 8%.

والحل يكمن في حرص رواد الأعمال الجدد على الاحتفاظ بمخزون نقدي احتياطي، كي لا يجبرون على إغلاق شركاتهم عند أول مشكلة تواجههم.

3. الاعتماد الزائد على جودة المنتج 47%.

يرى العديد من رواد الأعمال أن جودة منتجاتهم تكفي لتتفوق على منافسيها، ثمّ يعتمدون على هذا العامل بشكل كبير، فيهملون الجانب التسويقي للأعمال، وهذا خطأ عظيم يقعون فيه،  وتاريخ الأعمال يزخر بقصص المنتجات الممتازة التي فشلت بسبب ضعف التسويق، والقناعة في الاكتفاء بجودة المنتج دون غيرها تؤدي بنسبة 47%  الى فشل الشركة ، وذلكم بسبب:

ـ فشل المنتج في المنافسة: 19%.

ـ ضعف خطط التسويق: 14%.

ـ اهمال المستهلك: 14%.

والحل يكون من خلال الاهتمام بتعيين موظفي التسويق والمبيعات ذوي الكفاءة.

4. الأنانية 36%:

لا شكّ أن تأسيس شركة جديدة يحتاج إلى فريق عمل متحمس وموهوب ويكون مطلعاً على أوضاع النشاط الذي يديره، كما ينبغي أن تغلب عليه روح العمل الجماعية.. أما الأنانية والتركيز على الذات فإنهما يهددان النشاط بالفشل، وذلك بسبب:

ـ اختيار فريق العمل غير المناسب 23%.

ـ سوء التنسيق بين أعضاء الفريق أو المستثمرين: 13%

الحل: انتقاء فريق العمل بعناية والاطلاع على القواعد العلمية في اختياره من المصادر المتخصصة.

5. الإهمال 34%:

بعض الشركات الكبرى تبقى قادرة على تجاوز بعض الأخطاء التي تقع فيها نتيجة الإهمال، وذلك من خلال الاعتماد على قوة سمعتها، أو من خلال تقديم بعض التعويضات المالية اللازمة لاحتواء المشكلة، أما الشركات الناشئة فلا يمكنها أن تتحمل مثل هذه الأخطاء، إذ أن الإهمال قادر على تدمير الشركة الناشئة في مهدها، وذلك بسبب:

ـ ضعف جودة المنتج: 17%.

ـ عدم الاهتمام بمستوى موقع الشركة: 9%.

ـ الوقوع بمشكلات القانونية: 8%.

ولحل هذه المشكلة، قد يحتاج صاحب الشركة الذي يعتزم تأسيس شركة ذات سمعة قوية، من الدخول في شراكة مع رجل أعمال آخر يهتم بأدق التفاصيل.

6. عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية 30%:

تحذر العديد من الكتب والمقالات من فجوة غياب التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، ومع ذلك يتجاهل الكثير من مؤسسي الشركات الجدد هذا الأمر، معتقدين أن مواصلة العمل ليلاً ونهاراً سيمكنهم من الوصول الى اهدافهم بشكل أسرع. لكن هذا العمل المتواصل ربما يؤدي الى فشل الشركة في النهاية، وذلك بسبب:

ـ فقدان التركيز: 13%.

ـ تراجع الحماسة: 9%.

ـ الانهيار الجسدي: 8%.

والحل لهذا الأمر، هو أن يتم بناء أسلوب حياة صحي، تتم فيه مراعاة تجنب الضغوط النفسية عبر ممارسة الرياضة الخفيفة وتناول الطعام الصحي والتأمل، فضلاً عن اغلاق الهاتف الشخصي عند النوم، وغيرها الكثير من الاساليب التي تساهم في تعزيز قوة الجسم وتخفيف الأعباء النفسية.

7. غياب المرونة 17%:

يعد اصرار المرء على تبني نفس الأسلوب الذي أثبت فشله من قبل واحداً من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الناس بشكل عام، ورجال الاعمال المبتدئون بشكل خاص، مما يرجعهم الى النتيجة نفسها مرة أخرى، ويتسبب بفقدان المرونة في إدارة الأمور، مما ينحو بهم نحو إخفاق النشاط، وذلك بسبب:

ـ القرارات الخاطئة: 10%.

ـ الفشل في اتخاذ القرار: 7%.

والحل يكمن بإدراك مؤسس الشركة أنه ربما يضطر في بعض الأحيان إلى القيام بتغيير جذري في خطته، وحين تعرّضه لمثل هذه المواقف ينبغي عليه أن يبادر سريعاً بالتغيير، ولا يضيع الوقت في التأجيل، مع أملٍ ضئيل بأن تتحسن الأمور.