"لطالما كان حلمي في الحياة، مشاركة الأدوات التي اكتشفتها خلال نضالي المحبط، حينما كنت لا أؤمن بنفسي. وبالتالي اضطررت الى تغيير طريقتي في التفكير من أجل تحقيق التغيير في حياتي. وتعملت أن أؤمن بقدراتي، وأحب نفسي كما أنا، وليس بالطريقة التي يريدها الآخرون. فبالنسبة الى الكثيرين منا، يكمن مفتاح النجاح في التغلب على الخوف من التغييرات الشخصية". بهذه الكلمات تصف مستشارة الصورة ومؤسسة شركة "ByFERIAL" في استراليا، فريال يواكيم، رحلتها المهنية الطويلة التي بدأت منذ العام 1986. اذ عملت في صناعة الأزياء، و"الاتيكيت"، والماكياج في أستراليا والشرق الأوسط وآسيا والولايات المتحدة.

أول وظيفة شغلتها فريال يواكيم، كانت في بوتيك متخصص بالأعراس، حيث ساعدت العرائس على تنظيم حفلات الزفاف، والبروز بأفضل طلة. لكنها سرعان ما تبعت شغفها في مساعدة الرجال والنساء، في التعبير عن أنفسهم مهنيا واجتماعيا. وذلك من خلال الندوات، والتدريبات، والاستشارات الشخصية حول الاستخدام الفعال للألوان، والأساليب، والصور، والمكياج، و"الاتيكيت".

واليوم فريال يواكيم هي خبيرة استشارية في الصورة معروفة عالميا. اذ حصلت على بيانات الاعتماد النادر من جمعيةCIP"  certified image professional"، كما تولت منصب رئيس لجمعية "AICI Sydney Chapter" أي (Assiociation of Image Consultants International)، وعملت كنائب لرئيس قسم تنمية العضوية في المجلس الدولي لرابطة استشاريي الصورة الدوليين. وشغلت أيضا منصب رئيس "Image Impact International"، و"AICI Florida Chapter". وكانت سفيرة النوايا الحسنة لمؤسسة "Touch Of Goodness" الخيرية. وهي حاليا المدير الوطني لمسابقة ملك وملكة جمال المراهقين في استراليا الدولية، ومؤلفة كتاب "Everyone Deserves To Be Beautiful". كما أنها مؤسسة جمعية "Mums on a Mission" الخيرية، التي تركز على مساعدة الآخرين، والتي حازت في العام 2001، على جائزة "NSW"، والجائزة الذهبية التطوعية الوطنية من "المجلس الوطني للصحة والبحوث الطبية"، "NHMRC".

نظمت العديد من الندوات الناجحة لمختلف الجماعات الخيرية، إما لجمع المال أو لمساعدة المرأة على تطوير ثقتها بنفسها، من خلال الشعور بشكل أفضل حول صورتها. وعلى مر السنوات، عملت كمستشارة لعدد كبير من تجار التجزئة والصناعات والمنظمات. ونشرت أعمالها في مجلة "Healthier Today"، " Hills newspapers"، "the Middle East Times"، "The Daily Telegraph"، " The Future"، "New Idea magazine"، و"Celebra". واستضافها برنامج "Today Show" الأميركي. كما تم ترشيحها لنيل جائزة "أسترالية العام"، بسبب مساهماتها الخيرية والانسانية.

أما مهمة فريال الأساسية، فهي مساعدة الرجال والنساء على تحقيق كامل إمكاناتهم من خلال تمكينهم، والهامهم، وتشجيعهم على التألق. وهي متزوجة منذ عام 1982 من مسؤول تنفيذي رفيع المستوى، وأم لثلاثة أطفال، وبالتالي تعمل دوما على توفيق احتياجات الجميع، دون إهمال نفسها.

- متى بدأت العمل في مجال استشارات الصورة؟

لطالما كنت شغوفة بالأزياء، وهذا الشغف دفعني الى أن أتخصص في مجال "الصورة"، وأصبح مستشارة مصدقة في العام 2000. وبالتالي أطلقت عملي رسميا، في ولاية فلوريدا الأميركية عام 2004.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

كنت محظوظة بوجود زوجي الى جانبي منذ اليوم الأول، فهو كان ولا يزال يؤمن بي، وبقدراتي، وبرؤيتي. وأعتبره بمثابة حجر الأساس في حياتي.

- من هم زبائن "ByFERIAL"؟ وكيف تواجهين المنافسة الموجودة في هذا المجال؟

زبائني يأتون من جميع مناحي الحياة، وبالتالي يستفيد من خدماتي الثري، والمشهور، والشخص العادي الذي يحتاج إلى بناء الثقة، أو العثور على وظيفة، أو الحصول على الترقية، أو المساعدة على ايجاد شريك الحياة.

من ناحية أخرى، لا بد من القول أنني كنت في البداية أضيع الكثير من الوقت، في النظر الى المنافسة، ولكن سرعان ما أدركت أنني بحاجة للتنافس مع نفسي فقط، والسعي للوصول الى ما أريده، وليس ما يريده لي الآخرون.

- هل تمكنت من نشر خدماتك عالميا؟

نحن نسعى بشكل متواصل الى توسيع وتطوير أعمالنا. لذلك نتعاون مع فريق عمل ديناميكي متواجد في العديد من المناطق، وبالتالي أصبحنا منظمة عالمية للتدريب، وأجرينا العديد من الدورات في ولاية فلوريدا الأميركية، ودبي، وشنغهاي، وكوالالمبور، وسيدني.

- برأيك، هل كان بامكانك تحقيق كل هذه النجاحات لو عملت في لبنان بدلا من استراليا؟

نعم بالتأكيد، فالطريقة الوحيدة للنجاح، هي أن نؤمن ونحب ما نفعله.

- هل تخططين للعودة الى لبنان، والعيش والعمل في بلدك الأم؟

أنا أتفاوض حاليا مع فريق من خبراء الصورة الاستشاريين المحترفين في بيروت، المهتمين بالحصول على برامجنا التدريبية. لكنني لا أستطيع أن أترك استراليا، والعودة الى لبنان، اذ هاجرت عندما كان عمري 17 سنة، وأولادي هم مواطنون استراليون، لذلك أعتبر أن استراليا هي وطني الآن.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال مسيرتك المهنية؟

أهم صعوبة تكمن في تقسيم وتنظيم الوقت؛ فأنا زوجة مسؤول تنفيذي رفيع المستوى، وأم لثلاثة أولاد، ورئيسة لجمعية خيرية، وفي الوقت ذاته أشغل وأدير شركة عالمية.

لكن لا بد من القول أن عائلتي هي حياتي، ولولا كل فرد منها، لما تمكنت من الوصول الى مكاني اليوم، فهم آمنوا بي ودعموني، منذ اليوم الأول.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

نعم بالطبع، ولكن من المحزن القول أنني تعرضت لهذا النوع من التمييز من قبل النساء الأخريات. فعندما ترى المرأة أن هناك امرأة غيرها تحقق النجاحات، تشعر أنها مهددة، وبالتالي لا تدعمها وتشجعها، ولا تكون سعيدة من أجلها.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

نجحت في عملي، لأنني حقيقية وأصيلة، وأؤمن بالنصائح التي أقدمها. فكل انسان يستحق أن يكون جميلا بغض النظر عن لونه، أو عمره، أو شكل جسمه، أو ميزانيته.

نحن أبناء الله، وكل شخص منا هو جميل على طريقته الخاصة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

سوف نطلق في المستقبل القريب، مجموعة خاصة من مستحضرات التجميل والأزياء.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عائلتك وأعمالك؟

عندما يؤمن الانسان بنفسه، ويقتنع أنه قادر على النجاح، سيتمكن حينها من تحقيق أي شيء.

- على صعيد حقوق المرأة، ما رأيك بالتقدم الذي حققته النساء في لبنان؟

من الرائع أن نرى تقدما في مجال حقوق المرأة، في لبنان وبقية العالم. لذلك أتمنى أن نتابع التحرك إلى الأمام في هذا الموضوع.

- هل لديك أي طموح سياسي في استراليا أو لبنان؟

شخصيا، ليس لدي أي طموحات سياسية. فلقد شغلت منصب رئيس ونائب رئيس لمرات عدة، في بعض الجمعيات، وبالتالي أجد أنني سأتمكن من احداث فرق ما، من خلال الوقت والجهد اللذين أقضيهما في دعم المنظمات. لكن من الرائع أن نرى في المستقبل، المزيد من النساء على الساحة السياسية.

- ما هي نصيحة فريال يواكيم الى المرأة؟

"يمكنك تحقيق أكبر الانجازات اذ قررت ذلك. فكل شيء ممكن، ولا يهم أين أنت الآن، أو المكان الذي بدأت منه! اطمحي للوصول الى النجوم!".