على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير، وإنتشار المواقع الإخبارية الإلكترونية، والكتب الإلكترونية أيضا.. إلا أن عددا كبيرا من الناس مازال يشعر بمتعة القراءة من الكتاب أو الصحف الورقية... فالتعامل مع أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية في كل شيء لا يعني التخلي عن رائحة الورق المميزة، ومتعة القراءة والمطالعة من خلال الكتب.

إلا ان رواد المكاتب والكتب يواجهون مشاكل فعلية في حفظ مقاطع مهمة خلال القراءة من أجل العودة إليها في وقت لاحق، لذلك فكر الشاب اللبناني عدي مالح في إستغلال التطور التكنولوجي لمساعدة القراء على حل هذه المشكلة، فطور تطبيقا ذكيا يدعى "Snipit" يساعد المستخدم على حفظ مقاطع من الكتب أو المقالات التي يقرأها، كما يتيح له تحويلها من صورة الى مقاطع مكتوبة (Text).

وللحديث أكثر عن هذا التطبيق ومميزاته، كان لـ"الإقتصاد" هذا الحديث الخاص مع عدي.

- ما هو تطبيق "Snipit"؟ وكيف يفيد المستخدمين؟

"Snipit" هو تطبيق يساعد المستخدم على حفظ مقاطع من الكتب أو المقالات التي يقرأها ليستطيع العودة إليها مستقبلا عند الحاجة.

فأي شخص يهوى القراءة أو المطالعة، يحتاج أحيانا الى حفظ مقطع معين من الكتاب أو الجريدة..  ولا يوجد اليوم أي تطبيق أو وسيلة مخصصة فقط لهذا الغرض، لذلك فإن "Snipit" يساعده على القيام بذلك، كما يمكنه إضافة صور الى المقاطع التي يقوم بحفظها، وبالتالي يصبح لديه في النهاية ملخص عن أهم النقاط والأفكار التي قرأها في الكتاب.

- كيف يعمل التطبيق؟ وهل طريقة الإستخدام سهلة؟

طريقة عمل التطبيق بسيطة جدا، فعلى المستخدم فقط تصوير المقطع أو الصفحة التي يريد حفظها من خلال التطبيق، وهذه الصور يتم حفظها داخل تطبيق "Snipit" فقط، وليس مع الصور الشخصية أو العائلية داخل الهاتف المحمول. فالمستخدم لا يريد بالطبع خلط الصور ببعضها لذلك فإن "Snipit" يحفظهم في مكان مخصص لهم فقط.

كما يتيح تطبيق "Snipit" تحويل الكلام الموجود داخل الصورة الى كلام مطبوع (Text)، ويعمل التطبيق على 60 لغة ومنهم اللغة العربية.

- من هو صاحب الفكرة؟ وما الذي دفعك الى تطوير تطبيق "Snipit"؟

أنا صاحب الفكرة، وقد بدأ المشروع بسبب حاجتي الشخصية لحفظ بعض المقاطع التقنية التي أحتاجها في دراستي.

لذلك فكرت في طريقة تساعدني على حفظ هذه المقاطع وحملها معي أينما كنت، والهاتف هو الوسيلة الأمثل لذلك كونه موجود معنا دائما، فبدأت بتطوير تطبيق "Snipit".

- ما هو إختصاصك الجامعي؟ هل واجهت صعوبات كبيرة في تطوير "Snipit"؟

أنا أدرس إختصاص الـ"Computer Science"، وهذا ساعدني كثيرا على تطوير التطبيق، كون هذا المجال يدخل ضمن إختصاصي، كما أنني كنت قد طورت تطبيقا في السابق كمشروع للجامعة أثناء الدراسة بمساعدة زميل لي في الجامعة.

ولكن الصعوبات التي واجهتني هو أنني قمت بالعمل على التطبيق وحدي، فلا يوجد معي فريق عمل أو شريك. وهنا أريد الإشارة الى أن هناك صعوبة في إقناع أشخاص أو جهات معينة للدخول معك في مشروع شبيه بـ "Snipit"، خصوصا إذا كنت واقعيا ولا تفكر في تحويل المشروع الى شركة. فـ"Snipit" هو تطبيق يحاول حل مشكلة موجودة تواجه الناس، ولا أسعى من خلاله الى تأسيس شركة..فهو تطبيق بسيط ولكنه فعال ويقدم خدمة مفيدة. لذلك فإن هذا الأمر شكل عقبة إذا صح التعبير لإقناع أشخاص أخرين للدخول في المشروع.

- هل التطبيق متاح اليوم للمستخدمين؟ وكم يبلغ عدد مستخدمي "Snipit" اليوم؟

التطبيق متاح لمستخدمي "أندرويد" لأنه موجود فقط حاليا على "Google Play".. وصراحة لم أستطع حتى الأن تطوير نسخة لمستخدمي "iOS" لأن الأمر مكلف قليلا.

أما بالنسبة لعدد المستخدمين فقد بلغ حوالي 400 مستخدم خلال شهر واحد، والعدد الى إرتفاع حيث يزيد يوميا بمعدل 15 مستخدم.

- ما رأيك بقطاع صناعة التطبيقات الذكية في لبنان؟ وما الذي ينقصنا للتطور أكثر في هذا المجال؟

المطلوب من مطوري التطبيقات في لبنان عدم التفكير بالمردود المادي للمشروع ووضع ذلك كهدف أساسي، بل يجب التفكير بالأمر من ناحية مختلفة. فإذا نظرنا الى التطبيقات العالمية التي إنتشرت ونجحت بشكل كبير، فنرى بأن كل هذه التطبيقات تحاول حل مشكلة موجودة، وتقدم خدمة أو طريقة لحل هذه المشكلة.

من هنا يجب الإنطلاق والتفكير بأي مشروع، حيث يجب التفكير في مشكلة موجودة قبل التفكير في الأرباح المادية وتأسيس شركة ... فعليك أن تعطي الناس ما هي بحاجة إليه قبل التفكير فيما تريد أن تحصل عليه من الناس.

هذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجهنا في لبنان، فمعظم المشاريع التي يتم إطلاقها هدفها الربح المادي قبل أي شيء.

- هل ستستمر في هذا المجال؟ وما هي أهم مشاريعك المستقبلية؟

لا شك أنني سأستمر في هذا المجال فأنا إخترته كطريق من البداية، ولكن أريد توجيه نصيحة الى كل المطورين المستقلّين مثلي، بأن يتخصصوا في مجال الأعمال "Business"، لأن ذلك سيساعدهم في تطوير قدراتهم في مجال التسويق.

فرجال الأعمال والمستثمرين لا يهمهم فقط طريقة تطوير التطبيق والميزات التي يقدمها بقدر ما يهمهم قدرتك على التسويق وإيصال التطبيق الى أكبر عدد من الناس أو المستخدمين.

وأنا الأن أتابع دراستي للحصول على درجة الماستر في مجال إدارة الأعمال، كما أن هدفي بالطبع مستقبلا تأسيس شركة متخصصة في صناعة وتطوير التطبيقات الذكية.