مع الإقتراب من موسم الأعياد ترتفع توقعات أصحاب المحلات التجارية والمطاعم في مختلف البلاد والقارات على الكرة الأرضية، الا في لبنان. ربما السبب سوء حظنا الواضح من موقعنا الجغرافي في منطقة أنهكها العالم من أطماعه وحروبه أو ربما بسبب سياسيينا الذين لا يركزون الا على مصالحهم ومناوشاتهم أو مصالح الدول التي هي بمثابة أمهاتهم بالتبني.

ولعل أبرز ما يشير الى هذا الحظ هو المؤشرات الإقتصادية الخاصة بشهر تشرين الثاني 2015، التي بقيت بمستوى الضعف نفسه، إذ سجل عجز الميزان التجاري اللبناني عجزاً كبيراً في نهاية الاشهر العشر الاولى من السنة، رغم التراجع الذي شهده بنهاية الشهر التاسع بمبلغ 2.24 مليار دولار. كما استمر العجز في المالية العامة والارتفاع في الدين العام وارتد هذا التراجع الى مجمل صافي الموجودات الاجنبية لدى القطاع المالي اللبناني الذي سجل عجزاً بلغ 121.8 مليون دولار حتى نهاية شهر أيلول الماضي. كما استمر تراجع مؤشرات القطاع العقاري والقطاع السياحي والتجاري ، في حين استمر التراجع في مؤشر غلاء المعيشة.

وبالعودة الى اجواء العيد ولمعرفة التوقعات المرتقبة عن الحركة فيه كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيس جمعية تجار عاليه ​سمير شهيب​:

- كيف هي حركة السوق اليوم وخاصةً بعد الأحداث الأخيرة؟

فعلياً، قبل الأحداث الأمنية الأمور لم تكن في حال أفضل، نحن نعمل بالحد الأدنى. حركة السوق لم تكن جيدة طيلة أيام السنة أي ان السبب ليس الوضع الأمني والإنفجار الذي اعاد الذعر الى قلوب المواطنين.

- ما هي توقعاتك للحركة خلال الأعياد، وهل من نشاطات ستقومون بها؟

أتوقع ان يكون هناك حركة جيدة هذا العيد ولكن ليس ان تصل لدرجة تغطية العجز الحاصل. مهما كان الرقم الذي قد تصل اليه نسبة المبيعات الا انها لن تصل الى النسبة الطبيعية للمبيعات في الأيام العادية، أي ستكون أقل بحوالي 40-50% عن مبيعاتنا في شهر كانون الأول – شهر الأعياد عادةً.

وعن النشاطات سنقوم بحملة دعائية للسوق في عاليه في واحدة من إذاعات الـ"أف أم" وبعض اللوحات على الطرقات، وسنقيم عدد من الحفلات المجانية في السوق. سنحاول قدر المستطاع ان نعيد الحركة الى سوقنا.

- مقارنةً مع العام الماضي، كيف تقيم العام 2015؟

العام 2015 هو امتداد للأعوام التي بدأت فيها الأزمة بالمنطقة، الأزمة التي انعكست وضعاً سيئاً على أسواقنا. وكما يعلم الجميع ان 50% من الأعمال اللبنانية تعتمد على الحدود البرية وليس البحرية كما هو شائع. حتى أنه كان لنا استفادة كبيرة من العائلات السورية الميسورة الحال التي كانت تزور لبنان تقريباً في كل نهاية أسبوع. أما الآن الوضع الأمني في المنطقة أثر علينا، ليس فقط على قدوم السياح بل على المغتربين أيضاً، الذين هم أكثر أهمية من السائح بالنسبة الينا فهم من يرسلون الأموال ويأتون كل سنة في الصيف ويخرجون برفقة عائلاتهم ويساعدون أقاربهم مادياً. اليوم اختلف الأمر مع الطورات الأمنية التي لا تشجعهم على القدوم الى لبنان.

- هل يمكننا القول ان العام 2015 هو الأسوأ في الفترة الأخيرة؟

نعم، من الممكن القول ان العام 2015 هو الأسوأ منذ العام 2006.

- بماذا تطالبون الحكومة اليوم كجمعية تجار عاليه؟

المطلب الأول هو انتخاب رئيس جمهورية لأنه سيشكل إشارة ايجابية للتوافق العام الأمر الذي يخفف الضغط السياسي والأمني، بالإضافة طبعاً لإقرار بعض القوانين المعيشية الرئيسية من الأجور الى المياه والكهرباء والنفايات والأمن والطرقات، هذه كلها قضايا معلقة وتعيق الأمور الحياتية للناس.

- بالأرقام، كم بلغت نسبة التراجع في مبيعات المحال التجارية في عاليه؟

نسبة المبيعات تراجعت بنسبة 50% تقريباً، ونحن في تراجع مستمر، مع العلم ان منطقة عاليه معروفة بالإستقرار أمنياً منذ بداية الأزمة السورية.

- ما هي الخطوات التحفيزية التي ستقومون بها أنتم كجمعيات التجار في عاليه؟

نقوم بما يقوم به الجميع من هذه الخطوات من عروضات وتنزيلات ونشاطات مختلفة.

- كيف هي حركة السياح العرب في عاليه؟

لم يعد هناك سياح، اليوم كل العرب هنا من النازحين. خلال الأعوام الثلاث الأولى للأزمات، من أتى من العراق وسوريا أنفقوا كل ما لديهم من مال واليوم أصبحوا بحاجة للمساعدة. لا شيء يعوّض حركة المغتربين والسياح الخليجيين.