اشار موقع "entrepreneur" الى أهمية عنصر التجديد في استمرار نجاح أي نشاط، ويتضمن هذا العنصر القدرة على انتاج أفكار جديدة وحلول أفضل للمشاكل والريادة في تقديم منتجات جديدة، فأنجح رجال الأعمال لا يكونون الأكثر عملا من بينهم بل الأكثر تجديدا وابتكارا في إدارة أنشطتهم.

فهناك الكثيرين الذين يعملون لأكثر من 80 ساعة أسبوعياً لكنهم لا يحققون نفس القدر من النجاح الذي يحققه آخرون في فترات زمنية أقل، والسر في ذلك هو قدرة الفئة الأخيرة على الابتكار، ومن هنا أبرز الموقع عشر من خصائص هذه الفئة الأكثر تجديدا.

وهنا أبرز صفات المبدعين:

1- القدرة على رصد النمط

يتميز أصحاب التفكير الإبداعي بالقدرة على رصد نمط محدد وسط مجموعة من المعلومات العشوائية، فالتنقيب عن الأنماط المتكررة وإيجاد روابط بين الأشياء المختلفة يساعد على تحديد النقاط الملائمة للتجديد، كما أن لديهم القدرة على توقع المشكلات من خلال رصد الخيط الرفيع الذي ينتج هذه المشكلات.

2- الكسل

هل يُصدق أن يكون الكسل أحد صفات المبدعين؟ يبدو ذلك.

فالتقرير يرى أن الإنسان الكسول سيبحث عن أقصر وأسهل الوسائل لتنفيذ المهمة المنوط بها مما يجعل ذهنه يتفتق عن أساليب أفكار جديدة وفعالة، بل وأسهل من الأساليب التقليدية المعتادة، ومعظم المبدعين يؤمنون بأن إنجاز الأعمال يتحدد بالذكاء في إدارتها وليس في طول الفترة المُستغرقة في إنجازها، وفي هذا السياق قال "بيل جيتس" ــ مؤسس "مايكروسوفت" وأغنى رجل في العالم ــ أنه "يختار شخص كسول لأداء مهمة صعبة لأنه سيجد طريقة سهلة لأدائها".

3- تسجيل الملاحظات

تستطيع الذاكرة البشرية تخزين الكثير من المعلومات التي تتلقاها، لكنها بالتأكيد تُفلت بعض هذه التفاصيل، لذلك يحرص المبدعون دائما على تسجيل ملاحظاتهم في ظل تدفق الأفكار لديهم، فعلى سبيل المثال ترك العالم الشهير "توماس إديسون" 3500 مفكرة عند وفاته، كما أكد الملياردير البريطاني "ريتشارد برانسون" أن أحد أكبر أسباب نجاحه هي تلك "المفكرة القديمة" التي يحملها ويدون بها ملاحظاته دائما، مثل تسجيل تعليقات ركاب الرحلات وطاقم الطائرة ثم استخدامها لتطوير أدائه.

فالأفكار المذهلة التي تغير الحياة قد تأتي في أي وقت حتى في أثناء احتساء القهوة أو القيام بالتسوق، وعادة التدوين تنقذ تلك الأفكار من الضياع وسط المشاغل الأخرى.

4- الطموح للكمال مع العمل في الواقع

التطلع للكمال قد يُشعر المرء بالعجز، لكن تجاهله على الجانب الآخر يؤدي إلى "ضحالة الطموح وضعف الإنجاز"، والمبدعون يدركون هذا، لذلك هم يطمحون إلى الوصول إلى الكمال من خلال اتخاذ أفضل خطوات التقدم المتاحة في الواقع، ولا يظلون قابعين حتى تأتي إليهم الأفكار التي توصلهم إلى الكمال الذي يرجونه.

5- تغيير العلاقة مع الخوف

يحرص المبدعون على تأسيس علاقات مختلفة مع مخاوفهم، فلا يسمحون لها بإيقافهم عن مواصلة مسيرتهم، وعندما تواجههم تلك المخاوف فإنهم يرحبون بها على اعتبارها فرصة للتفكير في أفكار ابتكارية جديدة تسهم في اجتياز العقبات، فهم يقتنصون الجوانب الإيجابية لتلك اللحظة مثل التعاطف الكبير من المحيطين والادراك الشامل لحجم المخاطر، ويمزجونها بعزيمة فولاذية على مواصلة الطريق مهما بلغ حجم المشكلة حتى ولو شارفت شركاتهم على الإفلاس، وهذا التصميم يثمر عن أفكار إبداعية تدفع للخروج من المأزق على عكس الاستسلام للمخاوف الذي يدفع الأمور إلى حافة الانهيار دون اتخاذ أي خطوة إيجابية لإيقاف ذلك.

6- لا يسمحون بانهيار الأمور

الناجحون الأكثر ابداعا لا يسمحون ببلوغ أي أمر إلى حد الانهيار، فهم ينخرطون في عملية دائمة ومستمرة من الإصلاح والتعديل، وهم لا يسمحون للمشكلة بالتكون من الأساس على عكس غيرهم الذين لا يلتفتون لتطور التعقيدات التي تؤدي في النهاية إلى حدوث المشكلة ثم يبحثون لها عن حل.

7- فهم العملية الابداعية

تتكون العملية الإبداعية من 4 مراحل وهي: "الاعداد" حيث يجمع الشخص المعلومات عن الموضوع من كافة الاتجاهات، و"الاحتضان" وهي حالة الخوف والقلق والتردد السابقة على بدء تنفيذ العمل وتشهد ترتيب الأفكار وهي أهم وأصعب مراحل العملية، و"الإشراقة أو الإلهام" حيث تشرق الفكرة في ذهن الشخص وقد تطول أو تقصر تلك المرحلة، وأخيرا "التنفيذ" حيث يبدأ المرء بلورة فكرته في صورة خطوات توصله إلى هدفه.

ويدرك المبدعون هذه المراحل جيداً ويركزون على مرحلة "الاحتضان" بالسماح لأنفسهم بالانعزال الذهني نسبيا عما يدور حولهم حتى يتمكنون من التفكير العميق المتوازن، وقد يقومون بممارسة المشي وسط الطبيعة أو ممارسة تمارين "اليوجا" التأملية لمساعدتهم على نقاء الذهن وترتيب الأفكار بعيدا عن العوامل المشتتة للانتباه.

8- تعدد القنوات

يحرص رجال الأعمال المبدعون على تعدد الأنشطة التي يعملون بها، والأمر لا يتعلق هنا بزيادة الدخل، وإنما تعكس تلك السمة تعدد اهتمامات المبدعين التي يبلورونها في صورة أنشطة اقتصادية متنوعة، ويساعد ذلك على اتساع قاعدة المعرفة وزيادة الحاسة الاقتصادية لدي الشخص.

9- غرور صحي

يتمتع المبدعون بثقة عالية بالنفس قد يفسرها البعض على أنها غرور، لكنها ليست كذلك بل هي ثقة في قدرة المرء على حسن إدارة الأمور، وقد أوضح استطلاع لمركز "جالوب" أن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس يكون أدائهم أفضل في المواقف العصيبة، فما قد يراه الآخرون على أنه "مخاطرة" يراه المبدعون "فرصة" وما يراه الآخرون "نهاية عراقيل وفشل محتمل" يراه المبدعون "انتصارا".

فأهم جزء في الابداع هو تنفيذ الفكرة وليس مجرد التوصل إليها، والثقة بالنفس تشجع صاحبها على التصميم على تحقيق فكرته وخوض المنافسة مهما بلغت شراستها.

10- القدرة على ربط رؤى متناقضة

الشخص المبدع لا تقتصر رؤيته للعالم على اللونين الأسود والأبيض، فهو يستطيع الربط بين المتناقضات وجمعها في فكرة جديدة ومبتكرة على عكس الكثيرين الذين يحللون الأمور بأسلوب "إما كذا أو كذا" دون محاولة تقريب الاختلافات، وقد وصف أحد الخبراء البارزين "العبقرية" بأنها القدرة على حمل رؤيتين متناقضتين في العقل في وقت واحد دون أن يتسبب ذلك في ارباك الشخص أو عرقلته عن أداء عمله بأفضل صورة.