لا شك ان متابعي "​تحت الضوء​" يذكرون الطفل اللبناني جايك المير... الطفل الذي حصل على لقب أصغر مطو للتطبيقات الذكية في العالم بعد أن طور تطبيق "Emoji escape" في بداية العام الماضي.

لم يتوقف حلم جايك وقتها عند تطوير تطبيق "Emoji escape" الذي أطلقه على منصة "أبل"،  فبعد أن دخل عالم صناعة التطبيقات من أوسع أبوابه، وبعد تطويره لقدراته في هذا المجال أطلق جايك أيضا لعبة جديدة لمستخدمي "آبل" تحت إسم "Emoji Go".

التي هي عبارة عن لعبة تحتوي على شخصية شبيهة بالوجوه والتعابير التي نستخدمها في تطبيقات الدردشة كـ"Whatsapp"  و  "BBM"، وقواعدها سهلة وبسيطة حيث على المستخدم محاولة إنقاذ هذه الشخصية من السقوط الى أسفل من خلال الإنتقال بسرعة من منصة أو الى منصة أخرى صعودا.

واليوم وبعد أشهر من العمل أطلق المير تطبيقا جديدا يحمل إسم "NoSpeed" الذي يهدف الى تخفيف نسبة حوادث السير.

وفي حديث مع "الإقتصاد" يقول جايك أن العمل على "NoSpeed" إستغرق حوالي 9 أشهر، ومكنه ذلك من الفوز في مسابقة في إطار الـ "WWDC" وهي مؤتمر المطورين العالمي في الولايات المتحدة، التي يقدم فيها كل مشارك تطبيقا وتختار شركة "آبل" الأفضل من بينها.

وويضيف "كنت أرغب بالمشاركة في المسابقة العام الماضي لكن آبل رفضت الطلب لأنني منت في عمر 12 سنة فقط، في حين أن أصغر مطور تطبيقات شارك في WWDC سابقا كان عمره 13 سنة، لذلك كان عليّ الإنتظار للعام الحالي من أجل المشاركة".

وعن الصعوبات التي واجهته خلال العمل على تطوير تطبيقه الجديد، أشار جايك الى أن السؤال الوحيد الذي كان يدور في باله هو كيفية القيام بالتشفير والبرمجة لوحده، في حين أن كافة المشاركين في المسابقة كانوا قد تعلموا البرمجة في المدارس والجامعات، ولكن في لبنان لا تقوم المدارس بتعليم البرمجة.

وتابع "إضطررت الى البحث عبر الإنترنت وتعليم نفسي، لذلك إستمر العمل لوقت طويل".

ويتحدث جايك عن تطبيقه بفخر بعدما بات متوافرا على متجر آبل الخاص بالتطبيقات الذكية "appstore"، ويقول "يموت في العالم يوميا حوالي 3287 شخص بسبب حوادث السير والسرعة الزائدة، لذلك فكرت في صناعة وتطوير NoSpeed الذي يهدف الى تخفيف نسبة حوادث السير في لبنان والعالم ".

وأضاف أن "أهمية التطبيق تكمن في كونه يعمل حتى لو كان الهاتف مقفلا، حيث يقوم بإرسال تبليغ صوتي للسائق عندما يتخطى السرعة المقبولة". لافتا الى أن التطبيق يساهم أيضا في تجنيب الناس محاضر ضبط السرعة".

ويشير جايك الى أن كل من حوله يقدم له الدعم للإستمرار في هذا المجال، لأن شغفه وحبه للتكنولوجيا قدر يصل به الى حلمه الكبير وهو الإنضمار الى العملاق الأميركي "آبل"، مضيفا أن أهله فخورون بما يقوم به وأنهم يشجعونه أيضا على الإستمرار ولكن بشرط الا يهمل دروسه.

وعن مشاريعه المستقبلية يقول جايك أنه سيدرس البرمجة وهندسة الكومبيوتر في الجامعة، وأنه سيستمر في تحويل أفكاره الكثيرة الى حقيقة، مشيرا الى أنه يسعى لتأسيس شركته الخاصة ليس فقط لتطوير التطبيقات الذكية وإنما لصناعة كافة المنتجات التكنولوجية أيضا، دون أن ينسى الإشارة الى حلمه الأكبر وهو ان يكون جزء من شركة "آبل".

وأمام إنجازات جايك المير لا بد أن نذكر بأن معظم بلدان العالم تتبني عادة المواهب المشابهة لموهبة "جايك" وتقدم الدعم لهم، لكن مع غياب أي نظام لتنمية المواهب في لبنان، لم يحصل "جايك" إلا على رسالة تهنئة سابقة من وزير الثقافة اللبناني السابق غابي ليون، وبذلك ينضم لقائمة اللبنانيين الذين لم يجدوا عوناً لهم إلا بعض الرتب والأوسمة.

تجدر الإشارة الى ان جايك تلميذ في مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في كفرحباب (كسروان)، ويبلغ من العمر الأن 14 سنة.