بدأت مسيرتها المهنية في مجال التجميل منذ العام 1995. ومع أكثر من 20 عاما من الخبرة، إيفا عطا الله هي اليوم واحدة من أهم خبراء التجميل محليا واقليميا.

طوال حياتها، حافظت على مستوى عال من الاحترافية، وتعاملت مع العديد من المصورين العالميين، كما ظهرت أعمالها الابداعية على صفحات أهم المجلات، وشاركت في أكبر البرامج التلفزيونية، مثل "عرب أيدول"، حيث كانت سفيرة الجمال لشركة "Maybelline New York" من "لوريال".

"الاقتصاد" التقت مع عطا الله للحديث عن مسيرتها الطويلة في التجميل، والصعوبات التي واجهتها في التنسيق بين عملها وعائلتها، اضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.

- أين كانت الانطلاقة ومتى؟

في البداية كنت أدرّس تقنيات الماكياج، ومن ثم عملت لمدة 3 سنوات، في قناة الـ"LBC"، في عدد من البرامج مثل "استديو الفن" و"يا ليل يا عين". كما تعاملت مع وكالات الأزياء، اذ كانت العارضات في ذلك الوقت، أهم من الفنانات من حيث المظهر الخارجي. فالفنانة لم تكن تهتم بجمالها وشكلها مثل اليوم.

وعندما انطلقت موضة الفنانات، بدأت بالعمل مع اليسا وديانا حداد، واشتهرت بماكياج الـ"Smokey". وكنت أول من طبق هذا النوع من الماكياج في كل الشرق الأوسط.

- لماذا قررت التخصص والعمل في مجال التجميل؟

منذ نعومة أظافري، كنت أخيط الملابس وأصفف الشعر وأضع الماكياج لأصدقائي، لذلك أردت أن أكون مصممة أزياء أو مهندسة ديكور، لكن كلما قصدت المعهد لتعلم تصميم الأزياء، لم أكن أجد مكانا للتسجيل. لذلك قررت الدخول الى عالم الماكياج لمدة سنة أو سنتين، ثم أنتقل الى التصميم. لكنني نجحت فيه، وأكملت المسيرة، ووجدت أن فن الماكياج هو مجال جميل جدا!

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال اليوم؟

الجيل القديم، الذي أعتبر نفسي منه، يتميز باختراعاته المتعددة في تقنيات الماكياج، وبلمسته الخاصة. اذ خلقنا مفهوما جديدا في عالم التجميل، وقدمنا تقنيات مميزة الى العالم؛ ولقد نجحنا بذكائنا وكفاءاتنا!

أما الجيل الصاعد في هذا المجال، فيقومون بما نقوم به، لكنهم يزيدون من نسبة الـ"فوتوشوب"، ويعملون على تسويق خدماتهم بشكل أكبر وأسهل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فهم يقلدون ولا يقدمون أمورا جديدة، والناس يتأثرون بهذه الوسائل، ولا يرون الواقع. لكن الانسان ينجح عندما يختبره الزبون ويحب ما يقدمه، وليس عندما ينشر صورا بعيدة كل البعد عن الواقع.

لا بد من الاشارة الى أن الجيل القديم حقق نجاحات لن يستطيع الشباب الوصول اليها اليوم للأسف، فنحن نعيش في ظل عصر صعب جدا!

- ما هي الصعوبات التي واجهتك طوال مسيرتك المهنية؟ وهل ان العمل مع المشاهير شكل صعوبة بالنسبة اليك؟

بصراحة، لم أواجه صعوبات تذكر، فكل مرحلة من حياتي كانت جميلة جدا بأفراحها وأحزانها وتجاربها.

لكن العمل مع المشاهير لم يكن يوما صعبا، بل على العكس، لأنهم على دراية بكافة الأمور المتعلقة بالماكياج.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

أنا كنت ولا أزال أعمل من كل قلبي! فعندما أكون متعبة مثلا، لا أعمل أبدا، وزبائني يعلمون هذا الأمر. وذلك لأنني أحب أن تكون النتيجة ممتازة دوما. فأنا لا أقوم بوظيفة لمجرد تمرير الوقت، أو الحصول على الربح المادي. وعندما أوافق على القيام بمشروع ما، أعمل بكل جهدي كي أكون على قدر هذه المسوؤلية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أخطط حاليا للقيام بمشروع جميل جدا متعلق بالماكياج والشعر، لكنه يحتاج الى بعض الوقت كي يتحقق.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك ودورك كزوجة وأم؟

هذه المعضلة شكلت أكبر صعوبة واجهتها في حياتي. فمن الصعب جدا أن أكون أم لولدين، وأن أعمل في الوقت نفسه في هذا المجال الذي يتطلب مني السفر كثيرا. كما أنه من الصعب أيضا الوصول الى النجاح، واعطاء الوقت الكافي للعائلة.

لذلك رفضت العديد من مشاريع العمل لأنني شعرت أنها ستبعدني من أولادي. كما أنني أغيب أحيانا لمدة شهر، كي أقضي بعض الوقت مع عائلتي. فالعائلة هي استثمار، والولد المهمل قد يخرّب حياة والديه.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

وضع المرأة اليوم هو أفضل بكثير من ما كان عليه في الماضي، فهي قادرة على تحقيق نجاحات لا يحققها أكثر من 100 رجل! اذ بامكانها أن تكون أم وأب وأخت وصديقة... لذلك تشكل 70% من العائلة. أما الرجل فيجلس في المنزل ويرتاح، كي يكون أقوى في عمله. بينما المرأة تظهر قوتها في عملها، وتقوم في الوقت نفسه بواجباتها المنزلية والأمومية والزوجية الصعبة. وبالتالي فإنها تتحمل مسؤوليات أكبر من الرجل. لذلك عليه أن يعمل على توفير الراحة النفسية لها! ففي العديد من الأحيان، لا تشعر المرأة بالارتياح كي تتمكن من تقديم أفضل ما لديها، اذ هناك عدد من الرجال الذي يحبون تحطيم المرأة.

لكن زوجي المزين جوزيف سعد، لطالما دعمني وساعدني. كما تقبل أن أترك أولادي وأسافر للعمل في الخارج. ولو لم يبقَ الى جانبي، لما كنت اليوم أم وامرأة ناجحة في عملها! لذلك أشجع كل رجل على مساعدة زوجته، لأن المرأة تتمتع بالكثير من المواهب والكفاءات.

- ما هي نصيحة ايفا عطا الله الى المرأة؟

أود أن أنصح الرجل أولا أن يقف دوما الى جانب زوجته كي تتمكن من النجاح في الحياة. فالمرأة ستؤسس بالنهاية عائلتها الخاصة، واذا لم تنال الدعم الكامل من زوجها فلن تتمكن أبدا من الوصول.

كما أنصح المرأة أن لا تنسى قدراتها، وتغترّ بالأمور المادية. بل عليها أن تقول "أنا موجودة ولدي دور فعال في مجتعمي ومحيطي!". فالأموال لا قيمة لها دون وجود على الأرض، والمرأة قادرة على تقديم الكثير.

وفي النهاية أقول أنه على الانسان أن يعاني ويتعذب على طريق النجاح كي يصل في النهاية الى مبتغاه!