"من الصعب أن تعمل المرأة بدوام كامل، وتتمكن في الوقت نفسه من الاهتمام بعائلتها". هذا ما أشارت اليه مؤسسة عيادة "Sally’s Diet Rite"، سالي صوايا، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد" تمحور حول مسيرتها الطويلة في مجال التغذية، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم من الناحية الاجتماعية والسياسية.

حازت سالي صوايا على شهادة في علوم التغذية من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB" عام 1996، ثم نالت شهادة الماجستير في العلوم، في مجال التغذية والحميات الغذائية عام 1998.

وفي العام 1999، نشرت "المجلة الدولية للسمنة"، أبحاثها حول المقارنة بين النظام الغذائي الغني بالبروتين مقابل النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات لمعالجة مرضى السمنة ذوي مستوى أنسولين مرتفع، "High protein vs. carbohydrate hypoenergetic diet for the treatment of obese hyperinsulinemic subjects".

خضعت لفترة تدريب في "مستشفى الجامعة الأميركية"، "AUBMC" لمدة سنة، وسافرت بعدها الى الخليج حيث عاشت 8 سنوات، وعملت في عدد من الشركات العالمية، المتخصصة في مجال التغذية، منها شركات "أبوت" و"نستله". ثم عادت الى لبنان، وأسست عيادة "Sally’s Diet Rite" في منطقة الرابية. وهي تشغل اليوم أيضا منصب نائب رئيس الجمعية اللبنانية للتغذية "LAND".

- لماذا قررت افتتاح عيادتك الخاصة "Sally’s Diet Rite"؟

لطالما كنت أقدم الاستشارات الخاصة بالتغذية منذ أن تخرّجت من الجامعة. وزادت خبرتي في هذا المجال، كما في مجال عملي كمستشارة تغذية مع شركة "نستله الشرق الأوسط" حول مشاريع "الصحة والتغذية" والتدريبات التي كنت وما زلت، أقوم بها لموظفيهم حول أسس التغذية السليمة.

لذلك بعد كل الخبرات التي اكتسبتها خلال العمل في لبنان والخارج قررت افتتاح عيادتي الخاصة لتقديم الاستشارات بشكل احترافي.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال اليوم؟

المنافسة واسعة لكنني أميز نفسي بمؤهلاتي وكفاءاتي، وبخبرتي الطويلة في مجال التغذية. كما أتميز بالنظام الغذائي المخصص لكل حالة، بعكس الحمية الموحدة للجميع. فالحمية التي أمنحها لزبائني تكون مخصّصة لكل شخص حسب متطلبات جسمه، إحتياجاته الغذائية ونمط حياته. من منّا لا يحب أن يحصل على نظام معدّ خصيصاً له؟ 

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال مسيرتك المهنية؟

أكبر صعوبة أواجهها هي المفاهيم الخاطئة لدى بعض الأشخاص، حول الأمور المتعلقة بالطعام والحميات الغذائية. اذ يعتقدون أن نظام الأكل سيكون قاس جدا، لكنني على العكس أقدم نظاما مرنا وسهل التطبيق، وبالتالي يصدمون بكمية الطعام التي بامكانهم تناولها خلال فترة الحمية.

كما أواجه صعوبة مع أشخاص اتبعوا حمية قاسية بمفردهم أو بمساعدة أخصّائي، ووصلوا الى مرحلة يتوقفون خلالها عن خسارة الوزن. ويأتون الي في هذه المرحلة، مما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة الي لأعزّز قوة حرق الطاقة في أجسامهم لكي يستطيعوا مواصلة رحلة خسارة الوزن.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

لم أتعرض يوما لهذا النوع من التمييز، فمن حسن الحظ أن مجال التغذية تطغى عليه في الدرجة الأولى النساء.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

أنا شخص ودود وصريح، وأحب التفاعل مع الناس. كما أتمتع بوجه بشوش، وبالتالي يرتاح الناس للحديث معي عن أمورهم ومشاكلهم.

اضافة الى أن شخصيتي ايجابية وأنا واثقة من نفسي دوما عند اسداء النصائح، لذلك يستمع الي عدد كبير من الأشخاص خاصة عبر الراديو أو التلفزيون.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

مشاريعي حاليا تتركز حول الحصول على شهادة الدكتوراه في مجال التغذية والرياضة من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". بالإضافة الى المتابعة في استشارة زبائني حول النظام الغذائي الصحي.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وعائلتك؟

أنا لا أعمل بدوام كامل ولا أقصد العيادة يوميا كما أستلم مشاريع حرّة من شركة "نستله"، وذلك كي أتمكن من اعطاء الوقت الكافي للعائلة، لأن أولويتي اليوم هي عائلتي. فمن الصعب أن تعمل المرأة طوال النهار، وتتمكن في الوقت نفسه من الاهتمام بعائلتها.

- على صعيد حقوق المرأة، ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدم النساء فيلبنان؟

كلنا نعلم أن تمثيل المرأة ناقص في المجال السياسي، كما لا تستطيع اعطاء جنسيتها لأولادها، ولا يوجد قانون واضح يحميها من العنف الأسري. وهذه الأمور تعيق من تقدم حقوق المرأة في مجتمعنا.

وفي الوقت نفسه نلاحظ اليوم أن المرأة، عندما تتعلم وتعمل، تلعب دورا أساسيا في النطاق العملي، فالعديد من الشباب يهاجرون للعمل في الخارج، مما يتيح للمرأة المتعلمة والمثقفة أن تحظى بمناصب ممتازة. انما لا يزال ينقصنا المزيد من النساء في العمل السياسي، لكنني متأكدة من أن وضعها سيتحسن مع الوقت.

- كيف تقيمين دور الرجل في حياتك؟

لطالما كان "الرجل" داعما لمسيرتي المهنية، فجميع أرباب العمل في الشركات العالمية التي عملت فيها، كانوا مشجعين، وعاملوني بمساواة كاملة مع الرجال المتواجدين في الشركة.

كما أن والدي وزوجي كانا ولا يزالان داعمان الى أقصى الحدود لكل ما أقوم به، ويعتبرون أن المرأة متساوة مع الرجل وكفوءة.

- نصيحة الى المرأة.

أنصح المرأة أن تتعلم وتختار المجال الذي تحبه، فالشهادة الجامعية مهمة جدا كي تتمكن من العمل بجدارة وبالتالي تحقيق الاستقلالية المادية. فكل شخص يقوم بما يحبه، سوف يبرع فيه حتما!

لذلك أقول للمرأة "لا تخافي من المخاطرة، وكوني دوما واثقة بنفسك!".