ناتالي الهبر وحليم خرياطي هما مؤسسا شركة "Atelier130"، التي حصدت مؤخرا جائزة "Five Stars" عن فئة تصميم المكاتب خلال حفل توزيع جوائز "International Property Awards". وهذه الجوائز العالمية هي مفتوحة للمتخصصين في بناء العقارات السكنية والعقارية من جميع أنحاء العالم، وكرمت منذ العام 1995، أرقى انجازات الشركات العاملة في القطاعات الرئيسية للممتلكات وقطاع العقارات.

"الاقتصاد" التقت مع الهبر وخرياطي للحديث عن بدايات "Atelier130"، وما يميزها عن غيرها من الشركات، اضافة الى كيفية التنسيق بين العمل والحياة الشخصية.

حازت نتالي الهبر عام 2008، على اجازة في الهندسة من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB"، وسرعان ما بدأت بالعمل بشكل حر بعد التخرج مع مكتبين. وتعاونت مع حليم خرياطي لأول مرة عام 2009 لتنفيذ مشروع في دبي. أما عام 2010، فقررا معا افتتاح شركة "Atelier130".

وتقول الهبر "أتفقت مع حليم على الفور، لذلك قررنا تأسيس الشركة. وكنا نعمل على مشاريع كبيرة في الدول العربية. ومنذ بداية عملنا معا، وحتى خلال أيام الجامعة، كنا نكمل بعضنا البعض، لذلك لا نزال نعمل معا، ونأمل أن نستمر بهذه الشراكة لتنفيذ مشاريع كبيرة في المستقبل".

بدوره قال خرياطي "بدأنا بشكل متواضع جدا، وكنا نعمل على طاولة في منزل ناتالي، وبعدها اشترينا مساحة صغيرة، بدأنا بالعمل منها في منطقة الجعيتاوي. ومع الوقت بدأنا بالتوسع حتى تمكنا من استئجار مكتب والعمل فيه. فمن خلال كل مدخول كنا نحصل عليه من أي مشروع، بنينا ما لدينا اليوم. ولا بد من الاشارة الى أننا نكمل بعضنا البعض، وفي مكان معين أنا بحاجة اليها وهي بحاجة الي، ولن نتمكن من تحقيق ما نحققه اليوم لولا تعاوننا المتواصل".

كما لفت الى أن ما يميز "Atelier130"، هي طريقة العمل، اذ لا يتم فرض تصميم معين على العميل، بل يكون التركيز دوما على الاستجابة للأرض، وللعميل، ومتطلبات المشروع.

وأكد أن المنافسة هي عامل ايجابي دائما، شرط أن يسير سوق بشكل طبيعي، فالمنافسة بالمبدأ تعني أن العمل يسير. وقال "نشعر اليوم في لبنان أن السوق يسير قليلا ثم يتوقف، مما يجعل المنافسة غير موجودة في بعض الأماكن، لأن بعض المكاتب تتمكن من الاستمرار، وبعضها الآخر يستسلم".

من ناحيتها أوضحت الهبر "نحن نفرح لأن الناس يسمعون عنا، ويسألون عن مشاريعنا، ويتعرفون على أعمالنا، وبالتالي يتحمسون للعمل معنا، وكأن المنافسة غير موجودة".

أما بالنسبة الى الصفات التي أدت الى نجاح "Atelier130"، فتكلم خرياطي عن نتالي موضحا أنها شخص واقعي، وتتمكن من ايصال أي مشروع الى التنفيذ. وبسبب واقعيتها تجعل كل فكرة قابلة للتنفيذ والتحقيق بطريقة جميلة وحساسة وبشكل خاص عملية.

وحول صفات حليم، قالت أنه يتفهم متطلبات العملاء، وحين يصل الى موقع أي مشروع يبدأ بالتفكير بطريقة تنبع من الأرض ومن شخصية الزبون. فهو سريع في التفكير، وأفكاره دوما متميزة، وتشد الزبون كي يكمل العمل مع الشركة.

وعن الصعوبات لفتت الهبر الى أن السوق اليوم هو شبه متوقف، فالناس يتحدثون معنا حول مشاريع معينة، ثم تقف هذه المشاريع، بسبب تردد الممولين. وبالتالي فإن عملنا يتمحور حول اقناعهم بالاستمرار والبناء، وعدم القلق من حالة البلاد.

لكنها أكدت أنها لم تتعرض يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونها امرأة، فالعملاء يرتاحون ويتحمسون أكثر للعمل بوجودها، وخاصة النساء منهم. وقالت "أتواجد مع حليم في الشركة بشكل متساو، ونكد بالعمل سويا. لكن المفاجأة ليست بسبب وجود امرأة بل بسبب نجاحنا وخبراتنا بعمر صغير". وأضافت "كامرأة أتابع المعاملات الرسمية من أجل الشركة والمشاريع، وأتوجه الى النقابات، والبلديات، والاتحاد، وأرى أن الجميع يسهلون الأعمال في الدوائر الرسمية، ويفرحون أن امرأة تقوم بالمعاملات. وهذا أمر ايجابي لكوني امرأة".

وحول جائزة "International Property Awards"، شددت الهبر على أنها خلقت دعاية جميلة جدا للشركة، وذلك بسبب تميزها على المستوى الدولي والعالمي، وليس فقط اللبناني أو العربي. وهذا الأمر هو ممتاز خاصة أننا لا نزال في عمر صغير. كما أشارت الى أن الفوز بهذه الجائزة هو فخر للشركة، وبرهان على تميزها.

وأوضحت أن الشركة حصدت هذه الجائزة عن مشروعها "Senteurs d’Orient". وشرحت أن تصميم المركز الرئيسي لـ"Senteurs d’Orient"، يتمحور حول لوح الصابون، المنتج الذي تبيعه الشركة. وهو مستوحى من الطريقة الفريدة التي تعتمدها الشركة لتغليف الصابون، لذا جاء البناء على شكل مربع مقسم الى نصفين. وبين القسمين المنفصلين مساحة للاسترخاء، هي كناية عن حديقة يفوح منها عبير عطر، كعبير الصابون، يرحب بالزوار. تغطي النصف الأول، حيث يقع المصنع، شبكة منسوجة من الأسلاك المعدنية فوق جدارمغطى بنماذج الصابون الخاصة بالشركة. أما النصف الثاني الذي يتضمن مكاتب الشركة، فتميّزه واجهات واسعة، تحميها من أشعة الشمس ستائر من الألومنيوم تحافظ على خصوصية للموظفين.

أما بالنسبة المشاريع المستقبلية فقال خرياطي "لا نزال في بداية مسيرتنا، وهدفنا أن نتمكن من المشاركة في بناء وتصميم المدن بطريقة معينة، وبشكل خاص مدينتنا بيروت. ففي بعض الأماكن في بيروت، هناك حصرية لبعض المهندسين، ونرى أنها أحيانا تعيد نفسها، بينما يجب أن يدخل أناس جدد ويقدمون أفكارهم وآرائهم، وخاصة أشخاص عاشوا وتعلموا في بيروت، كي تشبه المدينة سكانها".

وحول التنسيق بين الحياة الخاصة والعمل، أشارت الهبر الى أن العمل مهم جدا، وقد يكون الأهم في حياتها اليوم هو تنمية شركتها كي تتمكن من المشاركة في اعمار بلدها. وأكدت أنها تضع العمل أولوية، لكنها تحاول في الوقت نفسه دمج حياتها الشخصية مع عملها، اذ تنمي علاقات اجتماعية تؤدي الى ترسيخ عملها.

وفي النهاية، نصحت الهبر المرأة والشباب أن يصبروا وينتظروا، لأن الأحلام تتحقق مع الوقت.

بدوره قال خرياطي "آمنوا بقدراتكم، أكنتم رجالا أم نساء". وأشار الى أن المرأة في لبنان لديها القدرة على تحقيق أكثر من المرأة في بلدان عربية أخرى، التي من الأصعب عليها أن تصل الى الأماكن التي تصل اليها المرأة اللبنانية اذا آمنت بقدراتها، وتابعت عملها حتى النهاية، وأعطت من نفسها كي تخلق ما تريد خلقه. وحتى مع عملها وقوتها في العمل، ستتمكن المرأة من خلق عائلة لأنها قادرة على التنسيق في حياتها".