مطور برامج، رجل أعمال، عازف، منظم حفلات ومناسبات، ومهندس صوت.. يعتمد الجهد والصبر و الإنضباط عنواناً للتطور والنجاح.. هو من أوائل مطوّري البرامج و مواقع الانترنت في ​لبنان​، عمل مع أكثر من 70 شركة إقليمية وعالمية.. فاز بالعديد من الجوائز والمسابقات وتم تصنيفه كواحد من أفضل المطوّرين في لبنان والشرق الأوسط.. هو روي نوفل، المطوّر اللبناني الشاب مؤسس شركة "Grind Design and Development" ورئيس قسم الإنترنت في مدرسة "سيدة اللويزة".. في أي جوّ ولد وترعرع وكيف طوّر نفسه ليصل الى ما هو عليه؟ أين يرى لبنان من التطوّر والتكنولوجيا؟ كيف يصنّف الشباب اللبناني؟ وأين يرى الدولة اللبنانية من كل ذلك؟ كل هذه الأسئلة يجيب عنها في حديثه لموقع "الإقتصاد". 

ولد روي نوفل في العام 1984 في  ذوق مصبح في لبنان. هو نصف لبناني ونصف أرميني ولد ونشأ في لبنان ويقيم فيه بشكل ثابت. يتكلم أربعة لغات بطلاقة هي: العربية - الإنكليزية - الفرنسية - الأرمنية.

بين العامين 1986 و 2003، درس في ثانوية "سيدة اللويزة" وحصل على شهادة البكالوريا منها. ومن ثم أكمل علومه في جامعة سيدة اللويزة من 2003 وحتى االعام 2009 وحاز على إجازة في هندسة الكمبيوتر والإتصالات. بعد تخرّجه، تم قبوله في العام 2009 كمطور رئيسي في شركة "آينا" التي عمل فيها لمدة سنة ونصف، ليتركها بعد ذلك لتأسيس عمله الخاص، "غريند ديفيلوبمنت". و"آينا" هو محرك بحث في الإنترنت تملكها شركة "آينا"، تأسس في العام 1997 وكان محرك البحث الأكثر شعبية في العالم العربي.

يدير اليوم شركة تطوير خاصة تدعى "غريند" (https://www.grindd.com/)، وهي وكالة رقمية تقدم خدمات تطوير متخصصة، وتعمل على: تصميم وتطوير المواقع، تطوير محركات البحث، وسائل الإعلام الاجتماعية، تطبيقات "فيسبوك"، تطبيقات الهواتف والإنترنت، مواقع الهواتف والتابلت، تصميم الرسوم البيانية، وإنتاج الفيديو والمقاطع الصوتية.

نوفل يخبر "الإقتصاد" عن طفولته وحياته..

يخبرنا نوفل أنه كان مسجلاً في عدة أنشطة مثل الكشافة، الكونغ فو، التزلج، وكرة السلة. وقد قضى معظم أيامه تقريباً في ركوب الدراجات في الجبال.

كما اعتاد على قضاء غالبية وقته يعبث في الإلكترونيات، إذ كان يقوم بتفكيك الأشياء، ينظر كيف تعمل، ويعيد تركيبها من جديد.

وبسبب تعلّقه واهتمامه بأجهزة الكمبيوتر، تكوّن لديه شغف واهتمام بالبرمجة مذ كان في سن التاسعة، فقد كان يقوم بكتابة البرامج النصية لأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الكمبيوتر.

في العام 1995، أي بعد عام تقريباً أو أكثر، انتقل الشاب الطموح الى تطوير الشبكات والمواقع الإلكترونية، وقام بتطوير موقعه الخاص على الإنترنت، والذي فتح له فرصاً كثيرة للعمل مع عدة أشخاص ليوصل الى ما هو عليه اليوم.

الفضل في نجاحه ودور عائله في تطوير قدراته ومنحه الدعم اللازم..

يعترف نوفل بأنه مدين بما يعرفه اليوم إلى والديه وأن الفضل يعود بجزء كبير لعائلته التي وقفت الى جانبه في فعل ما يحب قدّمت له التحفيز والدعم اللازمين، فحتى الهدايا التي كان يقدّمها والداه له كانت متعلقة بالتطوير التقني كالكتب، والإلكترونيات، والليغو، ما ساعده في تكوين المعرفة والمنطق في سن مبكرة.

وأضاف أن والديه أتاحا له الفرصة من الأساس للحصول على جهاز كمبيوتر واستعماله لوقت طويل، في حين لم يحظَ الكثير من الأولاد في عمره في ذلك الوقت بفرصة قضاء الوقت على الكمبيوتر، وعنا يعتبر نوفل أن والديه لمسا إمكاناته وسمحا له بذلك. كذلك كانوا من أوائل الذين اشتركوا بالإنترنت في لبنان، ما جعله ينخرط في عالم التكنولوجيا ويوسّع معرفته فيها ويطوّر نفسه في هذا المجال شيئاً فشيئاً، ومع تطوّر التكنولوجيا بحدّ ذاتها.

وفي عمر الثالثة عشر، أصبح الشاب مستقلاًّ أكثر وبدأ يشتري كل ما يحتاجه في هذا المجال ويطوّر جهاز الكمبيوتر الخاص به كما أراد.

بالإضافة الى ما سبق، يؤكد نوفل أنه تعلم كل شيء من خلال البحث الشخصي، والقراءة بشكل مكثّف على الإنترنت، والمحاولة والوقوع في الخطأ والمثابرة. كما يعزو نجاحاته الى الدافع الذاتي والصبر والتفاؤل والإيمان بقدراته، والعمل للوصول إلى ما يريد بغض النظر عن عدد التحديات التي واجهها.

انطلاقة فكرة تأسيس عمله الخاص (غريند) ومن ساعده..

يقول الشاب اللبناني البارع أن الشركة جاءت من خلال العمل الجاد والجهد الشخصي، وكنتيجة مباشرة لمشاريعه الشخصية. ولا يعتبر أن هناك شخصاً معيناً ساعده على تحقيق ذلك غير عائلته ومجهوده الخاص.

يقول نوفل إنه بدأ عمله الخاص عندما كان عمره 13، ومع مرور الوقت بدأ يحصل على المزيد من المشاريع.

وعلى الرغم من أنه عمل لمدة سنة ونصف في شركة خاصة وكان يتقاضى راتباً مرتفعاً، إلاّ أن عمل النهار كان يقف عائقاً أمام إنجاز مشاريعه الخاصة، لذلك قدّم استقالته وبدأ بعدها يستلم أعمالاً خاصة كثيرة، ما استدعى الحصول على المزيد من الناس لمساعدته. واليوم تتكون شركته من مجموع 15 شخصاً.

في البداية، يتابع نوفل قائلاً إنه هو وأعز صديق لديه، وهو مصمم جرافيك (graphic designer)، كانا يطمحان لتأسيس شركتهما الخاصة، وهذا ما حدث مع مرور الزمن ليصلان الى ما هما عليه اليوم.

تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة.. تطبيق جديد ممتع قادم..

عمل نوفل لا يقتصر على المواقع الإلكترونية، بل إنه أيضاً يقوم بتطوير تطبيقات الهاتف (mobile apps) بجميع أنواعها؛ الترفيهية والطبية، والمعلوماتية..

وفي هذا الإطار، يكشف أنه، وفريق عمله، يعملون حالياً على لعبة ممتعة جداً من المتوقّع إطلاقها هذا العام.

الوصول الى العالمية..

يقول المبرمج اللبناني الشاب إنه طوّر العديد من المشاريع على المستوى العالمي وللأسواق الكبيرة، آملاً أن تبدأ بالظهور والإنتشار في غضون عام تقريباً.

ويوضح أن توسع العملاء المباشرين لشركته "غريند"، في دول الخليج وفي العالم، ينمو بصورة مستمرة، لذلك فإن هدف الشركة الأول هو أن تكوّن شراكة مع شركات مختلفة من جميع أنحاء العالم، من خلال نفس النموذج الفريد الذي سمح لها بالتوسّع سريعاً في السنتين الأخيرتين.

لتطوير هذا المجال في لبنان ليكون منافساً على الصعيد العالمي..

يؤكد الشاب اللبناني الرائد في عالم التكنولوجيا أنه من أجل تطوير هذا المجال في لبنان وقيادته ليصبح منافساً على الصعيد العالمي، يجب أولاً تحسين جودة الانترنت لتكون قادرة على المنافسة مع الدول الأخرى.

كذلك يشدد على ضرورة السماح للبنان أن يكون مركزاً حقيقياً للتكنولوجيا، وذلك من خلال توفير البنية التحتية المناسبة وضخّ التمويل اللازم لخلق فرص حقيقية داخل البلد لإنشاء مشاريع الـ"ستارتاب".

دعم الدولة اللبنانية للمشاريع الشبابية والإبتكار..

وعن رأيه في دعم الدولة اللبنانية للمشاريع الشبابية والإبتكار، يقول  إن حضور الدولة ودورها في هذا المجال ليس كافٍ ولا يفي بالغرض. لكنه يشير الى أن الحكومة السابقة فقط كانت قد وضعت الجهد الكافي لتحريك العجلة قليلاً الى الأمام، إلاّ أنه شدد على أن هذه الخطوة يجب أت تحظى بالمتابعة والإستمرارية.

موقع الشباب اللبناني اليوم من التكنولوجيا والإبتكار..

يرى نوفل أن شباب لبنان لديهم إمكانات كبيرة لكنهم للأسف لا يحصلون على الفرص الكافية داخل بلدهم. ويؤكد أنهم أثبتوا أنفسهم في مجال التكنولوجيا والإبتكار واحتلّوا الصدارة في كبرى الشركات العالمية... لكن ليس في لبنان.

نصيحة الى الشباب..

ومن منصّة "الإقتصاد"، يقدّم نوفل نصيحة لشباب لبنان، يختصرها بثلاثة أمور: التركيز على كل ما يدور حول الدافع الذاتي، الإنضباط، والعمل الجاد.

من جهة أخرى، وبعيداً عن عالم التكنولوجيا، بدأ روي نوفل بتنظيم المناسبات في العام 2003، وعمل في مجال الصوتيات لتسجيل المواد الخاصة بفرقته "Blood Ink". ومن ثمّ أسس "Rockring"، وهي منظمة لإدارة الحفلات، مختصّة في موسيقى الروك والميتال. وهو اليوم المدير الوطني الرسمي في لبنان لمسابقة "Global Battle of the Bands"، أكبر مسابقة موسيقية للفرق في العالم.

حاز نوفل على عدد من الجوائز هي:

- أفضل مبرمج عربي (مسابقة "عرب نت" الإقليمية للمطورين) حصل عليها 2013.

- أفضل مبرمج لبناني (مسابقة لبنان للتنمية. حصل عليها مرّتين، الأولى في العام 2012 والثانية في العام 2014.

- فائز في مسابقة "Yalla Startup Weekend" للمطوّرين في العام 2010.

- فائز في مسابقة "Byblos Startup Weekend" في العام 2013.

- وصل للنهائيات في مسابقة ماراثون الأفكار من "عرب نت" في العام 2013.