كشفت العديد من الدراسات أن البكاء يحمل يشعر الإنسان براحة كبيرة ، لكن من الأفضل أن يبكي المرء بعيداً عن الأنظار، ولا يمكنه أن يترك العنان لنفسه ويشرع في البكاء أمام من هم حوله، وخاصةً أثناء دوام العمل، حيث تتّخذ الضغوط منحىً كبيراً يدفع الموظف إلى التذمر أو الغضب أو ربما البكاء في بعض الاحيان. لتخرج دموعه أثناء دوام العمل نتيجة الانفعال الزائد بواقعه المهني، أو ربما بسبب بعض المشاكل الشخصية التي يجد في عمله متنفساً منها.

المهم أن مكاتب العمل حيث على الموظّف إنجاز مهنته بحرفية، لا تعتبر المكان المناسب للبكاء. ومع ذلك إلا أن بعض الموظفين لا يقدرون على تمالك أعصابهم عن تعرضهم الى مشكلة ما، فيشرعون بالبكاء مباشرةً.. وهم بالنهاية بشر.

ما هي الأسباب التي تؤدي الى بكاء الموظف أحياناً؟

ربما تحصل أثناء دوام العمل مشادات كلامية بين الموظفين أو بين الموظف والمدير تتطور بعد ذلك صراع أفكار أو سوء تفاهم قد يدفع أحد الاطراف إلى البكاء، ومنهم من يبكي أثناء العمل للتعبير عن الإرهاق الذي يمر فيه والعجز الذي ينتابه عند قيامه بمشروعٍ ما، خاصةً إذا لمس عدم التجاوب من زملائه أو إدارته، أو حين لا يحصل على التهنئة المرجوّة أو الدعم المعنوي. أو قد تعترض الموظّف ذكريات أو مشاكل شخصية محزنة تؤثر على حسن سير عمله.

فما الذي ينبغي عمله عند البكاء؟

إذا بكى الموظف بسبب ضغوط العمل، فلا ينبغي عليه أن يخفي الأمر أبداً، بل ينبغي أن يُعلم مديره بما يصحل معه، حيث سيتقبل الأخير الامر برحابة ويدرك أن هناك مشكلة جدية يجب حلّها لاصلاح سير العمل، ورفع الانتاجية، وعدم التأثير على الموظف بهذه السلبية. كما من المهم في مكان أن تتقبل الإدارة انفعالات موظّفيها عن مثل هذه الحالات، اذا كانوا يحاولون العمل بجهد لإتمام واجباتهم.

أما اذا كان بكاء الموظف نتيجةً لمشكلة شخصية ما، فيفضّل أن تقوم الإدارة بعرض استراحة عليه، حتى يتمكن من استعادة هدوئه وتركيزه، وفي حال لم تتحسن حالته، يمكن أن يذهب الى منزله ليحصل على الراحة النفسية ثم يعاود العمل بعد ذلك، لأن تواجده وهو في هذه الحالة، لن يكون له فائدة ترجى ، بل من الممكن أن يؤثر سلباً على طريقة عمل زملائه الذين سيكونون مضطرين لمواساته.

سلبيات البكاء في مكان العمل:

اذا واجه الموظف مشكلة أثرت عليه سلباً ودعته الى البكاء، فلا ينبغي أن يبكي بكثرة وبشكل مبالغ فيه أثناء العمل، لأن هذا يعد أمراً غير مهنيٍ، قد يؤذي الموظف على المدى الطويل. حيث سيذكره زملاؤه على أنه الموظف كثير البكاء. هذا غير انزعاجهم منه، حتى وان كانون ممن يواسونه.

وبكل الاحوال، يبقى من الأفضل معالجة السبب الذي أدى الى البكاء، خاصةً إذا ما كان السبب في ذلك هو المشادات الكلامية مع موظفٍ آخر، أو التعب الشديد من جرّاء العمل، أو أي سبب آخر، والحل هنا ينبغي أن يحسم المشكلة حتى لا يرجع الموظف للبكاء على السبب نفسه مجدداً. وعند بكائه لنفس الموضوع، لن يبدو الامر مهنيّاً، ومن الممكن أن تنتاب زملاءه شكوك بأنه يسعى لحصد الأهمية أو الشهرة في المكتب، وهو ما قد يزعج الإدارة ولا يخدمه كثيراً في مسيرته المهنية.

أما أفضل طريقة للبكاء أثناء العمل..

فهي أن يستأذن الموظف عند شعوره بأنه على وشك البكاء، ويخرج من مكتبه أو الاجتماع الذي يتواجد فيه، ثم يتوجه مباشرةً إلى الحمام، أو يمكنه أن يخرجد من المكان الذي يعمل فيه لاستنشاق بعض الهواء ، ويريح نفسه ويعبّر عن انفعاله لنفسه من غير أن يزعج أحداً.

أو ربما بإمكان الموظف أن يثق بزميلٍ له يعتبره صديقاً مخلصاً، فيخبره خلال فترة الغداء مثلاً عما يواجهه، ويحدثه عن صعوبة المشاكل التي يمر بها، وبهذا، فإن بكاؤه سيكون أمام عدد محدود، كما أن زميله سيساعده في هذه الحالة على تخطي انفعاله.