بدأت معظم الدول حوض المتوسط إستعداداتها لموسم الصيف، حيث تعتمد هذه الدول بشكل كبير على القطاع السياحي الذي يشكل جزءا كبيرا من ناتجها القومي. فدول كتركيا واليونان ومصر وإيطاليا وقبرص ... وغيرها الكثير، بدأت تتلقى حجوزات مسبقة من الراغبين في قضاء عطلهم خارج بلادهم، وتقدم هذه الدول كافة التسهيلات أمام السياح كتأشيرة الدخول المجانية، والعروض المميزة التي تشمل الإقامة والطعام والتنقلات وتذكرة السفر بأسعارٍ مغرية في معظم الأحيان.

فحتى اللبنانيين الراغبين في السفر هذا الصيف بدأوا بالحجز من الأن الى دول كتركيا ومصر واليونان، وهذا ما يطرح العديد من الأسئلة... فأين لبنان من هذه التحضيرات؟ وكيف سيكون موسم الصيف المقبل؟ هل هناك من يرغب في القدوم الى لبنان هذا الصيف؟ وهل تدخل بيروت فعلا في منافسة مع مدن مثل إسطنبول وشرم الشيخ وأثينا ... ؟؟ وماذا تفعل الدولة اللبنانية لتعيد لبنان الى خارطة السياحة العالمية من جديد؟

أسئلة كثيرة أجاب عنها نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر الذي أشار في حديث لـ"الإقتصاد" الى أن المعادلة التي كانت سائدة في السنوات الأخيرة لم تتغير بعد، ولكن الأشهر الأولى من 2015 وحركة المطار خلال تلك الأشهر تبشر بالخير.

- بدات معظم دول منطقة حوض المتوسط بالتحضير الى موسم الصيف وبتلقي الحجوزات المسبقة .. أين لبنان اليوم من هذا الأمر؟ وكيف تقيم حركة الحجوزات؟

بالمبدأ فإن المعادلة التي كانت سائدة في السنوات الأخيرة لم تتغير بعد، ولكن حركة المطار في الأشهر الأولى، وحركة عيد الفصح تبشر بالخير،  ولكن هذا التحسن الذي شهدناه في بداية السنة لا يمكن الإعتماد عليه كثيرا، خصوصا أن حركة موسم الصيف ستكون مقرونة بالوضع الأمني والسياسي الداخلي.

وبرأيي الشخصي فإن الوضع السياسي والأمني في لبنان الى تحسن قبل قدوم موسم الصيف، وإنطلاقا من هذه النقطة فإن موسم الصيف سيكون أفضل من السنة السابقة. وهناك بعض المؤشرات الجيدة التي بدأت تظهر في من خلال بعض الإحصاءات التي أشارت تشير الى تحسن حركة الحجوزات بنسبة 12% تقريبا حتى اليوم، وكذلك حركة المطار التي زادت بحدود الـ7% مقارنة بالفترة السابقة من السنة الماضية.

ويجب الإشارة الى أننا إعتمدنا كثيرا كمكاتب سياحة وسفر في السنوات الماضية على المغتربين اللبنانيين، واليوم هناك إقبال جيد من قبل المغتربين على الحجوزات بشكل أفضل من السنوات الماضية، ولكن التحسن سيكون أفضل إذا تم رفع الحظر الخليجي وتخفيف التوتر السياسي بين لبنان ودول مجلس التعاون.

- هل تقدمون عروضات مناسبة مقارنة مع العروض التي تقدمها دول مثل تركيا ومصر؟ وهل يمكن للبنان المنافسة؟

هناك تعاون كبير بيننا وبين شركة الميدل إيست ونقابة الفنادق لتقديم عروضات جيدة ومناسبة، والأسعار في لبنان ليست مرتفعة. كما أننا نواكب خطة وزارة السياحة لتنشيط السياحة الريفية التي تعتبر ذات تكلفة منخفضة جدا وجاذبة للسياح.

هناك نية من قبل الجميع للتعاون من أجل تأمين موسم صيف جيد، والأسعار المطروحة اليوم تعتبر أقل من الأسعار في تركيا ومصر، فهناك عروض لا تتخطى الـ450$ لقضاء 5 أيام. ولكن ترتفع الأسعار طبعا بحسب طلب السائح، والفندق الذي سيقيم فيه ...

- كيف تقيم أداء قطاع السياحة والسفر خلال الربع الأول من 2015؟

كانت الحركة جيدة في الربع الأول مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، مع العلم أن الربع الأول من كل سنة لا يعتبر موسم سياحي واعد وهو يعد نهاية موسم السياحة تقريبا. ولكن الحركة في عيد الفصح كانت جيدة مع قدوم بعض المغتربين، وسفر عدد لابأس به من اللبنانيين لقضاء عطلة العيد في مصر وتركيا وغيرها.

- في كلمة أخيرة .. ماذا تطلبون كنقابة من الحكومة والزعماء السياسيين؟

نتمنى كنقابة على الطبقة السياسية التخفيف من الخطاب والمتوتر والحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار الأمني والسياسي، كما نحثهم على العمل من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، والسعي لتحسين العلاقات مع الدول الخليجية لكي تستعيد بيروت مكانتها السياحية بين عواصم المنطقة.