حكاية "ايوان مكتبي" تتوارث منذ 3 أجيال، لتشكل عنوانا عريضا في صناعة السجاد في لبنان والمنطقة. فبعد أن أسس الجد حسين مكتبي هذه المؤسسة الرائدة في مجالها واختار مدينة بيروت مقرا لها في العام 1926، افتتح الأب عباس المتجر الأول عام 1995، ثم نقل هذا الإرث العائلي الى أبنائه شيرين، ومنى، ومحمد الذين أعادوا إطلاقه بأسلوب جديد يمزج بين التقليدي والقديم والعصري.

"الاقتصاد" التقت مع الشريك المؤسس لمتجر "ايوان مكتبي"، شيرين مكتبي، بعد أن كرمتها "غرفة بيروت" مع 15 سيدة أعمال لبنانيات، اختارتهن مجلة "فوربس" بين أقوى 200 امرأة عربية.

- أخبرينا عن بداياتك المهنية، وكيف دخلت الى عالم "ايوان مكتبي"؟

تخصصت في ادارة الأعمال في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB"، ودخلت الى الشركة العائلية منذ 12 سنة. فأنا تربيت في عائلة، سهلت علي الدخول الى هذا المجال، ومنذ الصغر كان والدي يوجهنا دوما الى كلما هو متعلق بالتاريخ، والأعمال الحرفية واليدوية، والحضارات المتنوعة.

-  هل تعتبرين أن الإرث العائلي وحده يؤدي الى نجاح الانسان؟

لا بد من الاعتراف أن للإرث العائلي تأثيرا كبيرا على نجاح الانسان في أي مجال، لكن على الشخص أن يعزز مهاراته من خلال الدراسات والمطالعات. فالإرث يدعم الدراسة!

- ما الذي عملت على تحسينه وتطويره منذ انضمامك الى شركة "ايوان مكتبي"؟

العنصر الأنوثي والشاب أعطى رونقا جديدا لـ"ايوان مكتبي"، وعملنا على تقديم مفهوم آخر للسجاد بأنواعه المتعددة، فنحن ثالث جيل في هذا المجال.

كما أن نظرة المرأة تتميز بالنعومة والديكور، وبالتالي عمدنا الى تلطيف مجال السجاد، لأن هذا العالم كان حكرا على الرجال في البداية.

لذلك يمكن القول أنه من خلال التعاون المستمر والمتواصل بيني وبين أختي وأخي، تمكنا من رفع الشركة الى مستوى جديد.

- كيف تقيمين المنافسة الموجودة اليوم في هذا المجال؟

للمنافسة سلبيات وايجابيات؛ الناحية السلبية هي أنها تجعل العمل متعبا أكثر، لكن الناحية الايجابية هي أنها تبقي الانسان متيقظا ونشيطا على الدوام، وتحثه على البحث عن الأفكار الجديدة.

وعلى الصعيد الشخصي، تحثني المنافسة على التركيز بشكل أكبر على عملي، فأنا لا أركز على المضاربة، بل على مسؤولياتي، من أجل تحقيق المزيد من النجاحات، وتقديم الأفكار المميزة والمبدعة. كما نسعى دوما الى ارضاء الزبائن، من خلال الصدق والأمانة والخدمة السريعة.

- ما هي الصعوباتالتي تواجهك في عملك؟

أنا أعد نفسي من الأشخاص المحظوظين، لأنني لطالما وجدت الدعم والتشجيع من والدي وأخي. فالدعم العائلي الذي ألاقيه من حولي، حيّد عن طريقي أكبر الصعوبات، وبالتالي كانت مسيرتي سلسة.

لكن لا بد من القول أنني واجهت بعض الصعوبة في البداية، عند دخولي الى مجال الاحتراف، لكن الأمور تحسنت تدريجيا مع الوقت، وتمكنت بعد فترة من الفصل ما بين الأمور العائلية، والاجتماعية، والعملية. ونجحت في تحقيق الكفاءة المهنية بنسبة 100%.

- هل واجهت يوما أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

لم أواجه يوما هذا النوع من التمييز، وأعتقد أن المجتمع اللبناني اعتاد على وجود المرأة في مجال الأعمال.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على التقدم مهنيا؟

أنا شخص مرن وقابل للتكيّف، كما أنني مطلعة على كافة الأمور الجديدة في مجال عملي، وذلك من خلال القراءات والأبحاث التي أقوم بها. وهذا ما ساعدني على الاستمرار والنجاح في العمل لدى "ايوان مكتبي".

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أطمح أن يتعمق اسم "ايوان مكتبي" بشكل أكبر في عقول اللبنانيين والعرب، ويكون عنوانا للذوق والعراقة في الأمور الحرفية والتقليدية، والمعاصرة أيضا.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وبين حياتك العائلية؟

على المرأة أن تكون منظمة في كافة جوانب حياتها، وتعرف كيفية تحديد أولوياتها ومواعيدها. كما عليها أن تبدأ نهارها باكرا، وتقسم جدول أعمالها.

أنا محظوظة لأن أولادي كبروا، وأصبحوا اليوم أكثر استقلالية، لكنني لا أزال أكرس على الدوام، وقتا مقدسا لأولادي ولعائلتي.

- على صعيد حقوق المرأة، ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدم المرأة في لبنان؟

العائق الوحيد هو القانون؛ فقانون الطلاق مثلا لا يزال بدائيا ومجحفا بحق المرأة، اذ يؤيد الرجل 100%، ويهمل دور وحق النساء. فالمرأة تعاني من الكثير من القيود، ولا تُعامل بالمساواة الكاملة.

- كيف تقيمين دول الرجل في حياتك؟

لقد لاقيت دعما كبيرا من والدي وأخي، فهما شجعاني على الدخول الى مجال الأعمال. وأنا أعتبر أن أبي هو مثلي الأعلى في هذه الحياة.

- هل تؤيدين اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟ وهل لديك طموح سياسي؟

أنا لا أتدخل في السياسة، وليس لدي أي طموح سياسي، خاصة في هذا البلد. لكنني قد أفكر في الانخراط في هذا العالم، اذا أصبح بلدنا يتمتع بحرية الرأي، وبتعددية بالأراء؛ لأنني مع السياسة النظيفة والحوار السياسي.

وأتمنى، في حال تم اقرار الكوتا النسائية، أن تتمكن المرأة من احداث فرق. لذلك أشجع النساء القويات والكفوءات على الانخراط في العمل السياسي.

- ما هي نصيحة شيرين مكتبي الى المرأة؟

أنصح المرأة أن تركز دوما على تحقيق أهدافها وطموحاتها في الحياة، وتعيش على هذا الأساس.