تابعت دراستها الثانوية في باريس وميلانو، ثم تخصصت في مجال التجارة والأعمال في "جامعة لندن"، "UCL"، وحازت على ماجستير في إدارة الأعمال من "جامعة بوكوني" في ميلانو، كما تخرجت كمدربة من "الاتحاد الدولي للتدريب" في ستوكهولم.

عملت في قطاع الفنادق والعلاقات العامة في شركات عالمية، قبل أن تقرر اطلاق أعمالها التجارية الخاصة، في مجال الاتصال والتواصل، والاستشارت الادارية.

من هي فانيسا أبي راشد؟ كيف تبلورت مسيرتها المهنية؟ وكيف تقيم وضع المرأة اللبنانية اليوم في مجال الأعمال؟

"الاقتصاد" التقت مع المستشارة الادارية فانيسا أبي راشد، الرائدة في مجال ادارة الأعمال في لبنان والخارج.

- أخبرينا عن بداياتك المهنية والمراحل التي مررت بها حتى وصلت الى مكانك اليوم؟

لطالما كنت شغوفة بالتواصل الداخلي والخارجي، والخدمة الممتازة، والبروتوكول الدولي، وهدفي هو المساهمة في إدارة الديناميكية الخاصة بمجموعة من الزملاء والموظفين أو العملاء. فالبروتوكول، والعلاقات العامة هما أمران أساسيان في مجال الأعمال.

فيما يتعلق بمسيرتي، عملت في متحف "جورج بومبيدو"، و"المركز الثقافي السويدي"، ودار المزاد "Sothebys" في لندن، ولدى مجموعة "Peggy Guggenheim" في البندقية.

شغفي لقطاع الفنادق الفاخرة، والخدمات الممتازة بشكل خاص، بدأ في فنادق ومنتجعات "بولغاري" في ميلان. بعد سنوات قليلة، أرسلني المدير العام إلى دبي للمشاركة مع الشيخ محمد بن راشد في افتتاح فنادق "The AddressHotels"، في وسط المدينة، و"دبي مول". وبعد حوالي سنتين، أعادني المدير العام في "بولغاري" إلى لندن، اذ احتاجت المجموعة حينها الى مدير لعلاقات العملاء في أوروبا.

عام 2010، توليت منصب المدير العام لفندق فخم في لوكسمبورغ، وساهمت في تحسين الوضع المالي للفندق خلال 6 أشهر، ورفعت نسبة الحجوزرات من 45% الى 75%.

في وقت لاحق عمدت الى مواصلة تحسين مهاراتي الادارية، وتخرجت كمدربة من "الاتحاد الدولة للتدريب"، "ICF"، ثم أصبحت مستشارة لشركة "LKAB" في ستوكهولم، حيث ساعدت على تحسين الاتصالات الداخلية بين المقر الرئيسي في النرويج والسويد.

وبعد ذلك، قررت أن الوقت قد حان لاطلاق الأعمال التجارية الخاصة بي. وبدأت بالعمل في شباط 2014، بالتعاون مع علامة التجارية العالمية للأزياء "Salvatore Ferragamo "، ومن ثم "بولغاري"، والمنظمة غير الحكومية البريطانية " Save the Children".

أما أكبر فخر بالنسبة لي، فهو أنه تم اكتشافي من قبل المغنية ماجدة الرومي، ويسرني أن أكون اليوم مسؤولة عن علاقاتها العامة.

- لماذا اخترت التخصص في هذا المجال؟

لا شيء يسعدني أكثر من مساعدة الشركات التي تعاني من صعوبات ومشاكل؛ في مجال الاتصالات الداخلية، وخدمة العملاء، وأيضا من ناحية توسيع نطاق رؤيتها، وتحسين صورة العلامة التجارية.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

عملا بنصيحة عدد من القادة الكبار في مجال إدارة الأعمال، من الأفضل أن نبدأ بشكل صغير، ونصعد السلم درجة درجة، والتوسع بسلاسة. ومن المهم جدا أن لا نغرق أنفسنا في الديون والقروض، لمجرد شراء مكاتب ضخمة، وعدد كبير من المساعدين.

هذا الأمر ليس ضروريا في أيامنا هذه، وبفضل الإنترنت، وتطبيق "سكايب" والطائرات، لدينا العالم بأكمله بين أيدينا.

- من هم زبائنك اليوم؟ وكيف تقيمين المنافسة الموجودة في مجالك؟

أنا أتعامل مع شركات مرموقة جدا، ومعروفة عالميا، مثل " Salvatore Ferragamo"، "Lungarno Hôtels"، "بولغاري"، "Save The Children"، "Veneziani"، ماجدة الرومي، وغيرهم.

أما بالنسبة الى المنافسة، فمن المؤكد أنها موجودة في كافة المجالات، والسر هو أن نكون الأفضل، ونتمتع بمزايا معينة التي تعتبر عوامل النجاح، والتي لا يمتلكها الآخرون. على سبيل المثال: الاحتراف، والرصد والمراقبة، والاهتمام بالتفاصيل، والتفاني، والنجاح في إبرام كل مشروع بشكل يرضي العملاء.

- هل تمكنت من ايصال خدماتك الى خارج لبنان؟

نعم، أنا أتعامل مع أشخاص من باريس، ومصر، وفيينا، والأردن، اضافة الى الشارقة من خلال الفنانة ماجدة الرومي.

- ما هي الصعوبات المهنية الى تصادفينها في هذا المجال؟

أكبر صعوبة تكمن في غياب الاحتراف، والبروتوكول لدى الأشخاص المسؤولين في الشركات. الأمر الذي يؤثر سلبا على النجاح المالي للمجموعة.

- هل وقعت يوما ضحية للتمييز الجندري في اطار العمل؟

في الواقع، لا. فعلى المرأة أن تعرف كيف تتصرف كامرأة وسيدة أعمال. اذ هناك مبادئ معينة من السلوكيات والآداب لاتباعها، وعندما يتم ذلك، ليس هناك أي سبب يمنع المرأة من أن تكون أفضل من الرجل في عملها.

- ما هي برأيك الصفات التي تتمتعين بها والتي ساهمت في نجاحك؟

لدي 3 مرشدين أدين لهم كل ما عندي من النجاح، وهم مدير العمليات في فنادق "بولغاري" في العالم أتيليو مارو، والمدير عوض الرومي، الذي آمن بي، وبالطبع المطربة ماجدة الرومي التي تعلمني كل يوم درسا من الدروس الأساسية في الحياة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

آمل أن يسمح لي لبنان البقاء على أراضيه الجميلة، والغنية بالفرص والأمل. كما أسعى الى بناء طريقي المهني، وترسيخ عملي ونجاحي.

- كيف تمكنت من التنسيق بين حياتك الشخصية وعملك؟

حياتي المهنية تبهرني، وتأخذ الأولوية في حياتي. وأنا أفعل ذلك عن طريق الاختيار والحاجة. اذ لا أعلم إن كان من الممكن أن أحصل على حياة خاصة متناغمة، إلا إذا وجدت الشخص المناسب.

أعتقد أن الحياة الشخصية، كما العملية، تحتاج الى الصبر، والاستسلام للمصير الذي سيرشدنا نحو الأشخاص المناسبين.

- ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدم المرأة اللبنانية؟

المرأة وحدها، عندما تقرر، بامكانها تغيير ظروفها الحياتية الخاصة. فالمرأة أقوى بكثير مما نعتقد، وعندما تريد شيئا، تحصل عليه!

- كيف تقيمين التقدم التي حققته المرأة على صعيد الحقوق؟

أحيي النساء اللبنانيات، وأنا فخورة بأصولي اللبنانية، وأعتقد أن ما تحاول المرأة اللبنانية تحقيقه، ليس سوى البداية. وآمل أن غالبية النساء، سوف يدركن يوما ما، كم هن رائعات بكل بساطة، وسيتوقفن عن تقليد لعبة الـ"باربي".

- هل كان "الرجل" داعما لمسيرتك المهنية؟

لقد لاحظت، في غالبية الأوقات، أنه من الأسهل العمل مع الرجال، وذلك ببساطة لأن بعض النساء يعانين من عقدة النقص وعدم الثقة. وهذا الأمر يحزنني، لأن المرأة هي كائن استثنائي!

- هل لديك طموح سياسي؟

لدي العديد من الطموحات السياسية في لبنان، وأود حقا المساعدة في مجال التعليم، والتنمية الفكرية للنساء والأطفال. فالتعليم هو الجانب الأكثر أهمية في الشخص. اذ يمكن أن يفقد كل شيء، ما عدا التعليم.

- في النهاية، ما هي نصيحة فانيسا أبي راشد للمرأة؟

أقول للمرأة: "تعلمي أن تحبي وتحترمي نفسك. اعتني جيدا بنفسك، وثابري على تحقيق أحلامك، فأنت تستحقين ذلك! ولا يمكن لأحد أن يحبك بقدر ما تحبين نفسك، لذلك تعلمي كيفية إعطاء الأولوية لك فقط".