دخلت مجال المطاعم والفنادق من بابه العريض، فهي ابنة من يقلب بـ"عراب السياحة الفندقية"، وبالتالي ورثت منه مهاراته الكبيرة، وتغنّت بخبراته الواسعة. انها جمانة دموس سلامة، مدير عام "Hospitality Services"، الشركة التي أسستها عام 1993، مع والدها، نهاد دموس، الرائد في قطاع الضيافة في لبنان لأكثر من 50 عاما.

حازت على اجازة في ادارة الأعمال من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، وعلى ماجستير في التسويق من "جامعة القديس يوسف"، "USJ". وهي اليوم عضو في تجمع رؤساء الشركات اللبنانيين "RDCL"، والجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز "LFA"، وجمعية سيدات الأعمال اللبنانيات "LBWA". كما تم اختيارها أفضل سيدة أعمال في العام 2004، وفازت بالعديد من الجوائز لمساهمتها والتزامها في هذا المجال؛ عام 2005 من بلدية بيروت، 2007 من وزارة السياحة، 2011 من جمعية الصناعيين اللبنانيين،  و2013 من الاتحاد العام للغرف التجارية.

موقع "الاقتصاد" أجرى مقابلة مع سلامة، للحديث عن بداياتها في هذا المجال، وأهم الصعوبات التي مرت بها، اضافة الى واقع المرأة اللبنانية اليوم في ظل غياب أبسط حقوقها.

- كيف قررت تأسيس شركة "Hospitality Services"؟

كان والدي، نهاد دموس، مديرا للمدرسة الفندقية اللبنانية لمدة 45 عاما، ولطالما كنت أحب أن أعمل في مجال الفنادق والمطاعم. فذهبت الى الولايات المتحدة، حيث خضعت لفترة تدريب في الادارة، في فندق "Hyatt Regency" في واشنطن. وهناك اكتشفت أن سر النجاح في قطاع المطاعم والفنادق، هو العمل بشكل يومي، وحتى في عطلات نهاية الأسبوع.

لذلك بدأت بالتفكير بمشروع يناسبني في هذا المجال، لأنني كنت في الوقت نفسه أسعى الى تأسيس عائلة. وفي غضون ذلك، ساعدت والدي قليلا في المدرسة الفندقية، ولاحظت أن الناس يأتون لمراجعته والأخذ بنصيحته كلما أرادوا شيئا، لأنه كان المرجعية في قطاع الفنادق والمطاعم. فاقترحت تنظيم مؤتمر لهؤلاء الأشخاص، علما أنه منذ 22 سنة، كان هذا الأمر جديدا في لبنان.

وبالتالي نظمنا أول "HORECA" في العام 1993، ونجح، وطلب منا الجميع استكمال هذه المسيرة، فأكملنا. وكان هذا الأمر بمثابة فرصة التقطناها!

- ما هي الخدمات التي تقدمها شركتكم اليوم؟

مؤتمر "HORECA" ينظم اليوم في 4 بلدان هي لبنان، السعودية، الكويت، والاردن. لكن "Hospitality Services" تقدم خدمات أخرى أيضا، مثل "Beirut Cooking Festival"، "Salon du Chocolat"، و"The Garden Show". كما تنشر العديد من المجلات في المنطقة العربية، مثل "Hospitality News Middle East"، و"Taste & Flavors"، بالاضافة الى مجلة وموقع الكتروني اسمه "Lebanon traveler"، مخصص للسياحة في لبنان.

-كيف تمكنتم من ايصال الشركة الى خارج لبنان؟

نحن لسنا أول شركة توصل خدماتها الى خارج لبنان، فمعظم الشركات تنطلق من لبنان، لكنها تسعى الى التوسع في الخارج، وهذه قوتنا كلبنانيين. فاللبناني جبار ونشيط، ويحب أن يتأقلم ويكبر ليس فقط في لبنان، لأنه يعتبره صغيرا جدا على طموحاته.

- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

عملنا يتأثر كثيرا بحالة عدم الاستقرار السياسي الداخلي وفي المنطقة، والظروف السيئة التي نمر بها، اذ لا يمكن تنظيم حفل بهذا الحجم مع ظروف غير مستقرة. وهذا الواقع يشكل أكبر تحد نعاني منه، فهو يؤدي في معظم الأحيان الى تأخير المشاريع.

- هل واجهت يوما أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

بل على العكس، لاقيت العديد من التسهيلات لأنني امرأة. لكن التحدي الأكبر الذي أواجهه، يكمن في كيفية التنسيق بين العائلة والعمل. فعملي عزيز على قلبي، لذلك كان لا بد من المحاربة من أجله، وهذا الأمر صعب جدا، لأن الأولاد والعائلة بحاجة الى المرأة، لكن ليس بامكانها التواجد بشكل كامل الى جانبهم، من أجل التقدم في العمل واعطاءه حقه.

- هل تشعرين أنك قصّرت تجاه أولادك وزوجك؟

زوجي يقول لي دوما: "أولادنا سيكونون دائما أولادنا... أولاد رجل وامرأة يعملان.. وهذا الأمر يريحني". وبالتالي يمكن القول أنني لم أقصر من الناحيتين. لكن التنسيق بين العمل والعائلة كان أمرا صعبا جدا علي، ولولا وجود رجل مساند وعائلة مشجعة لما تمكنت أبدا من النجاح. فعلى المرأة أن تلاقي من حولها احتراما لعملها، وسند ودعم، خاصة من الرجل.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على النجاح في عملك؟

أنا شخص حماسي وجدي، كما أحب الابتكار، ولا أقبل بالموجود بل أسعى دوما الى تقديم الأفكار الجديدة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية في اطار العمل؟

نحاول عدم التوسع في الشركة خلال السنوات القادمة، بسبب وجود العديد من المشاريع بين أيدينا التي نسعى الى توسيعها وتأمين انتشارها. وسننظم قريبا مؤتمرا للفنادق والمطاعم في لبنان، كما سنعمل على توسيع مجلاتنا على الصعيد الالكتروني في المنطقة العربية.

- على صعيد حقوق المرأة، كيف تقيمين واقع المرأة اللبنانية اليوم؟

قبل الحديث عن حقوق المرأة، لا بد من القول أن المرأة لا تزال غير قادرة اليوم على اعطاء جنسيتها لأولادها، وهذا الأمر هو مجحف الى أقصى الحدود، كما أنه غير مقبول أبدا وغير منطقي.

- هل كان "الرجل" في حياتك داعما لمسيرتك المهنية؟

لولا من الرجل الموجود في حياتي، لما تمكنت من القيام بربع ما قمت به. ففي البداية تلقيت دعما كبيرا من والدي كشريك معي في الشركة، وبعدها استكمل زوجي الدعم المتواصل لكل ما أقوم به.

- هلترين أن وجود المرأة في الحياة السياسية هو أمر ضروري؟

لكل من المرأة والرجل، طبيعة بشرية خاصة وصفات متميزة. فهما لا يتعمتان بنقاط القوة نفسها، ولا نقاط الضعف، لذلك لا بد من وجودها معا من أجل تحقيق أفضل النتائج. لكن بالنسبة الي، ليس لدي أي طموح سياسي، وخاصة في هذه الظروف.

- ما هي نصيحة جمانة دموس سلامة الى المرأة؟

عندما تقرر المرأة أن تتزوج عليها اختيار رجل داعم لها، إن كانت تحب أن تؤسس لمسيرة مهنية ناجحة، وتكون مستقلة. وهذا أمر أساسي في الحياة، وأنا شخصيا أرشد بناتي بهذه الطريقة. فالأهم أن يكون شريك الحياة داعم ومتفهم، لأن أصعب تجربة، هي أن يعيش الى جانب المرأة كل يوم شخص غير مسرور بعطاءاتها، وغير راض عن القوة والنشاط والكد التي تقدمها المراة خارج المنزل. كما أقول للمرأة: "اعملي على تنظيم وقتك، وغضي النظر أحيانا عن بعض الأمور!".