نظمت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا "AUST" مؤتمر "تطوير السياحة المستدامة في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة"، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون، وفي حضور رئيسة الجامعة هيام صقر، ونقباء القطاعات السياحية، وممثلي المؤسسات السياحية والاقتصادية، والهيئتين الإدارية والتعليمية في الجامعة ووسائل الإعلام.

افتتحت المؤتمر مديرة الدائرة الإعلامية والعلاقات العامة في الجامعة ماجدة داغر، وتلتها رئيسة قسم إدارة الفنادق والمرافق السياحية في AUST د. فضيلة مرعوش، ورئيسة الجامعة هيام صقر.

ثم كانت كلمة لراعي المؤتمر الوزير فرعون قال فيها: "أنا سعيد جدا لوجودي معكم في الاشرفية في الجامعةالاميركية للعلوم والتكنولوجيا تحديدا عبر المبادرات والمستوى العلمي الذي تتمتع به.

ولطالما تحدثتم عن السياسة والسيادة والسياحة، وهي تترابط، ولا بد من القول إنها تربط بعضها ببعض، منطلقين من اهمية انعكاس السياسة على السياحة والامن ونفتقد الى القيادة في البلد بعد فشل المحاولة بالامس في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. الفراغ في هذا المنصب بدأ ينعكس فشلا في المؤسسات الدستورية وحتى في الاقتصاد مما يترك اثرا على السياحة".

واضاف: "لبنان يتمتع بروح الانفتاح والضيافة والكرم وهذه الصفات دفع ثمنها اليوم عبر وجود النازحين السوريين وبعض اللاجئين الفلسطينيين مما يؤثر على الامنين الاجتماعي والسياحي ويؤثر مباشرة على القطاعات الاقتصادية وخصوصا القطاع السياحي الذي يوفر اكثر من 250 الف فرصة عمل وبنيته التحتية لا تزال موجودة ويتمتع بثقافة كانت مدار اهتمام من المجتمعين في برشلونة بحيث شاركنا في الثقافة المتوسطية عبر الكنعانيين والمصريين والرومان والفينيقيين والثقافتين المسيحية والاسلامية التي مرت على لبنان. وقد استطعنا تبني الطريق التي رسمتها منظمتا السياحة العالمية واليونيسكو والقادة المتوسطيون الذين اجتمعوا في برشلونة، على غرار طريق الحرير المنغلق من الصين وتشمل اكثر من 10 الى 15 دولة متوسطية، وهذا المشروع مهم كثيرا للبنان ويشكل قيمة مضافة للسياحة التقليدية فيه".

وتابع: "للأسف، لقد تم هدم المرفأ الفنيقي من منطقة "السوليدير" وميدان سباق الخيل الروماني الذي يقع الى جانبه، ومن اجل ذلك يجب ان نتجنب هذه الامور وألا نسمح، بالتعاون مع الجامعات، من ازالة هذه المعالم التي ليست لنا بل للبنان وأبنائه وخصوصا الكنوز الموجودة في ارضه".

وتحدث عن "السياسة السياحية التي يتبعها ومنها السياحة الريفية التي ستوفر فرص عمل مهمة بالتعاون مع وزارتي الداخلية والبيئة وتنعش مختلف المناطق والقاء الضوء عليها وايجاد خارطة سياحية لها وتقسيمها الى 12 منطقة. وهناك السياحة الدينية التي سنطلقها عبر مشروع بالتعاون مع السلطات الايطالية، وهناك السياحة الطبية، بالاضافة الى سياحة الشباب الذين يشكلون 20 في المئة من السياحة الاجمالية وسياحة الاغتراب اللبناني التي يمكن ان ترتبط بالسياحتين الريفية والدينية، وهذه العناوين انواع السياحات تطبق عبر ورش مستدامة لا تتاثر بأي تغيير الى جانب السياحة التقليدية لنؤكد من خلالها ان السياحة بخير وسلامة الغذاء في المطاعم بخير".

وتناول المؤتمرون الأوضاع السياحية الراهنة في جميع قطاعاتها من حيث التحديات والمشاكل التي تعترضها. وامتد المؤتمر في جلستين وتحدث في الأولى: رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، الامين العام لاتحاد النقابات السياحية البحرية نقيب المجمعات السياحية البحرية جان بيروتي، نقيب أصحاب مؤسسات السفر والسياحة جان عبود، ونقيب الأدلاء السياحيين هيثم فواز.

أما في الجلسة الثانية، فتحدث عن السياحة الطبية،النقيب السابق للمستشفيات ورئيس اتحاد المستشفيات العربية الدكتور فوزي عضيمي.

وعن السياحة الشبابية تحدث ابراهيم دباس، والدكتورة نور فرا حداد عن السياحة الدينية، أما الدكتور كنج حمادة فعن "استراتيجية تطوير السياحة الريفية".

وشدد المشاركون على "أهمية هذا القطاع الحيوي في لبنان، والذي يكاد يكون الأبرز في تحريك العجلة الاقتصادية، إنما يجب توفير الظروف المؤاتية له وأهمها الاستقرار السياسي والأمني وهو المدخل للاقتصاد النامي، كما أن الاقتصاد السليم والنامي هو المدخل الأساسي للاستقرار الاجتماعي. وأثاروا موضوع تراجع السياحة، على ما جاء في الحسابات الاقتصادية المالية، وخصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ اصبح هذا التراجع في الدرجة المؤثرة".

وركزوا على "ضرورة تطوير السياحة لأنها الثروة الوطنية الأهم والتي يجب الحفاظ عليها ودعمها من المعنيين".

وتلا الجلستين نقاش مع الطلاب وتقديم دروع تكريمية من الجامعة إلى المؤتمرين.