"التقدم الحاصل في موضوع المرأة وحقوقها في لبنان، هو نتيجة توجهنا أكثر الى بلدان الغرب". هذا ما أشارت اليه مؤسسة العلامة التجارية "SANA’"، سناء أيوب، في حديث خاص مع "النشرة الاقتصادية"، تناول المراحل التي مرت بها مسيرتها المهنية في مجال الأزياء والموضة في لبنان، اضافة الى موضوع تبعية المرأة للرجل، وعلاقة هذا الأمر بالدين.

تخرجت سناء أيوب من "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، مع اجازة في تصميم الأزياء وجائزة "أفضل تصميم" (Best Fashion Design Award)، كما حازت على شهادة الماجستير بدرجة امتياز من جامعة "Instituto Marangoni" في لندن. قبل أن تقرر العودة الى لبنان عام 2013 لاطلاق علامتها التجارية "SANA’".

- أخبرينا عن بداياتك المهنية.

لطالما كان حلمي اطلاق عملي الخاص في لبنان. لذلك عندما عدت الى بيروت، خضعت لفترة تدريب لدى المصمم اللبناني العالمي ايلي صعب، وقررت بعدها بناء قاعدة من الزبائن وتقديم تصاميمي الخاصة.

منذ الشهر الأول بدأت بالتعرف أكثر على هذه الصناعة في لبنان، وعلى حركة الأسواق وأذواق الزبائن، وبالتالي حاولت العثور على أسلوبي أكثر، فأنا أحب النمط الأوروبي والشرقي، لذلك أعمل على الجمع بينهما.

بعد هذه المرحلة، شعرت أنني جاهزة لافتتاح عملي الخاص، وأطلقت أول مجموعة في تموز 2013.

- ما الذي يميزك عن غيرك من المصممين؟

أسلوبي الخاص والمبتكر هو ما يميزني عن غيري. اذ يوجد اليوم العديد من المصممين - كما يتواجد المنافسون في كافة المجالات العملية - لكن لكل شخص لمسته الخاصة، وذوقه الخاص، وطريقته المختلفة في تقديم فكرة معينة.

- كيف تواجهين المنافسة؟

المنافسة لا تؤثر علي بشكل سلبي، بل على العكس، هي تدفعني الى العمل أكثر. اذ أنها تعطي الدفع للشخص كي يجاري غيره، وتحثه على التقدم للوصول الى أبعد المراحل، وبدونها تختفي الحماسة!

- من أين تستوحين الأفكار الجديدة لتصاميمك؟

غالبية المصممين يستندون الى الأعمال الفنية، واليوم هناك موجة "ريترو"، أي العودة الى الموضة القديمة والأشياء الموجودة في المتاحف. وبالتالي نرى التصاميم وندرس كيفية تجديدها على طريقتنا الخاصة.

كما هناك العديد من التصاميم التي أحب أن أستوحيها من اللوحات والمنحوتات، وآخر مجموعة قدمتها كانت مستوحاة من ألوان الهند. اذ يوجد الكثير من الأمور الجميلة في العالم التي تساعد على اطلاق الخيال والابداع.

- هل هناك اقبالا على تصاميمك من السوق اللبناني؟

نعم الاقبال كبير، والا لما تمكنت من التقدم والعمل على المزيد من التصاميم. نظرة اللبنانيين الى تصاميمي ايجابية للغاية، لأنهم يسافرون كثيرا ويقصدون بلدان عدة، وبالتالي يحبون الأمور التي تشبه الخارج، لكن تحتوي على اللمسة الشرقية التي تميزهم. فأنا جمعت بين الاثنين، وعدد كبير من الناس أحبوا الفكرة، ووجدوا أنفسهم فيها.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

تمكنت من ايصال تصاميمي الى استراليا والبحرين، لكن ليس لدي متاجر هناك بعد، بل أحصل على بعض الزبائن من خلال السمعة الجيدة والأصداء الايجابية، وأيضا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي توصلنا الى كافة أنحاء العالم.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟

أكبر صعوبة واجهتها، كانت في ايجاد مكاني في السوق، والتعرف على الأسلوب الذي يميزني، وسيمكنني من النجاح في لبنان، طبعا دون الغاء لمستي الخاصة. وأسلوبي اليوم يلاقي أذواق اللبنانيين، وفي الوقت نفسه يحافظ على بصمتي المميزة.

لكنني لم أواجه يوما أي تمييز لمجرد كوني امرأة، وذلك بسبب شخصيتي قوية وجديتي في العمل.

- ما هي الصفات التي ساعدتك على النجاح؟

أهم الصفات تتمثل في المثابرة والاستمرارية في العمل التي تخولني في كل مرة تصحيح أخطاء المرة الأخيرة. كما أنني لا أفقد الحماس أبدا، وأعمل من كل قلبي!

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى الى اطلاق مجموعة خاصة كل عام، كما أطمح للوصول الى العالمية، وحفر لمستي الخاصة في ذهون الناس، كي تصبح بصمتي في الموضة خالدة، مثل العلامات الكبيرة مثل "شانيل" و"ديور".

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

حقوق المرأة تتقدم لكن بشكل خجول وبطيء، لذلك أتمنى أن يتم العمل أكثر من ناحية التوعية. لقد أحببت وقدرت حقا عمل جمعية "أبعاد" لأنهم لا يدرسون فقط وضع المرأة، بل يعلمون مثلا الرجل كيف يتصرف مع المرأة، ويدرسون أسباب وأبعاد العنف أو التمييز أو الظلم.

ولا بد من القول أن أكبر معوق للمرأة هي المرأة بنفسها، لأن العقلية الذكورية تتغلب على أكثرية النساء اللواتي يعتقدن أن الرجل هو المسيطر ولديه حقوق أكثر.

أما التقدم الحاصل في موضوع المرأة وحقوقها، فقد تحقق لأننا نتوجه اليوم أكثر الى بلدان الغرب، ونرى أسس العلاقة بين الرجل والمرأة، وعملية الشراكة التي تحصل، وكم أن المرأة محترمة كانسانة تماما مثل الرجل...

العقلية التي زرعوها في عقولنا منذ الطفولة، هي خاطئة جدا، لكن للأسف لا نزال نرى حتى أيامنا هذه، الكثير من الأمهات اللواتي يربين أولادهن بحسب هذا النمط؛ نمط التبعية للرجل!

- هل كان "الرجل" في حياتك داعما لمسيرتك المهنية؟

لقد تلقيت دعما كبيرا من والدي وأخي وأصدقائي، ولولا هذا الدعم لما كان لدي بعد نظر أنني كامرأة يمكنني تحقيق نفسي بنفسي.

- هل تؤيدين اقرار قانون الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟

البرلمان يعبر عن الشعب، والشعب مكون من رجال ونساء، ومن غير المنطق أن نستثني المرأة منه، علما أنها تشكل جزءا كبيرا من المجتمع. لذلك أعتقد أن العدد يجب أن يتساوى.

- بالنهاية، ما هي نصيحتك للمرأة اللبنانية؟

المرأة هي كيان كامل، وليست بحاجة لأحد كي يطورها، أو يحبها لتشعر بارتياح نفسي. لذلك أقول لها: "لا تعتمدي على هذا الموضوع فحسب، لأنك ستكونين حينها مختبئة في ظلّ شخص آخر، ولن تتمكني من اكتشاف نفسك وقدراتك".