أثبت الطفل محمد نزيه المير عبقريته في مجال الحساب الذهني، بعد أن خاض غمار التحدي على لقب العبقري العالمي الاول، في مسابقة بطولة العالم للحساب الذهني التي نظمت في المانيا أوائل الشهر الجاري.

وإستطاع محمد إبهار لبنان والعالم أجمع، على الرغم مما تعانيه مدينته طرابلس من إهمال وحرمان، ومعارك طاحنة في كل فترة، فأثبت من جديد قدرة هذه المدينة على تخريج الطاقات العلمية المهمة التي يمكنها رفع اسم لبنان في المحافل الدولية.

وفي حديث خاص للنشرة الإقتصادية قال محمد بأن هذه المغامرة بدأت حين تم إستدعاءه من قبل منظمي المسابقة في ألمانيا، والذين تعرفوا عليه من خلال  المخيم التدريبي الذي أقيم في اليابان، والذي حصد فيه المركز الأول.

وأضاف محمد أن نظام المسابقة في ألمانيا كان مختلفا تماما عن الذي تعلمه في "AC Mass" (المدرسة التي بدأ فيها محمد تعلم الحساب الذهني) لذلك كان من الضروري إجراء تدريبات جديدة إستمرت لمدة ثلاثة أشهر قبل المسابقة في ألمانيا، والتي تعتمد طرق أوروبية جديدة للحساب الذهني.

وفي سؤال عن السبب الذي ميزه في المسابقة عن باقي الأطفال المشاركين قال أن التدريب المستمر والجدي كان السبب في تفوقه وحصوله على المركز الأول.

ولفت محمد في حديثه الى أن عدد المشاركين في المستوى الخاص به كان 20 مشترك من كل أنحاء العالم، وكلهم كانوا يؤدون بطريقة جيدة، إلا أن الفوز كان من نصيبه بسبب تركيزه على التدريبات لثلاثة أشهر متتالية.

ووجه محمد رسالة الى كل الأطفال اللبنانيين لعدم قضاء كل أوقاتهم باللعب، وإعطاء جزء من هذا الوقت للدرس، ولتطوير مهاراتهم في مجالات مفيدة.

وتجدر الإشارة الى أن مسابقة الحساب الذهني، التي أقيمت في ألمانيا شارك فيها 55 متنافساً في مختلف المستويات من 40 دولة. وقد حصد محمد المركز الأول بفارق كبير عن منافسيه،  وحيث  حصل على معدل علامات بلغ 1455 علامة من اصل 1500 علامة وبفارق 322 نقطة عن الفائز بالمركز الثاني، علماً أن مسيرة محمد الطالب في "مدرسة العزم" حافلة بالإنجازات العلمية، حيث شارك مع 700 شخص العام الماضي في برنامج "AC Mass" من مختلف المناطق اللبنانية وانضم إليهم متبارون من السعودية، مصر، والأردن والبحرين في المهارات الحسابية والذهنية، وتباروا على حل 120 مسألة حسابية في 10 دقائق على أداة الخرز اليابانية (Abacus) ، و100 مسألة ذهنية (من دون استعمال أي أداة مساعدة) في 5 دقائق، واحتل محمد المركز الأول.

كما شارك هذا العام في التصفيات النهائية التي أقيمت في "المدرسة اللبنانية الأوروبية" في عرمون، وفاز أيضاً. وبعد إعلان النتائج تم اختيار 15 رابحاً من مختلف المستويات ليشاركوا في مخيم تدريبي في اليابان، وكان الفوز من نصيب محمد.

ويقول المشرف العام على "جمعية العزم والسعادة" عبد الإله ميقاتي أن مشاركة محمد في هذه المسابقة وحصوله على المركز الاول "قد أثلج قلوبنا، وجعلنا في مجمع العزم التربوي نفتخر به، لأنه تلميذ العزم منذ إفتحت المدرسة أبوابها في العام 2010".

ويضيف في حديث صحافي سابق أن "محمد تلميذ مميز ويحظى بالرعاية الكاملة من إدارة المدرسة، التي قدمت له الإعفاء الكامل من الاقساط المدرسية، لأن مجموع علاماته كان دائماً يعطيه المركز الاول في صفه".

وشكرت والدة محمد صوفيا المير كل من ساهم في دعم ابنها ورعايته والاهتمام به، وقالت: " عاد محمد وكنت على ثقة في أنه سينجز المهمة ويرفع اسم بلده ومدينته طرابلس عالياً، لأني متأكدة من قدراته، والأهم هو أنه جرى العمل عليه إن كان في المنزل أو داخل مدرسته العزم ليكون جاهزاً لهذه المنافسة".

وقالت: "من حقي ان افتخر به، وأن تفتخر به مدينته وكل شخص ساهم ولو بكلمة تشجيع له. وآمل أن يحقق في المستقبل مزيداً من الإنجازات، وأن تكون هناك رعاية رسمية له ولغيره، لأن لدينا قدرات تحتاج إلى من يهتم بها".